بعد قبول الطعن على وضعه ب«قوائم الإرهاب».. هل يحق ل أبوتريكة العودة إلى القاهرة؟    وزير التعليم: حريصون على بذل الجهود لدعم التمكين الحقيقي للأشخاص ذوي القدرات الخاصة    وزير الصحة يشيد بدور التمريض في رعاية مصابي غزة    الحصاد الأسبوعي لوزارة التعاون الدولي.. مشاركات وفعاليات مكثفة (إنفوجراف)    اليوم ختام رايز أب 2024 بحضور رئيس الوزراء    «مستقبل وطن»: إدانة مصر للممارسات الإسرائيلية أمام المحكمة الدولية خطوة لحل القضية    حزب الله: استهدفنا تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في ثكنة راميم بمسيرة هجومية    إجلاء آلاف الأشخاص من خاركيف وسط مخاوف من تطويق الجيش الروسي لها    إعلام عبري: تفكيك كابينت الحرب أقرب من أي وقت مضى    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    عودة صابر وغياب الشناوي.. قائمة بيراميدز لمباراة الإسماعيلي في الدوري    «شكرا ماركو».. جماهير بوروسيا دورتموند تودع رويس في مباراته الأخيرة (فيديو)    نجم الترجي السابق ل «المصري اليوم»: إمام عاشور قادر على قلب الطاولة في أي وقت    بوروسيا دورتموند يتفوق على دارمشتات بثنائية في الشوط الأول    قرار مهم من محافظ المنوفية بعد تداول أسئلة مادة العربي للشهادة الإعدادية    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    «القومي للمرأة» يشارك في افتتاح مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    صابرين تؤكد ل«الوطن»: تزوجت المنتج اللبناني عامر الصباح منذ 6 شهور    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    وزير الصحة: «الذكاء الاصطناعي» لا يمكن أن تقوم بدور الممرضة    جامعة طنطا تقدم الرعاية الطبية ل6 آلاف و616 حالة في 7 قوافل ل«حياة كريمة»    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    بعد الانخفاضات الأخيرة.. أسعار السيارات 2024 في مصر    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «الحرية المصري»: مصر لن تتخلى عن مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    تعرف على تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي.. في العناية المركزة    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    وزير الرياضة يترأس لجنة مناقشة رسالة دكتوراه ب"آداب المنصورة"    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    بعد الخلافات العديدة.. إشبيلية يعلن تجديد عقد نافاس    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    «المصل واللقاح»: متحور كورونا الجديد سريع الانتشار ويجب اتباع الإجراءات الاحترازية    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    الأحجار نقلت من أسوان للجيزة.. اكتشاف مفاجأة عن طريقة بناء الأهرامات    أستاذ الطب الوقائي: الإسهال يقتل 1.5 مليون شخص بالعالم سنويا    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    طلاب الإعدادية الأزهرية يؤدون امتحاني اللغة العربية والهندسة بالمنيا دون شكاوى    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    نهائي أبطال إفريقيا.. 3 لاعبين "ملوك الأسيست "في الأهلي والترجي "تعرف عليهم"    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    وزير الري يلتقي سفير دولة بيرو لبحث تعزيز التعاون بين البلدين في مجال المياه    25 صورة ترصد.. النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    المستشار الأمني للرئيس بايدن يزور السعودية وإسرائيل لإجراء محادثات    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تواجه أخطر أنواع الإرهاب الممول.. والمراجعات مع الإخوان لا تأتى بخير
اللواء محمد سلمان الخبير الاستراتيجى فى مكافحة الفكر المتطرف:
نشر في الوفد يوم 04 - 08 - 2015

قال اللواء محمد سلمان الخبير الاستراتيجي في مكافحة الفكر المتطرف بأكاديمية ناصر العسكرية: إن مصر تواجه أعتي وأشد صنوف الإرهاب الممول والمخطط من الخارج، أصبح يجد له قواعد في الداخل عبر أفراد لا وعي لهم ولا انتماء للوطن، يقتلون شعبهم اعتقاداً بأنهم سيدخلون الجنة، مؤكداً أن جماعة الإخوان هي العباءة التي تحوي جميع الأفكار المتطرفة التي لم تحمل إلا الخيانة للدين والوطن لأنها صنيعة الغرب الذي أنشأها ومولها ورعاها لخدمة أهدافه.
