محافظ المنوفية يتابع أعمال الموجة ال 27 لإزالة التعديات ..صور    حماية المستهلك: استقرار سعر الصرف وتراجع التضخم يدعمان مبادرات خفض الأسعار    محافظ الدقهلية يقرر غلق مطعم بدون ترخيص ومخالف الاشتراطات الصحية    كيف تتعامل إيران مع أزمة نزع سلاح حزب الله؟ باحث في الشأن الإيراني يوضح | فيديو    هدف لياو يحسم الشوط الأول ل ميلان ضد باري في كأس إيطاليا.. فيديو    بعد المباراة الأولى في الموسم.. الجزيرة الإماراتي ينهي تعاقده مع عموتة    مونت كارلو: موناكو يقترب من الموافقة على عرض ضخم من أهلي جدة لزكريا    مدير بايرن: لم نتوصل إلى اتفاق مع شتوتجارت لضم فولتيماد    لحظات رعب أعلى دائري مسطرد.. أتوبيس طائش يحصد أرواح الأبرياء    عمرو دياب يفاجئ منة عدلي القيعي في حفلته بالساحل | شاهد    أمين الفتوى بدار الإفتاء: لا يجوز للزوج منع زوجته من زيارة أهلها    محمد أبو الرُب: مصر وفلسطين جاهزتان لمؤتمر إعادة إعمار غزة فور وقف العدوان    تلاوة عطرة للمتسابق زياد فوزى فى اختبارات اليوم الثانى من برنامج دولة التلاوة    أمين الفتوى: لا مانع من ارتداء الملابس على الموضة بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية    متحدث الصحة عن خطف الأطفال وسرقة أعضائهم: "مجرد أساطير بلا أساس علمي"    الرئيس.. من «جمهورية الخوف» إلى «وطن الاستقرار»    وزيرا خارجية السعودية والإمارات يبحثان هاتفيا المستجدات الإقليمية    صور | «العمل» تجري اختبارات للمرشحين لوظائف بالأردن في مجالات الزراعة    تحصين 41.829 من رؤوس الماشية ضد الحمى القلاعية بالإسماعيلية    إغلاق 8 مراكز غير مرخصة لعلاج الإدمان والطب النفسي بالجيزة (تفاصيل)    محافظ مطروح يعترض لوعكة صحية مفاجئة بالقاهرة    «صحة الإسكندرية»: إعداد خطط تطوير شاملة للمستشفيات وتفعيل غرف منسقي الطوارئ (صور)    جولات تفقدية لرئيس مياه الشرب والصرف بأسوان لمتابعة المحطات والروافع في ظل ارتفاع الحرارة    عبد اللطيف منيع يعود للقاهرة بعد معسكر مكثف بالصين استعدادًا لبطولة العالم المقبلة    أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح علامات طهر المرأة وأحكام الإفرازات بعد الحيض    قبل بدء الفصل التشريعى الثانى لمجلس الشيوخ، تعرف علي مميزات حصانة النواب    جامعة المنصورة تُشارك في مبادرة "كن مستعدًا" لتأهيل الطلاب والخريجين    «الأمل موجود بشرط».. خالد الغندور يوجه رسالة ل كهربا    التشكيل الرسمي لمواجهة تشيلسي وكريستال بالاس في الدوري الإنجليزي    تحقيقات واقعة "فتيات الواحات".. الضحية الثانية تروى لحظات الرعب قبل التصادم    7 أسباب تجعلك تشتهي المخللات فجأة.. خطر على صحتك    قرار جديد من التموين بشأن عدادات المياه: حظر التركيب إلا بشروط    الأمن يقترب أكثر من المواطنين.. تدشين قسم شرطة زهراء أكتوبر 2| صور    المفتي السابق يحسم جدل شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها    رئيس جامعة الوادي الجديد يتابع سير التقديم بكليات الجامعة الأهلية.. صور    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة دعم قدرات شبكات الاتصالات وتوسيع مناطق التغطية    وزير السياحة: ضوابط جديدة للمكاتب الصحية بالفنادق.. وافتتاح تاريخي للمتحف المصري الكبير نوفمبر المقبل    رئيس الأركان الإسرائيلي: نُقرّ اليوم خطة المرحلة التالية من الحرب    توجيهات