وكيل الرياضة بالدقهلية تعقد اجتماعا موسعا مع مديري الإدارات الداخلية والفرعية    «المركزي»: البنوك إجازة يومي الأحد والاثنين بمناسبة عيد العمال وشم النسيم    فى مواجهة التحديات    موعد صرف معاشات مايو 2024 بالزيادة الجديدة.. والاستعلام عن معاش تكافل وكرامة بالرقم القومي    السردية الفلسطينية!!    السفارة الروسية: الدبابات الأمريكية والغربية تتحول «كومة خردة» على أيدي مقاتلينا    رحيل كلوب.. الإدارة الجديدة.. والبحث عن تحدٍ مختلف    أنشيلوتي: ماضينا أمام البايرن جيد وقيمة ريال مدريد معروفة لدى الجميع    بسبب أولمبياد باريس.. مصر تشارك بمنتخب الناشئين في بطولة إفريقيا للسباحة للكبار    أمن المنافذ يضبط 19 قضية متنوعة و1948 مخالفة مرورية    حفل زفاف أسطورى    عبقرية شعب.. لماذا أصبح شم النسيم اليوم التالى لعيد القيامة؟    تعرف على أفضل الأدعية والأعمال المستحبة خلال شهر شوال    جامعة قناة السويس تُطلق قافلة طبية لحي الجناين بمحافظة السويس    أحلى فطائر تقدميها لأطفالك.. البريوش الطري محشي بالشكولاتة    الهند.. مخاوف من انهيار جليدي جراء هطول أمطار غزيرة    العرض العالمي الأول ل فيلم 1420 في مسابقة مهرجان أفلام السعودية    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    وكيل تعليم بني سويف يناقش الاستعداد لعقد امتحانات النقل والشهادة الإعدادية    الشيخ خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله    مصري بالكويت يعيد حقيبة بها مليون ونصف جنيه لصاحبها: «أمانة في رقبتي»    حجازي: نسعى للتوسع في «الرسمية الدولية» والتعليم الفني    ردود أفعال واسعة بعد فوزه بالبوكر العربية.. باسم خندقجي: حين تكسر الكتابة قيود الأسر    فرقة ثقافة المحمودية تقدم عرض بنت القمر بمسرح النادي الاجتماعي    بالتعاون مع المدارس.. ملتقى لتوظيف الخريجين ب تربية بنها في القليوبية (صور)    رئيس «هيئة ضمان جودة التعليم»: ثقافة الجودة ليست موجودة ونحتاج آلية لتحديث المناهج    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    الاقتصاد العالمى.. و«شيخوخة» ألمانيا واليابان    إصابة شخص في تصادم سيارتين بطريق الفيوم    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    بعد انفجار عبوة بطفل.. حكومة غزة: نحو 10% من القذائف والقنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع لم تنفجر    تأجيل نظر قضية محاكمة 35 متهما بقضية حادث انقلاب قطار طوخ بالقليوبية    زكاة القمح.. اعرف حكمها ومقدار النصاب فيها    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    تردد قنوات الاطفال 2024.. "توم وجيري وكراميش وطيور الجنة وميكي"    وزيرة الصحة يبحث مع نظيرته القطرية الجهود المشتركة لدعم الأشقاء الفلسطنيين    تنظيم ندوة عن أحكام قانون العمل ب مطاحن الأصدقاء في أبنوب    النشرة الدينية .. أفضل طريقة لعلاج الكسل عن الصلاة .. "خريجي الأزهر" و"مؤسسة أبو العينين" تكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    إيران: وفد كوري شمالي يزور طهران لحضور معرض تجاري    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    شروط التقديم في رياض الأطفال بالمدارس المصرية اليابانية والأوراق المطلوبة (السن شرط أساسي)    الصين فى طريقها لاستضافة السوبر السعودى    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    إصابة عامل بطلق ناري في قنا.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    فانتازي يلا كورة.. دي بروين على رأس 5 لاعبين ارتفعت أسعارهم    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    مصطفى مدبولي: مصر قدمت أكثر من 85% من المساعدات لقطاع غزة    اتحاد الكرة: قررنا دفع الشرط الجزائي لفيتوريا.. والشيبي طلبه مرفوض    تراجع أسعار الذهب عالميا وسط تبدد أمال خفض الفائدة    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى حوار مع "الوفد":
الغيطاني: السيسي يجب أن يستلهم أفكار سعد زغلول وعبد الناصر
نشر في الوفد يوم 08 - 05 - 2014

بعد أن أدلي بشهادته في الجزء الأول من هذا الحوار حول العديد من القضايا ومن بينها زلزال 30 يونية الذي انهي دولة الإخوان في أيام قلائل وتأمله للخروج الكبير للمصريين والذي كان خير دليل علي أن روح التمرد باقية في أجساد أحفاد الفراعنة الذين قاموا بثورات خالدة أبرزها ثورة 1919،
يواصل جمال الغيطاني في الجزء الثاني من هذا الحوار أطروحاته في العديد من القضايا ومن بينها الدور الذي قام ويقوم به الجيش عبر التاريخ وببصيرة روائي لا يفتقر لعين الناقد المهموم بأسئلة التاريخ والجغرافيا يدلي الغيطاني برأيه حول مستقبل المؤسسة العسكرية وينقد الشعار الذي انتشر علي ألسنة البعض «يسقط حكم العسكر» ويتناول الأسباب التي دفعت الجيش للعزلة طوال حكم مبارك ويطالب بضرورة تخليد ذكري أبطال ورموز الجيش كي تعرف بنضالهم الأجيال المقبلة.