محذراً من الخلايا النائمة لجماعة الإخوان ومن الطابور الخامس الذي يتخفي خلف دعاوي الليبرالية والرأي الآخر وحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني، الذين جعلوا الإرهاب لقمة سائغة في وسائل الإعلام دون وعي أو فهم، مطالباً بمواجهة شاملة مع الإرهاب علي أن تكون سياسية واجتماعية وثقافية وإعلامية وتشريعية بجانب المواجهة الأمنية ضد الإرهابيين في مسرح العمليات الممتدة وتغيير قانون الإجراءات الجنائية الذي وضع منذ ثلاثينات القرن الماضي ولا يصلح لمواجهة التحديات الكبري للإرهاب.
ما حجم ونوع الإرهاب الذي تواجهه مصر؟
- في المرحلة الحالية مصر تواجه أشد وأعتي صنوف الإرهاب ورغم أنه في الداخل إلا أنه يتحرك ويمول ويدعم ويخطط له من الخارج، ولأنه داخل الحدود الكاملة لمصر سواء من الشرق أو الغرب أو الجنوب لأنه مرتبط بعقيدة وأيديولوجية سياسية، وتتبناه عقول مغيبة من الفكر، ووصل بهم الأمر إلي أن يفجروا أنفسهم ويضحوا بحياتهم ويقتلون شعبهم وأقاربهم ويدمروا مقدرات وطنهم حتي يدخلوا الجنة!
وهذا يحتاج إلي تعامل مختلف عما سبق؟
- نعم.. فهذا الإرهاب يحتاج إلي تعامل خاص وفلسفة جديدة وغير نمطية غير التي نتعامل معه علي مسرح عمليات محدد لأن العدو حالياً متواجد في العمل والشارع والسكن ومسرح عملياته أصبح الأرض المكشوفة علي طول البلاد وعرضها، ولهذا فالمهمة صعبة لأنها غير نمطية في مواجهتها.
وكيف تري التناول الإعلامي للعمليات الإرهابية؟
- يوجد بعض الاستخفاف ممن يطلقون علي أنفسهم خبراء عندما يتحدثون في وسائل الإعلام المختلفة ويحللون كل حادثة ويدعون بوجود قصور أمني، ولا يعرفون أنه لا يوجد في العالم دولة مهما امتلكت أعلي القدرات أن تمنع القدرات أن تمنع الإرهاب منعاً باتاً واليوم الإرهاب موجه ضد رجال الجيش والشرطة والقضاء ومؤسسات الدولة والسفارات والشركات الدولية والسياحية والمتاحف والفنادق والشوارع، ولكن هذه الحرب ستنتهي وسينتصر الشعب علي الإرهاب، لكن المطلوب أن تصبح حوادث الإرهاب لقمة سائغة علي ألسنة رجال الإعلام بدون وعي أو فهم، مع أن الإعلام دوره أن يساند الشرطة ويشد من أزرها ويعلي من شأنها ومن قيمة شهداء الواجب حتي نؤكد للإرهابيين أننا لم نسلم الوطن للإرهاب حتي يحكمنا أو يكون أداة لنزع جزء من الوطن ويسلمه للأعداء.
صنيعة الأعداء
ولماذا لا نتعامل منذ البداية مع جذور هذا الفكر حتي نوقف تغلغله؟
- علي مدار أكثر من 80 عاماً ونحن نواجه الإرهاب وتحديداً منذ ظهور جماعة الإخوان، لأنها هي العباءة التي جمعت التيارات المتطرفة وشكلت منها التنظيم الذي حول الإرهاب من فكر إلي تنظيم بكل ما يحمله من خيانة للدين وللوطن، وللأسف كانت المواجهة أمنية فقط، وهذا ليس الأسلوب الأمثل للقضاء علي الإرهاب لأن الفكر يواجهه فكر مع أن المواجهة الأمنية مطلوبة مع الإجرام، بجانب المواجهة السياسية داخلياً وخارجياً وإعلامياً وتشريعياً وثقافياً واجتماعياً وتعليمياً، لنؤكد للناس أن هذا الفكر ليس له أساس من الدين، أو الفكرة الوطنية لأنه فكر صنيعة أعداء مصر والإسلام من الخارج.
