تمكن الثنائي محمد فراج وجميلة عوض اللذان يجسدان شخصية "هانيا وعلي" في مسلسل "تحت السيطرة"، من جذب الأنظار نحوهم من خلال قصة حبهم البعيدة كل البعد عن أي مصالح شخصية أو أهواء ذاتية، كما استطاع الثنائي بعفويتهم وبراءتهم أن يجعلا قصة حبهم أشبه بقصص الحب الأسطورية التي بدأت ببدايات سعيدة ثم تكللت بنهايات مأساوية نتيجة تعاطيهم للمخدرات بل تدهور بهما الحال حتي وصلا إلى السرقة، هذه القصة لا يمكن أن نصفها بالقصص الأسطورية التي نقصّها على أطفالنا قبل النوم، نظرا لأنها ممزوجة بجزء من الواقع الحقيقي، فكم من شاب وفتاة تعرضت حياتهما للانهيار نتيجة تعاطيهم للمخدرات والكحوليات. وفي هذا السياق يكشف لنا الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة، عن علامات محددة إذا لوحظت من جانب الأب أو الأم على ابنهما التوجه إلى الطبيب المُعالج على الفور للقيام بالتحاليل اللازمة والتشخيص، لحتى لا يلاقوا مصير "هانيا وعلي".. ويوضح الحديدي، بأن هناك تغييرات قد تطرأ على سلوك الشخص ذاته تدل على أنه في أولى مراحل الإدمان، وتغييرات أخرى خاصة بتأثير المخدرات تظهر على وجه وشكل الإنسان. وعن التغيرات الخاصة بسلوك المدمن، يقول الحديدي :"الميل للعزلة، ويصبح شخصًا أكثر انطوائية، وغير محب للزيارات العائلية أو المناسبات الاجتماعية، واختلاف معاملته مع اصدقائه، قلة أو كثرة النوم، حدوث تغيير مفاجئ في الحالة المزاجية لديه"، ويضيف:"كما يظهر عليه العديد من التغيرات السلوكية، ويصبح عصبيًا جدا أو هادئًا جدا، إضافة إلى التحدث عن المخدرات وأنواعها بشكل ملفت، كما أن ضياع أشياء من المنزل، انحدار في الاداء التحصيلي الدراسي لديه واهمال دروسه، إنقاص الوزن بشكل مفاجئ، الإلحاح على زيادة المصروف، ضعف ادائه في الأنشطة البدنية أوالتمارين الرياضية، ظهور هالات سوداء حول العين، كلها من المؤشرات بإصابة الشخص بالإدمان". ويتابع:"كما أن تشتيت الانتباه، وقلة التركيز، وضعف في الذاكرة، والنسيان المتكرر، من أهم العلامات والمؤشرات التي تدل على أن ابنك في المراحل الأولي من الإدمان". ويسترسل قائلا :"يمكننا تصنيف المخدرات حسب ما تحدثه من تأثير على متعاطيها، وهي تظهر في صورة أعراض واضحة على وجه المدمن، فعند ملاحظة الأم أو الأب بوجود أحمرار بشكل كبير داخل أعين أبنهم، يدل على تعاطيه للحشيش والبانجو، أما الترامادول والهيروين يتسببان في ضيق حدقة العين". ويكمل :"وهناك أنواع من العقاقير المخدرة مثل المنومات وحبوب الصراصير كما يطلق عليها المدمنون التي تستخدم في الأصل لعلاج الشلل الرعاش، تتسبب في ثقل في اللسان، تغييرات في الحالة النفسية والمزاجية، اختلال الوعى والانفصال عن الزمان والمكان، انتيابه بهلوسة بصرية وسمعية، حيثُ يرى المدمن كائنات صغيرة ويسمع هلاوس سمعية". ويضيف :" إذا لوحظ كل من الأم أو الأب على ابنهم بصعوبة في التنفس أثناء النوم، أو حدوث اختناق في التنفس، فهذا مؤشر يدل على أنه يتعاطي الأفيون". ويتابع :" أما الكوكايين والريتالين يتسببان في فقدان الشهية، شحوب الوجه، انقاص ملحوظ في وزنه، انتيابه بحالة من القلق والتوتر المستمر، يصبح غير قادر على النوم، مع حدوث رعشات وتشنجات عصبية، بالإضافة إلى الكثير من الهلوسة وخاصة الهلوسة السمعية". ويوضح :"هناك علامات أخرى تكشف أن ابنك مدمن أم لا، ألا وهي هرش في انفه، انتيابه بالرشح، وجود آثار لإبر أو نقط حمراء في مكان الأوردة، تواجد بعض الأشياء الغريبة معه مثل الكبريت والولاعات، وورق البفرة، أو وجود بعض الأعشاب الورقية مثل ورق الشجر أو الملوخية التي هي في الأصل بانجو و حشيش". ويختتم الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة، حديثه قائلاً:"على الأب والأم متابعة ابنائهم بصفة دورية، وكذلك أدائهم الدراسي والرياضي ومعرفة من هم أصدقاؤهم الذين يرافقونه طوال الوقت، لا تخجل من التحدث مع ابنك أو بنتك على تأثير المخدرات وكذلك السجائر وحجم الأضرار الوخيمة التي قد تسببها المخدرات على صحة وحياة الفرد، ومستشهدا بقصص من الواقع انتهت حياتهم بمأساة نتيجة تعاطيهم للمخدرات، كما أن مشاركة الوالدين لتفاصيل حياة ابنهم وخاصة في مرحلة المراهقة، للتعرف عما يدور حوله يسهل اكتشاف الكثير من الأضرار التي قد تلحق به، وتجنبه من الوقوع في براثن الإدمان".