ويتعرض الكاتب والروائي جمال الغيطاني للثوابت التي تعلو لمستوي المقدسات التي لا ينبغي أن تمس مهما تغيرت أنظمة الحكم والزعماء كما يرصد مستقبل الإسلام السياسي وهل من سبيل أمام الإخوان ومن والاهم للعودة لسدة الحكم من جديد كما يرصد الحوار العديد من القضايا الأخري.
دور الجيش
ما هو دور الجيش في تاريخ مصر؟
- الجيش المصري له دور أساسي في الحضارة المصرية يختلف عن أي حضارة أخري، لان مصر بلد قديم مركزي له حدود واضحة جداً ووصفه «جمال حمدان» بعبقرية المكان، وأنا أراها مصيبة المكان لانه جعلنا ملطشة ومطمعاً، وفترات حكم مصر فرعون من «الحبشة» وفترة أخري حكم فرعون من «ليبيا» في أواخر الأسرة ال (30) عندما انهارت الدولة المصرية واستبيحت مصر من الفرس والرومان ثم جاء العرب، ولهذا اقتضي وجود قوة عسكرية تدافع عن هذه الأرض لانه من المحيط وحتي الخليج توجد واحات زراعية صغيرة منها واحة ضخمة جداً اسمها مصر، وهذه القوات لم نحضرها من الخارج كمرتزقة لتدافع عن الشعب بل تم تكوينها من أبناء الشعب المصري، وهذا مثبت في المتحف المصري حيث توجد تماثيل لكتائب الجيش القديم ونجد النوبي والسيناوي وابن الوادي جنبا إلي جنب، إذا الجيش هو مصدر القومية المصرية، واستمر الوضع علي هذا الأساس وإذا كان الجيش قوياً وقادراً علي الحماية والردع تزدهر مصر وتنمو لان باقي الشعب يشعر بالأمان ويتفرغ إلي صناعة الأبدية، وهذه هي الحضارة التي دخل الجيش المصري طرفاً أصيلاً فيها.
رغم هذه الحميمية بين الشعب والجيش يوجد رفض شعبي لوجود الجيش في الشارع؟
- عندما يضعف الجيش تستباح مصر، ولهذا التركيز الآن علي كسر الجيش المصري، ولهذا خرج بعض الشباب الأحمق في يناير يهتف بسقوط حكم العسكر، وهذا هتاف مصدر إلينا لان المصريين طوال تاريخهم لم يعتدوا علي الجيش المصري. والعكس صحيح، لقد كنت أعرف المشير «الجمسي» وتربطني به علاقة قوية جداً، وعندما طلب منه «السادات» نزول الجيش في أحداث 18، 19 يناير كان شرطه ألا يستمر الجيش في الشارع أكثر من (24) ساعة، وعندما نزل الجيش قدم له الشعب الإفطار في الصباح: وهذه هي الحميمية بين الشعب والجيش وأيضا في أحداث الأمن المركزي 1986، كان المشير «أبوغزالة» قائد الجيش وتكررت نفس الظاهرة عندما نزل الجيش إلي الشارع ومع هذا لا أتمني أن أري الجيش في الشارع، وما يحدث الآن هو ظرف استثنائي ونرجو أن ينتهي سريعاً.