إذن كيف يسقط الشعب فكر الإخوان وثقافتهم بعد أن أسقط دولتهم؟
- هذا يحتاج العمل علي جميع المحاور والمجالات وأهمها المجال التشريعي، ونحن في احتياج إلي تشريع لبعض القوانين وتعديل بعض الإجراءات الجنائية التي تتعامل مع هذا الفكر المتطرف بالسرعة والحزم اللازمين لتحقيق العدالة الناجزة، وإظهار أن كل من يحمل هذا الفكر أو يقوم بنشره وترويجه، أو يدعو إليه فهو مجرم، وأن هذه الجماعة وتوابعها وكل من ينتمي إليها مجرم وسرعة إجراءات المحاكمات لهم حتي لا يظل الإرهابيون في المحاكمات 5 سنوات لأن قانون الإجراءات القانونية الذي نتعامل به موجود منذ ثلاثينات القرن الماضي ولنتخيل حجم التهديدات التي كانت ونقارنها بالتهديدات المهولة الحالية داخلياً وخارجياً.
ولهذا وصفها الرئيس بأنها حرب وجود وليس حرب حدود؟
- نعم.. لأن العدو العادي في اتجاه محدد ومسرح العمليات يكون في المنطقة الحدودية التي تفصل العدو عنا، لكن العدو الحالي داخل الحدود وخطته معلنة منذ الثمانينيات بل ومسجلة، وذلك بعد أن اجتمعت لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي مع «يرنارد لويس» لمناقشة خطة تقسيم الشرق الأوسط التي وضعها بمنتهي الدقة ويستغل فيها اختلاف الأعراق والمذاهب والأديان في المنطقة العربية حتي يقسمها وذلك من خلال حروب الجيل الرابع التي تحول البلد الواحد لأكثر من دويلة.
إفشال الدولة
وما حروب الجيل الرابع التي ينكرها البعض؟
- هي التي يتم تنفيذها حالياً بفرض الإرادة السياسية علي الدول وذلك بإفشال الدولة حتي ينهار جيشها، وتتحقق الإرادة السياسية للمعتدي، والحرب منذ بدء الخليقة كما عرفها «كلاوس بيتس» هي صراع مسلح بين دولتين تسعي كل منهما لفرض إرادتها السياسية علي الدولة الأخري لإجبارها بالتنازل عن جزء من أراضيها أو مياهها أو اقتصادها أو احتكار المواد الختام فيها، أو لتغيير النظام السياسي الذي يحكمها، والولايات المتحدة الأمريكية اكتشفت أنها طالما تستطيع تحقيق إرادتها السياسية بإفشال الدول دون الدخول في حروب مسلحة، من خلال أرواح بشرية ولهذا اتجهوا إلي العمل المخابراتي من خلال بث الفتن والدسائس لخلخلة مقومات الشعوب وخلق جماعات حقوقية وإطلاق شعارات براقة تجذب إليها المؤيدين، وهذا هو ما يطلق عليها بحروب الجيل الرابع.
الانحلال الخلقي
وما أدواتها في هذه الحروب؟
- تعتمد علي عنصرين أولهما عنصر الإسلام المتطرف الذي ابتدعه الغرب وتموله أمريكا ومن قبلها بريطانيا، ثم عنصر التحرير إلي حد الانحلال الخلقي تحت زعم الاشتراكية الثورية أو العلمانية والليبرالية التي ليس لها حدود ولأن الشعب المصري متدين بطبعه فهم يسعون بشدة إليهم ويتجهون «باللادينيين» إلي الانحلال الأخلاقي، ولهذا اجتمع في حملة انتخابات «مرسي» 6 أبريل والإخوان والسلفيين مع أن هدفهم مختلف إلا أنهم يعتبرون وسيلة تحقيقه واحدة بفرض الفوضي حتي يحلوا الجيش وتفرض الإخوان جيشها الموازي، فهم اجتمعوا علي الأداة رغم اختلافهم في الفكر، ولو كانوا استمروا مع بعض لكانت دارت بينهما حرب ضروس، ولهذا رأينا آخر عهد «مرسي» أنه بدأ بالتنكيل بمن ساندوه من غير الإخوان.
وما الذي جعل هذه الجماعات تفتقر للهوية الوطنية؟
- لأنهم صنيعة الاستعمار فهذه الجماعة مولتها ودعمتها المخابرات الإنجليزية والإسلام المتطرف بدأه الغرب عندما تبرع رئيس شركة قناة السويس العالمية بمبلغ 500 جنيه مصري سنة 1928، ولك أن تتخيل أن أفضل فدان أرض في مصر فيها كان يباع ب 7 جنيهات، واليوم كم يساوي هذا المبلغ ليحصل عليه «حسن البنا» الشاب ذو العشرين ربيعاً، ولكن الغرب وجد أن هذا الفكر هو الذي سيحقق أهدافهم ولهذا وضع «البنا» الفرمان الإخواني أو الوصية الخاصة به بأنه لا وطن في الدين، وماذا تتمنى إسرائيل من المسلمين غير أن يؤمن المصريون والعرب كافة بهذه المقولة، وماذا تقول نحن عن شهدائنا في حروب 48 و56 و67 و1973 الذين حاربوا من أجل الوطن، عندما تقول لا وطن في الدين بل يصبح مبدأ وعقيدة من الاسلام فماذا سيفعل الجنود.
