يبقى فيلم «رد قلبى» أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية وأكثر الأفلام تعبيراً عن حال المصريين قبل قيام ثورة «23 يوليو 1952» وكيف قامت الثورة والأسباب المباشرة لقيامها، واستقبال المصريين لهذا الحدث الجلل. الفيلم إنتاج 1957، تأليف يوسف السباعى بطولة مريم فخرالدين وشكرى سرحان وحسين رياض وصلاح ذوالفقار وفردوس محمد وأحمد مظهر وزهرة العلا وأحمد علام وإخراج عزالدين ذوالفقار. بدأت أحداث الفيلم 1930، وتناول قصة الريس عبدالواحد الجناينى لدى الباشا المستبد، ولديه ولدان على وحسين، وكله أمل أن يصبحا ضابطين. الباشا المستبد لديه بنت وولد الأميرة إنجى والأمير علاء. يحدث تقارب عاطفى منذ سن الطفولة بين على والأميرة إنجى، تتوسط إنجى لدى أحد الباشوات لدخول «على» الكلية الحربية، وتنجح شقيقه حسين فى الالتحاق بكلية الشرطة. وتتطور العلاقة العاطفية بين على والأميرة إنجى ويحاول شقيقها علاء التفرقة بينهما وينجح فى ذلك لفترة من الوقت الذى يعانى فيه الريس عبدالواحد من ظلم الباشا، ويصاب بالشلل والعجز عن الكلام. وتظهر شخصية الضابط سليمان وهو شاب يدوب فى حب مصر، لدرجة العشق، وتجمعه صداقة قوية ب«على»، وكان له دوركبير فى نشأة حركة الضباط الأحرار التى قادت ثورة 23 يوليو. كما ألقى الفيلم الضوء على حرب 48 والأسلحة الفاسدة، وهناك مقولة رائعة بصوت شكرى سرحان عبر عن حال الشعب المصرى عقب الهزيمة فى حرب 1948 «أى يد أثيمة تآمرت عليهم وأدمت قلب أمه حسرة على بنيها إن التاريخ والعروبة لن تنسى هذا أن التاريخ والعروبة لن تمحو أثره». شخصيات الفيلم مازالت محفورة فى وجدان الملايين بعدما يقرب من 60 عاماً من إنتاج الفيلم، الأميرة إنجى رمز الرومانسية والجمال والبراءة على عبدالواحد الضابط الرومانسى الريس عبدالواحد وزوجته رمز التضحية بكل شىء من أجل ولديهما حتى الأمير علاء الذى جسده الفنان أحمد مظهر فى أول ظهور له على شاشة السينما، رغم بعض المبالغات فى هذا الفيلم، لكن يبقى فيلم يقبل على مشاهدته الملايين فى كل عام فى ذكرى ثورة 23 يوليو. بعيداً عن التاريخ والسياسة الفيلم يعبر عن عصر ذهبى للسينما المصرية تمثيلاً وإخراجاً وإنتاجاً، حتى الموسيقى التصويرية والمناظر الخلابة فى حديقة القصر، «رد قلبى» رمز لزمن السينما الجميل.