كيف تري الهتاف بسقوط حكم العسكر؟
- هتاف يسقط حكم العسكر وصمة عار للثورة المصرية ولكن لماذا خرج هذا الهتاف من الشباب فقط؟ لانه معذور(!!) لان الجيش المصري عزل نفسه عن شعبه خلال (30) سنة من حكم «مبارك»، وأصبح حوله أسوار ولا يعرف الشعب ماذا يفعل وماذا يقدم من تضحيات للوطن؟ أذكر أنه بعد ثورة 1952 ظهرت أفلام «إسماعيل ياسين» في الطيران، والبحرية، وقدمت عشرات الأغاني عن الجيش ل «عبدالوهاب» و«أم كلثوم» وفتحت معسكرات الجيش للشعب لتعلم القفز بالمظلات. ومشاهدة الاستعراضات العسكرية التي كانت تتم كل عام سواء في مناسبات 23 يوليو أو انتصار أكتوبر، وكل هذا انتهي بعد مقتل «السادات» مع أنه صنع حميمية بين الشعب والجيش ولكن بعد وصول «مبارك»، أقام أسواراً عازلة حول الجيش.
هل هذه العزلة كانت مقصودة؟
- لا أعتقد لانها لو كانت مقصودة لقاوم قادة الجيش العزلة عن الشعب مثلما قاوموا معاهدة السلام، حينما حاول الأمريكان تحويل الجيش المصري إلي مجرد جيش لمكافحة الإرهاب بحجة إقرار السلام، ويكون له مهام ليس لها علاقة بالوطن، وحينها رفضت القيادة العسكرية هذا وقاومته، ولكنها عزلت نفسها عن الشعب ولا توجد رحلة مدرسية تذهب إلي معسكرات الصاعقة، كما كان يحدث في الماضي لدرجة أن بدلة العيد للأطفال كانت بدلة الضابط، وكانت أحلي وأفضل ملابس العيد فهل يتحول هذا الطفل فجأة ليهتف «يسقط حكم العسكر»؟!!
هذا الانعزال يراه البعض بأن الجيش أصبح دولة داخل الدولة؟
- الجيش ليس دولة داخل دولة ولكنه أقام مشروعات اقتصادية للاكتفاء الذاتي له، كنت في الجبهة ومصنع «قها» كان يقدم لنا وجبة مصنعة يستطيع الجندي أن يأكلها وهو يحارب مكونة من لحوم ومكرونة والحلو بسبوسة، ولكن بعد إلغاء القطاع العام كيف يوفر الجيش الغذاء لنصف مليون عسكري؟ وإذا احتاج إعطاء العسكري بيضة الإفطار فمن أين له بهذا العدد؟ هل يصبح تحت رحمة أي متعهد أو من الممكن ان يورد له بضاعة فاسدة ولهذا الجيش بدأ مشروعاته الاقتصادية لنفسه، د. «البرادعي» سخر من هذا قائلا ل «مني الشاذلي» ده جيش مكرونة يا «مني»(!!).
لكن الشعب التحم بجيشه وبدأ يطلق علي الأطفال اسم السيسي كما كان يطلق أسماء عبدالمنعم رياض وأحمد إسماعيل وأحمد عبدالعزيز في السابق وهذا مؤشر جيد؟
- نعم.. ولهذا أدعو القيادة الوطنية للجيش المصري ان تشرك الشعب معهم بشرح الحقائق وألا تداري علي أبطال الجيش، وبعد (10) سنوات من هذه اللحظة لن يوجد بطل من أبطال حرب الاستنزاف أو نصر أكتوبر ومنذ (79) قدمت رواية اشتراها التليفزيون المصري عن البطل «إبراهيم الرفاعي» ولم تقدم حتي الآن وكيف لا نري مسلسلاً عن المجموعة (39) قتال أو فيلم عن البطل «أحمد سلامة غنيم» قائد الفرقة (8) دفاع جوي طوال حرب الاستنزاف أو عمل فني عن إغراق الحفار الإسرائيلي في «داكار»، والأمريكان خلدوا اسم الجنرال «باتون» علي الدبابة «أم 60» والاتحاد السوفيتي صنع تمثالا رهيبا للجنرال «جيكوف» الذي دخل برلين والجيوش تبرز أبطالها ونحن لدينا أبطال بالآلاف ولكن نغطي عليها ونداريها يكفي ان لدينا البطل طيار «محمد زكي عكاشة» الذي توفي منذ شهر ويشتهر بأعمال بطولية في ضرب طائرات «الهوك» الإسرائيلية.