الخلايا النائمة
وماذا فعلت الجماعة حتى تطبق هذه المقولة؟
- هم لا يحتاجون إلى تفكير في تنفيذ أوامر مرشدهم حسب مبدأ السمع والطاعة الذي يلغي العقل، ومع هذا بدأ بعض أئمتهم المتسربين إلى الإعلام وكانوا خلايا نائمة بعيدة عن الأعين ولهم مكانتهم لدى الناس مثل «الغزالي» و«الشرباصي» فقالوا: إن الاعتزاز بالحضارة الفرعونية خيانة للدين لأن الفراعنة أشد الناس كفراً ومن يعتز بأصله الفرعوني يعتز بكفره، وهذا ما جعل كثيراً من الشباب في صراع داخلي مع أنفسهم لأنهم مصريون ويعتزون بتاريخهم وحضارتهم ويحبون وطنهم، ولكننا مع التعمق لا نجد ما يسمى بالحضارة الفرعونية بل الحضارة المصرية القديمة لأجدادنا ولكن الغرب هو الذي روج هذا المفهوم.. والرسول قال: فرعون أمتي أشد علىَّ من فرعون أخي «موسى» إذن هو فرعون واحد والذي كان يحكم وقت بعث سيدنا «موسى» ومن كان قبله أو بعده لم يكن فرعوناً وخلال عصر النبي «إبراهيم»، جاء ذكره في السيرة وقال له ملك مصر، ومصر تشرفت بميلاد «موسى» و«هارون» ووجود «يوسف» والسيدة «مريم» وابنها «عيسى» و«إدريس» و«يعقوب» وأبنائه وهؤلاء جميعاً كانوا أنبياء ورسلاً فأين تابعوهم؟.. ألم يكن لهم تابعون مؤمنون بهم؟.. فبالطبع هؤلاء التابعون هم أجدادنا المصريون.
هل انعدام الهوية الوطنية لديهم أدى بهم إلى عدم الاعتراف بالأوطان وبالتالي خيانتها؟
- فكرة الخيانة مع الإخوان ظهرت في أكثر من موقف خلال تاريخهم لأنها جزء من عقيدتهم، وقد ذكر «محمود الصباغ» في أحد كتبه وهو من قيادات الإخوان أن المتطوعين الإخوان في حرب فلسطين كانوا تحت أمر «محمد فرغلي» الذي حكى ل «الصباغ» كيف أن شباب الإخوان كادوا يفتكون به من كثرة أنه كان يجنبهم القتال مع اليهود، فكان يمنعهم ويثبط عزمهم إلى أن وجدهم سيفتكون به فقال لهم هذه تعليمات المرشد العام، وأيضاً «عبدالرحمن السندي» ذكر في كتابه عن عمليات تدريب الإخوان إطلاق الرصاص في جبل «المقطم» أنه عندما تم القبض عليهم زعموا للأمن وفي المحكمة أنهم يتدربون لكي يشتركوا في الدفاع عن فلسطين وكانت الواقعة بعد عام 1948 وحتى يؤكدوا هذا الكلام أحضروا شهادة من الشيخ «أمين الحسيني» - مفتي القدس حينها - وبهذه الشهادة أفلتوا من عقوبة المحكمة، وأيضاً تقرير البطل الشهيد أحمد عبدالعزيز الذي أرسله إلى «عبدالرحمن عزام باشا» أمين عام جامعة الدول العربية يقول له: «إن الإخوان لا يطيعون الأوامر ولا ينفذون التعليمات ولا يشتركون في القتال ووجودهم تهبيط للروح المعنوية لباقي العناصر»، وكان «أحمد عبدالعزيز» مقدم واستقال من الجيش المصري ليقود المقاومة الفدائية ضد إسرائيل وهذا يثبت أن الخيانة صفة أصيلة في الإخوان.
