قال الدكتور حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء، وزير التعليم العالى الأسبق، إن النظام مازال يحتفظ بشعبيته مهما قيل، مؤكداً أن الأغنياء لم يساندوا «السيسى» وتركوا الاقتصاد يبنى على حساب الفقراء، لافتاً إلى أن بعض المثقفين وقفوا ضد النظام من اليوم الأول حتى الآن، مشيراً إلى أن تماسك الجبهة الداخلية ووقوف الشعب خلف جيشه كان أقوى رد على هؤلاء ،ودعا الجميع إلى الوقوف مع الدولة التى تحارب إرهاباً خسيساً وشرساً، رافضاً أى تصالح مع جماعات الإرهاب إلا بعد القضاء على الحرب الإرهابية، وأن تسلم هذه الجماعة سلاحها وتعترف بشرعية الدولة ونظامها الجديد، ثم تدخل فى إطارها الدستورى وتعترف وتخضع لإرادة الشعب والنظام المدنى الذى يحكم، وتتخلى عن فكرة الأحزاب الدينية أو التنظيمات الدولية، أو الميليشيات المسلحة والأنظمة السرية، محذراً من عودة شلة «جمال مبارك» لتوحشهم وخطرهم على العدالة الاجتماعية، مبيناً أن عودة الأموال المهربة لمبارك ورجاله فى منتهى الصعوبة، كما حذر نائب رئيس الوزراء الأسبق من أهداف منظمات المجتمع المدنى التى تسعى إلى حصار مصر لتجويعها وتركيعها، مشيراً إلى أن بعض الجامعات لا تخلو من الفساد، ولا من سرقة الأبحاث، وإلى الحوار. كيف ترى الوضع الحالى فى ظل الحرب على الإرهاب؟ - الوضع الحالى بطبيعته لابد أن يكون مقلقاً لأن الدولة تحارب إرهاباً شرساً خسيساً لإرهابيين يتم تدريبهم فى الخارج على مستوى الجيوش سواء لدى حماس أو غيرها فى بعض الدول، ولديهم أسلحة على أعلى مستوى ويتبعون أسلوب حرب العصابات من الكر والفر أمام الجيش المنظم وهذا يصعب المهمة، وتحضرنى واقعة وجود الأمير البريطانى ابن تشارلز ولى العهد البريطانى كان فى إحدى القواعد العسكرية فى أفغانستان وبالطبع الحراسة ستكون مشددة، وعلى أعلى مستوى، وعلى هذا دخل إرهابى «طالبان» إلى القاعدة ودمروا (7) طائرات وقتلوا «23» جندياً وخرجوا ولهذا فالحرب ضد الإرهاب من أخطر الحروب وأشرسها التى تواجه الجيوش النظامية. لكن الدولة لا تجد الدعم الكافى من الكثيرين لمحاربة هذا الإرهاب؟ - نعم.. وهؤلاء يتحججون باعتبارات الحريات الداخلية على اعتبار أنها تمس الأمن القومى مع أنه من الطبيعى أن تزداد مساحة الأمن ومقتضياته وتقل هامش الحرية عند الحرب على الإرهاب، ولنرى ماذا فعل الأمريكان مع اليابانيين الحاصلين على الجنسية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية؟ قاموا باعتقالهم على الهوية فى معسكرات حتى انتهاء الحرب و«بوش» قيد جميع الحريات وسمح له بالتنصت على المكالمات الخاصة، ولكن لابد من وجود تقارب بين الأمن والحرية وحدوث تفاهم مشترك بين المجتمع المدنى الذى يطالب بالحريات وبين الدولة التى تحارب الإرهاب ولن تسمح بمقتضيات الحرية كما يريدونها وهذا أمر طبيعى أن تفرض مقتضيات الأمن على المجتمع. البعض يرفض أن تكون الأولوية لفرض الأمن على المجتمع؟ - لا يوجد تناقض لأن معظم هؤلاء وقفوا ضد النظام الحالى من اليوم الأول فى الإعلام قبل حدوث أى تجاوزات أو حتى بدء العمليات الإرهابية، والمدهش أن البعض مستمر حتى الآن لأن هؤلاء للأسف يعتبرون أى فرد يحكم من الجيش خطيئة وهذا حدث مع ثورة يوليو قبل اكتشاف حقيقتها قالوا إنها حركة فاشية عسكرية ربيبة الاستعمار الأمريكى مع أنها حاربت الهيمنة الأمريكية فى العالم العربى بالكامل، ولكن بعض المثقفين للأسف مازالوا يضعون فى أذهانهم ما يحدث فى جنرالات أمريكا اللاتينية ولا يقدرون أن الجيش المصرى جيش وطنى منذ نشأته حتى الآن. هذه أكلاشيهات خاطئة لا تصلح لتطبق لهذا العصر ولا مع جيش مصر؟ - نعم هذه أكلاشيهات وقد كلفت الوطن العربى الكثير ومازالت حتى الآن ولهذا نشك فى نواياهم لأنهم بدأوا هذا الهجوم قبل 30 يونية وظلوا فى هجومهم حتى اليوم، وهذا التناقض يجب أن ينظر له بموضوعية وليس بالتشفى من أى جانب ويعرف أنه لابد من تضحيات إلى حد ما لبعض مكتسبات الحرية حتى تنتهى الحرب على الإرهاب، ولكن البعض بحجة الحرية يحاول هدم النظام الحالى ولكن النظام سيدافع بقدر الإمكان عما يراه يحفظ الأمن القومى وبطبيعة الحال سينتصر لأن الإرهاب لن يستطيع هزيمة جيش مصر العظيم الذى يقف وراءه شعبه، وهذا جيش عرابى وثورة يوليو ونصر أكتوبر، والنظام مازال يحتفظ بشعبيته مهما قيل ويقال أو باستغلال بعض نقاط الضعف فى عدم اقترابه من تنفيذ أهداف ثورة 25 يناير. تماسك الجبهة وهل التحريض على العنف ونشر الشائعات والأكاذيب «حرية»؟ - هم يقولون إن فيه إفراطاً فى اعتبارات الأمن على حساب الحريات وما يعنينى هل هذا الكلام له صدى فى الشارع؟ أقول نعم وبكل أسف أصبح له صدى لدى البعض، وهذا ما لا نريده حتى لا يفكك تماسك الجبهة المصرية خلف الجيش فى حربه ضد الإرهاب.. إذن هنا يوجد خطأ مع أن الناس دائماً لا تكون على حق، ولكن على الدولة أن تضع هذا الخطأ فى الاعتبار لأن هذا هو الرأى العام الذى يساندها ولن نستورد رأى عام من الخارج. لكن مازالت جبهة 30 يونية متماسكة؟ - نعم.. والرأى العام الذى أقصده هم البسطاء الذين لم يكونوا يسمعون لأحد أن يمس الرئيس «السيسى» بكلمة وهذا ما تحتاجه الجبهة الداخلية فى حربها ضد الإرهاب الخسيس، وكل الشعب يدرك أنه لا بديل عن وجود «السيسى» للقضاء على الإرهاب ولكن بعضهم قلق من عودة رجال جمال مبارك والتأثير على العدالة الاجتماعية، لأن الظاهر على السطح أن الفقراء يتحملون ثمناً أكبر عما يتحمله الأغنياء، لأن هذا الشعب العظيم أثبت بتمويله مشروع قناة السويس أنه ينتمى لهذا الوطن ويتمنى نجاح «السيسى» وهذا إحساس حقيقى، فى إعادة البناء ومهمته فى إنقاذ الاقتصاد المصرى. وأين الأغنياء لماذا لم تشر إليهم؟ - الأغنياء لم يساندوا الرئيس ويساهموا فى تمويل صندوق «تحيا مصر» فأصبح الاقتصاد يبنى على حساب الفقراء، وأخرجت الناس أموالاً من تحت البلاطة للثقة الكاملة فى «السيسى» لأن الدولة كانت مأزومة. ولهذا تعترض على السياسة الاقتصادية؟ - السياسة الاقتصادية الآن تقوم على تخفيض الضرائب على الأغنياء وشلة جمال مبارك تحاول أن تضغط على الحكومة بحجة أن أى زيادة فى الضرائب تعنى هروب الاستثمار، مع أن تركيا بها ضرائب 39٪ وهى من أكبر الدول الجاذبة للاستثمار فى المنطقة. الشركات العملاقة ولماذا تقف الضرائب عقبة فى طريق الاستثمار المصرى فقط؟ - هذه نفوس مريضة لأن الضرائب حق للدولة على الربح لتعيد إنفاقه على فئات المجتمع وعلى البنية التحتية ومقتضيات الدفاع والأمن والصحة والتعليم، ولى دراسة عن الشركات المتعددة الجنسيات وجدت أن المنظمة الأوروبية للتنمية وضعت اعتبارات جاذبة للشركات العملاقة فى العالم وجاءت إليهم ب(25) عنصراً من هذه العناصر وتم ترتيبها فجاءت الإعفاءات الضريبية رقم (17) وسبقها التقدم التكنولوجى والأيدى العاملة والنظام القانونى الثابت والمفهوم ووجود بنية وطنية تكنولوجية، هذا غير متوفر فى مصر لأن «مبارك» كان يبنى طبقة فاسدة حتى يضمن استمراره فى السلطة. وماذا عن دور الجمعيات الأهلية التى تشوه صورة مصر فى الخارج؟ - منظمات المجتمع المدنى التى تمول من الخارج لا أثق فيها لا فى بياناتها ولا فى عملها، لأنها سوف تكتب ما يريده الخارج وإلا سيتوقف عن إمدادها، والحصار الخارجى من منظمات «هيومان رايتس ووتش» وغيرها من المنظمات المشبوهة تحصل على بياناتها من المنظمات التى فى مصر، وبهذا تشارك فى حصار مصر خارجياً والتضييق عليها، وبعضهم خرج أمام البرلمان الأوروبى يضع لاصقة على أفواههم يدَّعون أنهم لا يستطيعون الكلام داخل بلادهم، مع أننا أسقطنا مبارك ومرسى ونحن فى الداخل ولكن هؤلاء يستدعون قوات عسكرية ضد مصر أو يسعون إلى محاصرتها اقتصادياً لتجويعها وتركيعها بأساليب منحطة. هل يوجد صراع بين ثورتى 25 يناير و30 يونية؟ - لا.. ولا يوجد تناقض مطلقاً بين الثورتين ولا يجوز. كيف ترى دعوات التصالح مع الفساد المالى لرموز عصر «مبارك»؟ - شلة «جمال مبارك» هى التى تروج لوجود مصالحات على الفساد، مع أننا لا نعرف ماذا يملكون فى الخارج؟ وهم يريدون التصالح على أموالهم فى الداخل مع أنها تحت يد الدولة ومثلاً لا نعرف حجم ثروة حسين سالم فى الخارج الذى بدأت منذ الثمانينيات ولا توجد تجارة إلا وعمل بها أو شارك فيها من نقل وغاز وتعاون مع إسرائيل وتجارة سلاح ومياه شرم الشيخ فهذا تصالح مرفوض وكيف سيتم. لكن الشعب يئس للأسف ومل من عودة الأموال المنهوبة ولدى الكثيرين رغبة فى التصالح؟ - بصراحة الحكومة السابقة لم يكن لديها رغبة سياسية لعودة هذه الأموال، مع أن الأموال المنهوبة لن تضيع ولكن عودتها فى منتهى الصعوبة، ومصر لديها أموال مجمدة فى سويسرا قالوا: إنها مليار دولار باسم عائلة مبارك وأنا طالبت بمحاكمتهم وعلى هذا المليار من أين لهم بهذا المبلغ؟ لأن راتب مبارك كان 40 ألف جنيه، ولكن لم تكن الإرادة موجودة لدى المجلس العسكرى أو حكومة الإخوان فى إعادتها مع أن عائلة مبارك من أثرى العائلات فى مصر. حفظ البلاغ ولماذا رفضت اللجان القضائية التى سافرت للبحث عن الأموال المهربة؟ - رفضتها وأطلقت عليها لجان سفريات لأنه كان يجب أن تكون تحت قيادة وزارة الخارجية لأن لهم الخبرات فى كل الدول، ولكنهم شكلوا (10) قضاة ليسافروا إلى كل دولة ولم يأتوا بجديد، ومع هذا هاجمنى عمرو عبدالسميع فى «الأهرام» قائلاً فليعد إلينا حسام عيسى 163 مليون جنيه تنزه بهما فى أوروبا بحجة إعادة الأموال، مع أننى فى حياتى لم أسافر على نفقة الدولة إلا من خلال سفرى إلى البعثة الدراسية والعودة منها، وقد قمت بتقديم شكوى إلى مكتب النائب العام، وكنت نائباً لرئيس الوزراء لأنه بكتاباته يقلل من شأنى وأنا لست حرامى ولا أتنزه بأموال الدولة، وتم حفظ البلاغ ولم أبلغ ماذا تم فى القضية؟ أعضاء الخلايا النائمة للإخوان تروج شائعات بالمصالحات مع الجماعة الإرهابية؟ - عندما تكون الدولة فى حالة حرب مع قوة مناهضة لها، لا يصح للدولة أن تضع رأسها برأس هذه القوة المضادة وتتصالح معها، إلا بعد القضاء عليها، ولا يمكن معاملتها بندية أبداً، ولهذا لا يصح الحديث عن أية مصالحة إلا بعد القضاء على الحرب الإرهابية وأن تسلم هذه الجماعة سلاحها وتعترف بشرعية الدولة ونظامها الجديد، وتدخل فى إطارها الدستورى وتعترف بإرادة الشعب وإدارة النظام المدنى الذى يحكم، ولا يقرون أحزاباً دينية أو تنظيمات دولية أو ميليشيات مسلحة، أو أنظمة سرية، والعالم كله عندما يختطف الإرهاب أحد أفراده قد يدفعون فدية ولكن عن طريق دولة أخرى ولا يتعاملون مع الإرهاب فى مفاوضات أو اتفاقيات. وكيف ترى التجربة الحزبية بعد 30 يونية؟ - الناس فى احتياج إلى نظام حزبى قوى يساعدهم بعض الشىء ليكونوا أفضل وليمروا فى هذه المرحلة الصعبة، ولهذا نجد البعض يهاجم التجربة الحزبية بأن الغالبية العظمى منها لا تجد قبولاً فى الشارع، والأحزاب تطالب بوضع قانونى يضع هذا الضعف فى الاعتبار، وإلا سيتم القضاء على الأحزاب خاصة أن الوضع الانتخابى يضعفهم ولهذا يطالبون بقوائم نسبية فى الانتخابات مع إن الأحزاب مشاركة بنسبة 60٪ من هذا الضعف الحزبى لأنهم لم يدخلوا الانتخابات كجبهة موحدة بعد الثورة، وأيضاً نرى تحالفات فى المساء سرعان ما تنفض فى الصباح. ولماذا لا نأخذ اعتبار الأحزاب خاصة أن هذا الشعب أبعد عن العمل السياسى أكثر من 60 عاماً والأحزاب فى احتياج إلى شىء قانونى يساعدها؟ - هذا صحيح ولكن لابد للأحزاب أن تساعد نفسها أولاً وتتفق على جبهات قوية، وعلى أفضل نظام انتخابى لها، لأن الحياة السياسية لا تؤخذ إلا بالقوة، وقبل ثورة يوليو كانت حكومات الأقليات تزور لإسقاط الوفد ولكنه كان يفوز فى جميع الانتخابات وكان ويصا واصف المسيحى يفوز فى دائرته وجميعها من المسلمين، ومع هذا المانع من الوقوف بجانب الأحزاب فى تحقيق مطالبها العادلة وهى القوائم النسبية. نهضة صناعية مشروع قناة السويس الجديدة تراه يصب فى صالح العدالة الاجتماعية؟ - أى استثمار تقوم به الدولة هو شىء مهم وممتاز ومصر تحتاج إلى عدة مشاريع كبرى خاصة فى الصناعة والزراعة، وأهمية مشروع قناة السويس أنه سيكون بؤرة جاذبة للاستثمار فى إقليم قناة السويس لزيادة مرور الشاحنات العملاقة، وأهمية أنه مثل مشروع السد العالى، لأنه سيقوم بنهضة صناعية كبرى حول القناة، وهذا المشروع تظهر عظمته، أنه سيكون بداية انطلاق صناعة لوجيستية كبيرة تخدم الصناعات التجميعية التى تخرج إلى أوروبا من القناة، لكن الكلام عن الزراعة والصناعة ضاقت مساحته جداً بالنسبة إلى كلام رجال مبارك عن المولات والاستثمار الاستهلاكى لأن البنية الأساسية لأى نهضة هى التعليم والصحة والزراعة والصناعة. كيف يمكن استحداث نهضة تعليمية مصر فى احتياج إليها؟ - يستحيل أن تكون هناك نهضة فى التعليم دون حرب هائلة ومستمرة على الفساد فى التعليم ولابد من هدم قلاع الفاسدين وأذكر أنى حولت بعض الفاسدين إلى النيابة العامة لأنهم نهبوا الجامعات وبعد ما تركت الوزارة فوجئت بأن بعضهم أصبح مسئولاً عن التعليم!! وحينها كنت أريد أن أبكى، وأذكر أن واحداً منهم فقط تمت محاكمته قبل اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات لأنه أعطى لنفسه مكافآت وصلت إلى 8 ملايين جنيه، فكيف لرئيس هيئة أن يعطى لنفسه مكافآت؟! إذن فأهم خطوات إصلاح التعليم هو القضاء على الفساد الذى ينخر فيه ويدمر المنظومة بالكامل. النكبة الكبرى وما شكل هذا التعليم الذى يديره الفساد؟ - أولاً على من يتقدمون لإصلاح التعليم أن يؤمنوا بحقيقتين أولاهما أن الجامعة الحالية ليست بجامعة، وأن التعليم لا ينطبق عليه صفات التعليم.. والتعليم الفنى حدث ولا حرج فهو النكبة الكبرى، فأصبح التعليم فى مصر ليس له صفات أو مقومات، ولهذا لابد من إعادة بنائه بناء صحيحاً وفق معطيات جادة وسليمة ليعطى مخرجات تنهض بالأمة ويصبح التعليم هو قاطرة التقدم والحضارة. وما أدوات هذا الإصلاح؟ - لابد أن يقوم بإعادة بناء التعليم، إخصائيو مصر ويعيشون فى مصر، لأن الفاسدين أقوى تجمعوا لهزيمة هذا المشروع، وبالفعل تم هزيمته وأصبحت المعركة صعبة جداً ولن ينصلح التعليم بخبراء من الخارج لتعالج بتقديم حلول نظرية، لكن الموجودين فى مصر يعرفون الطبيعة المصرية ولا يوجد لديهم شىء نظرى، وكان لدينا المراحل العظيم «حامد عمار» فتلاميذه متواجدون ويمكن أن يقوموا بهذا الإصلاح، المهم أن تتحرك ضد الإرهاب ويتم إعادة بناء كامل لصف الأساتذة من الشباب قبل أن يجرف الفساد القلة الباقية وليس بالضرورة أنهم يسرقون ولكن بعضهم يترقى بأبحاث مسروقة، وهذا هو الفساد الأكبر فى التعليم، وللأسف قد صدر لى حكم من القضاء بالفصل ضد أحدهم وقد سرق كتاب لى بالكامل، ثم قالوا: لا هذا الحكم قاس جداً واكتفوا بإعطائه لفت نظر، فما الذى سيبقى من فكرة الجامعة مع هذه سرقات الأبحاث. وماذا عن توريث الجامعات؟ - عن التوريث فى الجامعات حدث ولا حرج لأن الجامعات ورثت بالكامل، وفجأة أصبح أبناء الأساتذة والعمداء عباقرة وأصبحوا الأوائل على جميع أقرانهم مع أن التوريث لا يتم إلا مع أضعف الناس، ولكن الغالبية العظمى لأساتذة الجامعات حضروا رسائل الدكتوراه لأبنائهم، وأوصلوا امتحانات الليسانس إلى منازلهم، وذات يوم قلت لعميد كلية الحقوق قبل 2011 فلان هذا الذى سيعين لم يحصل على الدكتوراه!! فقال: وهل هو كان حصل على الليسانس والآن أصبح مستقبل مصر الذى يربى شبابنا 50٪ منه بهذا الشكل. وهل من الصعب غلق ملف توريث الجامعة لفتح باب الحراك الاجتماعى أمام جميع الطلاب؟ - يتم القضاء على توريث الجامعات بالعودة إلى فتح باب الترشيح لجميع المستحقين من خارج أو داخل الجامعات وكل حسب رسائل الدكتوراه الجيدة، وعن أفضل الأبحاث وإلا فليقل لنا عباقرة التوريث كيف يتم القضاء عليه من غير هذا الطريق. ما مخاطر المحيط الإقليمى بعد اتفاق إيران النووى؟ - مستجدات الواقع الإقليمى تتغير كل أسبوع ولا يوجد رؤية واضحة لمواجهتها بالنسبة للشعوب ربما الدولة لديها رؤية من خلال أجهزتها البحثية والاستشارية، ولكن لم يعد مقبولاً أن يدخل العالم العربى فى حرب بين السنة والشيعة تحت أى مسمى وليس هذا معناه أن نصمت عندما تلعب الشيعة دوراً مهيمناً بل يتم التصدى لها والتعامل معهم لكن على أساس أنهم متواجدون فى المنطقة ولن يرحلوا أو يختفوا، ولكن تجاهل إيران فى إطار الصراع مع الشيعة خراب فى خراب لأن الغرب تعامل مع إيران فى غيبتنا ونحن تعاملنا مع إيران فى عصر الإخوان بسحل الشيخ عبدالله الشيعى. لكن إيران ستصبح دولة نووية وهذا تهديد للأمن العربى؟ - الاتفاق الإيرانى الأمريكى يؤكد أن إيران ستصبح قوة نووية، والغرب قرر أن يعود للمنطقة العربية بنظرية بوش الابن وهى أن السنة ليست الحليف المثالى للأمريكان وإنما الشيعة هم هذا الحليف ولهذا، فالسنة خسرانين على طول الخط، ولكن هذا لا يعنى أن إيران تستطيع تجاوز الحد أو أنها تستطيع أن تعصف بالأمن العربى، وتلعب دور المهيمن وبالتالى لابد للدور العربى أن يكون فاعلاً وليس رد فعل لخطر فرض علينا ويجب أن نتعامل معه بشكل عاقل حتى لا تضيع اليمن ويتم محاصرة العرب من الجنوب. من الشخصيات التى صدمت فيها؟ - أولهم كان فهمى هويدى عندما كتب أن المثقفين أصابتهم لوثة الدستور أولاً فتأكدت أنه يهرول مع إخوانه للاستيلاء على الدستور والدولة، وصعقت لأنى كنت أنظر له على أنه رجل ليبرالى محترم، ثم جميع شخوص الإخوان لأنهم كانوا أصدقائى خاصة عصام العريان والبلتاجى وقيادات حزب الوسط، وبالطبع البرادعى هو الصدمة الكبرى ثم صدمنى لغة الحوار لكثير من شباب الثورة لاستخدامهم الألفاظ البذيئة، ثم ألفاظ الإخوان التى ظهرت أشد بذاءة وبشاعة خاصة الألفاظ التى قالوها أخوات الإخوان لأنها كانت أشد بذاءة من ألفاظ الأولاد من جماعتهم.