هذا الجيل من قادة الجيش ليس لديه حساسيات تجاه القادة القدامي لانه لم يشارك في حرب أكتوبر وربما يعيد الأمور إلي نصابها الصحيح؟
- نتمني هذا لان المشكلة كانت في الضربة الجوية الأولي التي كانت مادة للتندر وظلم بسببها عسكريون عظام، مع أني احترم اللواء طيار «حسني مبارك» ومن الظلم ان نجرده من تاريخه العسكري لانه كان قائدا عسكريا ناجحاً في الكلية الحربية وقدم (400) طيار لمصر في وقت كانت تتقدم الدفعة (3000) يصلح منها (10) فقط لسوء التغذية ومشهود له بإدارته للقوات الجوية خلال حرب أكتوبر، والكفاح لعودة «طابا» بخريطة وصورة لشجرتي دوم، وليس لي شأن بالرئيس الذي حكم (30) سنة ارتكب خلالها أخطاء كارثية، أدت إلي ما نحن فيه الآن وهنا أتوجه إلي المشير «السيسي» لانه ليس لديه حساسيات تجاه هؤلاء الأبطال حيث تخرج عام 1974 بأن يبرز دور هؤلاء الأبطال ليتعرف الشعب عليهم ويفتخر بهم.
معارضة وطنية
كيف تري المعارضة المصرية؟
- المعارضة المصرية وطنية، وأذكر بعد استرداد طابا أن سافرت أنا والمرحوم «محمد عبدالرحمن» رئيس تحرير مجلة القوات المسلحة إلي طابا ووجدنا مصيبة، عقيد أمن مركزي «زيدان» قائد القوات الشرطية في «طابا» وإسرائيل في الجانب الآخر لديهم فندق وشاطئ للعراة، والعساكر المصرية ينظروا علي نساء إسرائيل العاريات وهو رجل وطني ويريد أن يحمي العساكر الذين يقودهم، لكن ثقافته تختلف عن ثقافة ضابط الجيش في نظرته إلي الحدود، فقام «زيدان» بإرجاع سلك الحدود للخلف في الأراضي المصرية حتي يمنع عساكره عن النظر إلي العاريات.. وذهبت شخصية مهمة من المخابرات لزيارة الموقع ووجدت هذه الكارثة، فطلب منه إعادة سلك الحدود إلي مكانه الطبيعي، وعندما أعاده قام الأسطول البحري وسلاح الجو الإسرائيلي بالتحرك وأدعوا أن مصر تغيّر في الحدود، ونشأت مشكلة وأزمة خطيرة بين الدولتين المهم ان الإدارة المصرية استوعبتها. وكنا نريد أن ننشر هذا الموضوع للتوعية وبالطبع لم يكن يسمح له بالنشر في الأخبار لانها جريدة قومية، المهم ذهبنا إلي الرجل العظيم الأستاذ «مصطفي شردي» رئيس تحرير جريدة «الوفد» ومعنا الموضوع الصحفي فوافق علي الفور بنشره في صحيفة «الوفد» بعنوان «سلك العقيد زيدان يثير أزمة الحدود» وهذا الموضوع تسبب في كشف الحقيقة وإنهاء الأزمة المثارة بين مصر وإسرائيل: هذه هي المعارضة الوطنية الواعية.
هل تغيرت هذه المعارضة بعد 30 يونية؟
- لم تتغير ولكن ظهرت نوعيات جديدة من الصبية المأجورين للتطاول علي الجيش، وأحيي الدكتور «عبدالرحيم علي» لكشفه هؤلاء عن طريق التسريبات التي يقدمها عبر برنامجه، فهذا عمل سياسي مهم جداً، وأحياناً أغضب عندما أري «عبدالرحيم» يدافع عن نفسه مع أنه يقدم الحقائق بالكامل، ومن كان يتصور ان «البرادعي» يتحدث مع ضابط مخابرات أمريكي ويطلب منه إرسال أموال؟!! إلا من خلال هذه التسريبات؟
ما هي مقدسات الدولة المصرية التي يجب ألا تمس؟
- مقدسات الدولة مياه النيل والتعايش والوحدة الوطنية والحقيقة ان «هيكل» من حدد هذا وقال إنها مسئوليات الرئيس القادم. وحقيقة الأمر ان حزب الوفد استوعب الوحدة الوطنية وقدم لها حلاً عبقرياً من خلال تجربة ثورة 1919.