وكيف ترى موقفهم من هزيمة الجيش في يونية 1967؟
- بالطبع لم يوجد مسلم أو مصري احتفل بهزيمة الجيش المصري في يونية 1967 وانتصار اليهود ودخولها «القدس» إلا جماعة الإخوان وهذه الهزيمة كانت مسار احتفال بالنسبة لهم، وهذا الموقف تكرر في اعتصام «رابعة» عندما أعلن عن تحرك سفن من الأسطول الأمريكي نحو مصر فسجدوا وكبروا عندما عرفوا أن الأسطول السادس قرب من سواحل الإسكندرية.. ولا أريد أن أكفر مثلهم ولكن المسلم الذي فعل هذا عليه أن يراجع إسلامه لو وجد في نفسه بهجة لانتصار اليهود على جيش بلاده واحتلاله لأرض مصرية واقتحامه المسجد الأقصى فعليه مراجعة دينه قبل أن يراجع مصريته ووطنيته.
أغلبية مخدوعة
وماذا عن الخلايا النائمة للإخوان وهم الأخطر حيث التحريض والشائعات؟
- من فضل الله على مصر رغم الفترة السيئة في تاريخها أن يحكمها عصابة الإخوان، لأن هذا الشعب طيب وكان به أغلبية مخدوعة في شعارات الإخوان ولكن هذه الفترة كشفت الغطاء عن أغلبية الخلايا النائمة لأنهم اعتقدوا أنهم تمكنوا فأعلنوا عن ظهورهم وكان بغباء شديد منهم، لدرجة أن التنظيم الدولي للإخوان عاتبهم لأنهم كشفوا هويتهم بهذا الشكل القبيح، فظهر «قضاة من أجل مصر» أنهم من الإخوان وأعلنوا نتيجة انتخابات الرئاسة بمبادرة فردية منهم، وظهر في الأزهر إخوان وفي الإعلام والصحافة وأصحاب مناصب قيادية أظهروا وجههم القبيح وأعلنوا هويتهم المتطرفة من خلال تصريحاتهم منهم قال: المسيحيون يدفعون جزية وغيره قال: «لا تهنئوهم في أعيادهم»، وأيضاً كشفت عن وجود إخوان في الشرطة وأعرف موظفاً كبيراً مرتشاً ومتأخراً في ترتيبه الوظيفي نتيجة جزاء إدارى وهو كان موثقاً في الشهر العقارى ومنع من أعمال التوثيق ونقل إلى الأرشيف ولكن فترة الإخوان أصبح يدير مكتب التوثيق لأنه كان خلايا نائمة للإخوان، وللأسف ما زال هناك بعض الخلايا النائمة وهي الأخطر لأن خطورتهم أصبحت عمالة للخارج.
وماذا عن الطابور الخامس؟
- الطابور الخامس يتخفى خلف دعاوي الليبرالية والرأي الحر وحقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني، وللأسف هؤلاء وجودهم طاغ فى الإعلام، ويقولون كلاماً معسولاً ثم يدسون فيه السم، وهؤلاء متواجدون في القنوات الخاصة ويتحدثون بحرفية عالية جداً ويهاجمون الجيش ويدعون أنه حكم عسكر، وأذكر أن قرأت هذا الكلام في صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية في 2012 عندما عاتب صحفي إسرائيلى الرئيس الإسرائيلى ويسأله متي سنضرب مصر إذا لم يستغلوا هذه الفرقة في ضرب الجيش المصرى بالضربة القاضية حتي يجعلوه لا يفيق قبل 50 سنة واتهم الرئيس الإسرائيلى بالخيانة إذا هو لم يقدم علي ضرب الجيش المصرى، وللأسف هؤلاء كان صوتهم عال وجذبوا بعض الشباب الذي ليس لديه إدراك وعاموا مع الإخوان أصحاب هذا الشعار.
هل المطالبة بتجديد الخطاب الديني خطوة محورية لمواجهة التطرف؟
- تجديد الخطاب الديني هو مطلب أساسى في هذه المرحلة، لكن ليس الأزهر هو الذي سيقوم بهذا التجديد، ونصبح كالذي يضحك علي نفسه لو تم الاعتماد عليه في هذه المهمة، وليت الأزهر يستطيع أن ينقى نفسه من الإخوان وحينها سنشكره، فمن تحت عباءته خرج «يوسف القرضاوى» و«محمد عمارة» و«عبدالرحمن البر»، ولقد قال «عباس شومان» علي المنبر: إن «مرسى» هو الرئيس المنتخب ومن حقه أن يحكم في جميع القضايا لكن لانشغاله وعدم توفر الوقت له فينيب من يراه يقوم بمهام وظيفته.