والمستشار «طارق البشري» قبل ان يتغير كان من الشخصيات التي كنت أجلها ولا أتردد أن أقبل يده، ولكنه للأسف خان ضميره عندما أتي به المجلس العسكري وكان المشير «طنطاوي» يجلسه علي يمينه ويقدره فقام الرجل بإدخال مصر في الحائط!! عندما تغلبت الأيديولوجية الفكرية علي الأيديولوجية الوطنية لان أيديولوجية المتأسلمين ليس بها أوطان.. وكان له كتاب رائع بعنوان: «المسلمون والأقباط في إطار الوحدة الوطنية، وفي الفترة الخاصة بدستور 23 نجد أن الذين وقفوا ضد فكرة وجود حزب مسيحي هم المسيحيون، ومن كان يطالب بهذا كانوا يعتبرونه عميلاً للإنجليز، وهذا من مكاسب فترة الوفد وثورة 1919.
تغيير العالم
ما هو مستقبل الإسلام السياسي في مصر؟
- أعتقد أن تجربة الإخوان في الحكم سيترتب عليها تغييرات كبيرة جدا مع أن مصر ليست أقوي دولة في العالم ولكنها قادرة علي تغيير العالم ولنا في تجربة «محمد علي» وحرب 1956 وأتوقع أن 30 يونية نقطة تحول في ظاهرة ما يسمي بالإسلام السياسي الذي سقط، ولابد أن نكرس هذا حرصاً منا علي الدين الإسلامي، والطريقة التي تحدث بها «محمد بديع» و«ياسر برهامي» مضادة للإسلام ولهذا نحن نغير علي الدين عندما نجد أنه الدين الوحيد الذي يبرر القتل مع هؤلاء، والإخوان بتبريرهم القتل والسلفيون وفتاواهم المرعبة يضرون الإسلام باستغلاله في السياسة.
لماذا لم تستوعب جماعة الإخوان حركة التاريخ وكررت أخطاءها في 48، 54، 65، 2013؟
- هم جماعة مضادة للإسلام وما يعنيهم هو مشروعهم، وإلا فليقولوا لنا هل الغرب يحب الإسلام حتي يساندهم ويدافع عنهم؟ وحتي نفهم هذا علينا أن ندرس ظهور الجماعة في 1928 وكان الظهور ضد ثورة 1919 لان الإنجليز أنشأوا الجماعة وهم أخبث استعمار حكم مصر، ومازالوا اللاعب الحقيقي في المنطقة والأمريكان معلوماتهم عنا مشوشة وليسوا مثل الإنجليز ولهذا يستعينون كثيرا بالمعلومات عن طريقهم، والإخوان تري أن الدين ضد الأوطان وهذا في صالح المحتل و«حسن البنا» اشتق اسمه من البنائين الأحرار وهي جماعة تعتبر من ليس معها ضدها، والإسلام برىء من هذا لانه دين كوني، ولكنهم حددوه في جماعة، ولهذا ليس لهم مستقبل في مصر بعد هذه المتاجرة الفاضحة بالدين.
هل أثرت الصعوبات التي تعرضوا لها في الستينيات علي انقلابهم علي أنفسهم والخوف من الانفتاح علي المجتمع؟
- هم بالفعل تعرضوا لظروف صعبة ولكن ليسوا بمفردهم، الشيوعيون أيضا ذاقوا الأمرين أكثر منهم في الستينيات ولكنهم لم يتذمروا وخرج «مرسي» ليقول الستينيات وما أدراك ما الستينيات، وأنا أعتقلت عام 1966 مع الإخوان وسجنت في سجن المزرعة وكنا ننام علي الأسفلت وناهيك عن سجن القلعة وكانوا يعطونا (10) زيتونات ونصف رغيف ويستردوننا منا نوي الزيتون حتي لا نستخدمه ونتسلي به في اللعب. لكن الموضوعية ان تعلو عن ذاتك وأنا أدافع عن «ناصر» لانحيازه للفقراء ولانه عاش ومات فقيراً، وكنا نختلف علي الوسائل وليس المبادئ لانه كان يقول انه يبني اشتراكية وكنا لانراها اشتراكية مثل اشتراكية الاتحاد السوفيتي، ثم ثبت انه لا اشتراكية هنا ولا اشتراكية هناك.
الإخوان لم تستوعب في المقابل هل الجماهير استوعبت حركة التاريخ؟
- نعم استوعبت ولدي ثقة لا نهائية في الشعب المصري البسيط الذي يتمتع بثقافة ووعي أكثر من خريج جامعة أكسفورد بسبب التراكم الحضاري، وثقافته العميقة بمساعدة الضعيف، والمصريون تربوا علي فكرة الإحسان أي التعامل بالحسني، ولكن الإخوان عندما جاءوا إلي السلطة قال البسطاء إنهم جماعة بتوع ربنا ولكن اكتشفوا بعد ذلك أنهم يكذبون ويغشون ويتاجرون بالدين حتي ظهر انهم نهمون في السلطة، وشرهون في الطعام وهذا ظهر في ولائم قصر الاتحادية، وأيضا عند مراجعة فاتورة «أم أحمد» حرم «مرسي» في فندق «طابا» حتي «مرسي» كان يطلب نوعيات من الطعام في السجن، وتأكد للمصريين نهم الإخوان للدنيا.. ناهيك عن قلة الأدب وسوء الأخلاق التي ظهرت عليهم، واحد مثل «عصام العريان» قبل السلطة كان مهذباً وبعد السلطة وجدنا لهجته بها صفاقة وتعالٍ ومتمسكا بالسلطة والشعب المصري يرفض هذا، وتغير المشهد السياسي بالكامل بعد عام واحد، بعدما نسي الإخوان ان «مرسي» نجح بضغط ميدان التحرير واعتصام جماعته قبل ظهور النتيجة بأيام وأعلنوا إذا لم ينجح سيحرقون مصر والغرب لم ير هذا(!!) وللأسف المجلس العسكري السابق سلم لهم الدولة.
هل تسليم السلطة جاء تحت ضغوط داخلية فقط؟
- تسليم السلطة تم تحت ضغط داخلي من المعتصمين في ميدان التحرير وأيضا تحت ضغط خارجي طبقاً للخطة الأمريكية التي عملت علي تسليم السلطة لجماعة الإخوان، والمصريون عندما خرجوا في 30 يونية طالبوا بالانعتاق من العبودية الجديدة باسم الدين لجماعة الإخوان وأسقطوهم، بالتالي هم أسقطوا المشروع الكوني للهيمنة علي المنطقة بالكامل عن طريق جماعة الإخوان، لكن المصريين لم يدروا أنهم أسقطوا المشروع الكبير، ومن هنا ظهرت العصبية والتشنج الأمريكي والغربي تجاه 30 يونية، لان مصر مؤثرة بمضمونها الحضاري والثقافي وهم يعرفون ان سقوط مشروعهم في مصر يعني انه لن تقوم له قائمة في أي مكان آخر لانه لن توجد خلفه حضارة قوية أو ثقافة مؤثرة.
هل نجحت الخارجية المصرية في نقل حقيقة ما يحدث في مصر إلي الخارج؟
- الحقيقة أن «نبيل فهمي» يتحرك بقوة وبراعة وبهدوء وثقة وبالفعل عمل إنجازا لتوصيل وجهة النظر المصرية وكشف حقيقة ما يحدث في مصر، ولكن في زيارته الأخيرة لأمريكا صدر حكم القاضي في محكمة المنيا باعدام بعض قيادات الجماعة، ومردود هذا إعلاميا في الخارج سلبي ومن هنا تحول المجرم الإرهابي إلي ضحية وأصبح المخرب الإرهابي الذي يقتل رجال الجيش والشرطة هو الضحية، وعلينا البدء من جديد بأن الدولة ليست كياناً مجرداً بل هي مثل البشر ولابد من عودة هيبة الدولة بالعدل والقانون والقوة لتنفيذ العدل والحق، والاستفادة من التغيير الذي تم في 25 يناير و30 يونية بتطبيق القانون علي الجميع، وتطبيق العدالة الاجتماعية وطهارة اليد وعمل الأجهزة الرقابية بشفافية وليس بالانتقام وتصفية الحسابات.