إذن تري أن الأزهر هو عقبة في طريق تجديد الخطاب الدينى؟
- نعم.. والأزهر بهذا الوضع والفكر لن يجدد الخطاب الديني، لأنه يوجد مناهج في الأزهر تحمل التطرف في التفكير في فكر «ابن تيمية» الذي وضع بذرة الفكر التكفيرى في كتابه «إصلاح الراعى والرعية» وهذا الفكر يدرس في الأزهر علي أنه مرجعية دينية.. ثم أن الفكر الوهابى متغلغل في الأزهر، وقد حصلت علي دراسة في المعهد العالى للدراسات الإسلامية عام 1979 وكانت إعلانات جائزة الملك «فيصل» تملأ جدران المعهد وجائزتها حينها كانت مليون «ريال» سعودى وبالطبع الأزهريون بحكم دراستهم وعلمهم كانوا هم الأقدر للدخول في هذه المسابقة والفوز بها، وبالطبع كانوا يمجدون الفكر الوهابى حتي يفوزوا بهذه الجائزة في الأعوام التالية والقادمة، ولهذا لم تكن الآراء والأفكار محايدة أو أن تكون ضد الفكر الوهابى أو فكر «ابن تيمية» الملقب في السعودية بشيخ الإسلام، وأصبح الأزهر متشبعاً بهذا الفكر إلى الدرجة التي أشفق فيها علي الدكتور «الطيب».
إذن لن يوجد تجديد قبل تنقية المناهج الأزهرية؟
- بالطبع.. لأن وجود مناهج تدعو إلي التكفير أدى إلي خروج فكر متطرف، ولهذا تنقية المناهج أهم الخطوات سواء في التعليم الأزهرى أو غير الأزهرى، حتي ندرس لأبنائنا الدين الإسلامي وجوهره الصحيح من سماحة واعتدال ووسطية وأخلاق، وهذه جميعاً أصول الرسالة المحمدية.
وماذا عن تطوير المعلم؟
- بالفعل.. لأن محاور التعليم متعددة ومن أهمها إعداد المعلم وتثقيفه، وكيفية انتقائه وتأهيله والتأكد من عدم اندساس متطرفين في العملية التعليمية حتي لا يستشرى فيهم الفكر المتطرف، لأن وجود معلم واحد متطرف سيؤدى إلي إفراز أجيال إرهابية علي مدار تاريخه الوظيفى لو اقتدى به التلاميذ وبث فيهم سموم فكره الإرهابى، ولهذا لا بد من التأكيد علي ضرورة الاختيار والإعداد والتأهيل والمتابعة للمدرسين الذين نضع أبناءنا أمانة بين أيديهم ليشكلوا أفكارهم وعقولهم.
ما أهمية المراجعات التي يطالب البعض بها؟
- بالفعل المراجعات فشلت مع هذه الجماعات في السابق لأنها كانت تتم بغرض سياسي وفي مراجعات الستينات «حسن الهضيبى» مرشد الإخوان وافق علي المراجعات وما سمي بالتوبة وقالوا نحن دعاة ولسنا قضاة، وخرج العديد من جماعة الإخوان من السجون، وفي التسعينات تكررت المراجعات، بعد أن وجدوا أنفسهم حاصلين علي أحكام بالسجن ولن يخرجوا منه، فطالبوا بالمراجعات، ونقدوا الفتاوى التي بسببها قاموا بالعنف والإرهاب والاغتيالات ونشروها في كتب، ولكن هذه جماعات باطنية تبطن غير ما تظهر وهم أصبحوا يجيدون هذا الأمر، مثلاً هم قالوا سنحارب في فلسطين والحقيقة أنهم كانوا يريدون تكوين الميليشيات المسلحة والمدربة التي سيحاربون بها الحكومات بعد ذلك، و«حماس» أعلنت أنها تؤمن بالديمقراطية وبقواعدها وستدخل الانتخابات احتراماً للديمقراطية، ولكنها وافقت عليها حتي تصعد بها إلي الحكم فقط ولا تؤمن بها عندما تسقطها من الحكم.
ولهذا قال «مرسى» و«الشاطر»: إن الإخوان سيحكمون مصر 500 سنة علي الأقل، و«مهدى عاكف» قال: «الديمقراطية هل «قبقاب» نلبسه لنذهب به إلي الحمام»، ولهذا فشلت جميع المراجعات وستفشل غيرها لأنهم جماعة تبطن غير ما تظهر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.