كيفية التعامل مع الانقسام الثقافي حول هوية الدولة وحول النظرة إلي الحضارة المصرية؟
- للأسف مازالت مصر في مضمونها نحو الحضارة القديمة بأن مصر الفرعونية وثنية وهذا خطأ لانها لم تكن وثنية ولم تعبد الحجر، وهذا هو الشرخ الثقافي لدي المصريين بأنهم يتباهون بأجدادهم ثم يلعنونهم لانهم عبدوا الفرعون الذي كان ضد موسي، وهوية الدولة المصرية لا خلاف عليها إلا في عقول المتأسلمين الذين يقدمون الهوية الدينية علي هويتهم القومية، ولهذا علينا استخدام القوة الناعمة في مصر باعتماد مشروع التعليم للنهضة بالاهتمام بالمتفوقين وذلك بوجود مدرسة للمتفوقين في كل محافظة لإثراء الحياة الثقافية وليس تجديد النخبة ولو نظرنا إلي «علي مبارك» و«طه حسين» و«محمد باشا مظهر» و«محمود باشا الفلكي» هؤلاء وغيرهم كانوا أبناء الفلاحين وكانوا من المتفوقين ومن العصر الحديث دخل مدرسة المتفوقين في الستينيات وزير الإنتاج الحربي الحالي، وجلال السعيد محافظ القاهرة ود. «مجدي جمعة» أستاذ القلب و«إسماعيل الغيطاني» قائد إشارة الدفاع الجوي في الكلية الفنية.
هل ستظل جامعة الأزهر قنبلة موقوتة تؤرق المجتمع؟
- لابد من إلغاء جامعة الأزهر أو تلحق بجامعة «عين شمس» أو تحول إلي جامعة مدنية مستقلة، وتترك الجامعة التي تدرس العلوم الشرعية وبها كليات اللغة العربية وأصول الدين، والشريعة والقانون، وفي الحقيقة عندما بدأت الدولة في الستينيات فكرة تطوير الأزهر وتولاها «كمال رفعت» كان ذلك للسيطرة علي الأزهر، لانه كان مركزاً قوياً ومؤثراً وله ثقله في المجتمع، والدولة كانت تخشي من اعتراضه عندما تريد تمرير أي قانون وبدأ فكرة إنشاء جامعة الأزهر في مدينة نصر والتي تخرج منها المظاهرات وقالوا نخرج مهندس نصف داعية ونصف مهندس، وفي الحقيقة لم نر لا مهندسا ولا داعية، ومستوي التعليم بها ليس كمستوي التعليم في الجامعات الأخري.
هل التعامل الأمني فقط كاف عنف الطلبة؟
- هو كاف علي المدي القريب وهو الحل لانهم لا يعطون الدولة خيار آخر لكنه بمفرده غير كاف ولابد من إعطاء الشباب الأمل لانهم بدونه يحطمون ويحرقون ويقتلون، والجماعة تعطيهم الأمل في العمل أو الوظيفة والأموال وأخيرا مفتاح الجنة وكأنهم يملكونه، ولهذا لابد من عودة الدولة لاستعادة الدور وملء الفراغ الذي تركته لهذه الجماعات، وحينها تستطيع اكتساب ثقة هؤلاء الشباب وفتح حوار معهم.
لهذا قلت ان حكم الإخوان جاء ضربة للدولة المصرية الحديثة؟
- نعم.. لان الدولة المصرية الحديثة قامت علي أساس التوازن الدقيق بين الحداثة والموروث المصري وليست دولة ثيوقراطية، والإخوان عندما يرفعون المصاحف في وجوهنا كيف نناقشهم أو نعترض علي أفعالهم؟ فهل نناقش الله أو نعترض عليه؟ وفي ذات الوقت أعطوا لأنفسهم حق لم يعطهم لهم الله، والصحابة كانوا يجادلون الرسول والدولة المصرية قائمة علي هذا الأساس منذ عصر «محمد علي» وتبلورت قمة الشخصية المصرية في الفترة الليبرالية منذ 1923 - 1956 وأنا تلميذ لثورة 1919 أساتذتي «نجيب محفوظ» و«حسين فوزي» و«توفيق الحكيم» و«يحيي حقي» وهم أبناء المرحلة الليبرالية وفي ذات الوقت مدين لناصر بالعدالة الاجتماعية، إذن اشتركت الفترتات في التعبير عن روح مصر بقوة من خلال هؤلاء العمالقة، ولهذا لا أتخيل وجود كاتب موهوب إلا مع تبنيه أفكار التقدم والنهضة، وهم ضد هذا وذاك.
ثورة 30 يونية تسير علي الطريق الصحيح؟
- عندما يتم ملء الفراغ الرئاسي وتوجد خطة قومية شاملة، وأرجو من الرئيس القادم ترتيب مؤتمر قومي يحدد فيه حركة مصر لمدة (10) سنوات قادمة، وبعد الحراك الثوري تتولد طاقة في المجتمع تائهة ولا تجد من يحتويها ويوجهها نحو التعليم والتنمية ومصر ظلت تسير بطاقة ثورة 1919 حتي بداية الستينيات، عندما بدأت تستوعب ثورة 1952 وتقيم مشاريع التصنيع والسد العالي، ووضع الخطة الخمسية الأولي التي لم يكن يوجد بها عاطل واحد ولكن مصر كانت (20) مليونا واليوم «مبارك» تركها وهي تقترب من ال (100) مليون، والأهم الانحياز للأغلبية لان المصريين لن يسمحوا باستمرار مسئول غير منحاز لهم.
كيف تنظر إلي ملف المصالحة؟
- المصالحة الآن حق يراد به باطل، لان جماعة الإخوان لم يتركوا فكرة الوصول إلي السلطة حتي الآن وهم وصلوا وخرجوا وغير قادرين علي ان يستوعبوا خروجهم من السلطة، والسلطة لديهم ليست وزارة بل مشروع نقيض للدولة ويدخل في تفاصيل التفاصيل، لوجود مصالحة لابد من أن يعلنوا أنهم ضد العنف ولان الشباب أصبحوا أكثر تطرفاً وإرهاباً من عواجيزهم، ثم يعلنوا التزامهم بهوية مصر وحدود الوطن.
متي احترم الإخوان تعهداتهم ووعود مرسي الانتخابية مازالت عالقة في الذاكرة؟
- هذه مشكلة الإخوان لانهم يقولون ما لا يفعلون ويفعلون عكس ما يقولون، ولهذا لا توجد فيهم أية ثقة وأي فرد يتحدث عن المصالحة الآن يقوم بدور سلبي بالنسبة للوطن ولابد من البناء علي أسس واضحة بأنه لا دين في الإدارة.
ولكن لابد من التعامل معهم فلن تنشق الأرض وتبتلعهم أو تبتلع الأرض باقي الشعب؟
- لابد من دراسة تجربة ألمانيا مع النازي ونحن لسنا أول دولة يظهر فيها أفكار متطرفة وضارة بالوطن فهم جاروا علي مؤسسات الدولة ومبادئها كهدمهم لجهاز أمن الدولة انتقاماً منه وتصفية للحسابات ورأينا الدولة تدفع ثمناً باهظاً نتيجة لهذا الحل، لانه كان أكبر جهاز في العالم لديه خبرة في مواجهة الإرهاب وانهي موجة إرهاب التسعينيات وصاحب خبرة لا تقدر بثمن ولهذا لابد من الحفاظ علي مؤسسات الدولة لتعمل مع أي حاكم يأتي إلي السلطة، ولكن هم لهم عقيدة خاصة، ولهذا التعامل القريب هو التعامل الأمني والبعيد التعامل الفكري وحصارهم بدأ بالفعل.
هل من الممكن بعد خمسين أو مائة عام ان يقرأ الشعب المصري عن جماعة الإخوان كما يقرأ عن القرامطة والبرامكة وجماعة الإسماعيلية؟
- هذا مؤكد لان المسلمين الحقيقيين سيدافعون عن الإسلام ولا نريد ان نربط الإسلام بالدم والقتل باسم الدين وهذه نظرة الخارج للإسلام وللمسلمين نتيجة للتخلف في الدول الإسلامية وقد رأينا طائفة تحكم مصر وآخر يحكم علي كرسي متحرك، والمعارضة في سوريا أكثر دموية وتطرفا من بشار الأسد، وللأسف الجامعة العربية تساعد في هذا لانها وافقت علي منح المعارضة كرسي سوريا داخل الجامعة العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.