حاسمة من السيسي لوزيري الداخلية والاتصالات    محافظ الجيزة يطمئن على الحالة الصحية لشهاب عبد العزيز بطل واقعة فتاة المنيب    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    فيديو.. خالد الجندي: عدم الالتزام بقواعد المرور حرام شرعا    ريال مدريد يخطط لبيع رودريجو لتمويل صفقات كبرى من البريميرليج    جوان ألفينا يبدأ مشواره مع الزمالك بأداء واعد أمام المقاولون العرب    جبران يفتتح ندوة توعوية حول قانون العمل الجديد    صحة الوادى الجديد: انتظام العمل فى المرحلة الثالثة من مبادرة "100 يوم صحة"    فيضان مفاجئ في شمال الصين يخلف 8 قتلى و4 مفقودين    اللواء محمد إبراهيم الدويري: أوهام «إسرائيل الكبرى» لن تتحقق وتصريحات نتنياهو تدق ناقوس الخطر عربياً    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم    مقتل 3 وإصابة 8 آخرين في إطلاق نار بحي بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية    في 3 خطوات بس.. للاستمتاع بحلوى تشيز كيك الفراولة على البارد بطريقة بسيطة    موعد آخر موجة حارة في صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وجه الشبه بين الإخوان والصهاينة.. كلاهما يستغل الدين ويلجأ للعنف
الدكتور أحمد فؤاد أستاذ العبرى الحديث والفكر الصهيونى بجامعة الإسكندرية ل«الوفد»:
نشر في الوفد يوم 21 - 07 - 2015

تمثل الشخصية اليهودية بالنسبة للجماهير العربية حالة من الغموض ولا يعرفها الكثيرون إلا من خلال الدراما أو الروايات الأدبية، أو قصص الجاسوسية، ويقول الدكتور «أحمد فؤاد»، أستاذ العبرى الحديث والفكر الصهيونى بجامعة الإسكندرية، إن جزءاً كبيراً من اليهود يحبذون الاحتماء والاستقواء بقوة عظمى، ويتدثرون بالغموض والخصوصية ويظهرون عكس ما يبطنون، واصفاً المجتمع الإسرائيلى بالعنصرية وعدم التجانس مما يهدده بحرب أهلية، وأن إسرائيل هى جار السوء بالنسبة لمصر لأنها تتآمر عليها ببث الفتن والمؤامرات لزعزعة الاستقرار بالشائعات الكاذبة والإعلام المخادع، بل وتريد الاحتفاظ بالسلاح النووى والأرض الفلسطينية ثم تطالبنا بالسلام الشامل والعادل.. مؤكداً أن إسرائيل شجعت على قيام «حماس» بضرب الحركة القومية الفلسطينية وياسر عرفات وأنها لا تستهدف قادة حماس بالاغتيال طالما أن تلك الحركة تساعدها فى محاولاتها الدامية لإعادة رسم المنطقة وإعادة ترتيبها من جديد.
بعد الجدل المتزايد حول «اليهودى» فى الدراما المصرية.. ما حقيقة هذه الشخصية؟
- الشخصية اليهودية منتشرة فى جميع أنحاء العالم، بما أنه كتب عليهم الشتات، لدرجة أن من يعترض على الصهيونية من اليهود يقولون لهم أنتم تعترضون على مشيئة السماء وأنتم تكفرون وهذا أمر مرفوض، ولكن التعميم خطأ بشكل عام، واليهود بهم قطاع كبير يحتمون وراء القوى أو الأقوى مثل بريطانيا ثم أمريكا، لأنهم يحبون الاستقواء بقوة عظمى، وهذه سمة مميزة فى هذه الشخصية.
وماذا عن الغموض الذى تتسم به؟
- بالفعل هم يكرسون الغموض فمثلاً هم يكتبون بالعربية لكن بحروف عبرية وهذا تكريس للغموض وزيادة فى الخصوصية وعدم كشف نواياهم، والبعض منهم يبطن عكس ما يظهر لدرجة أن «التلمود» وهو شروح التوراة، كانوا يوزعون النصوص الخاصة بسباب السيد المسيح وأمه السيدة «مريم» باليد على رجال المعبد ويحجبونها عن باقى الشعب اليهودى.
وماذا عن الشخصية اليهودية المصرية؟
- اليهود فى مصر يختلفون بعض الشىء لأن مصر تمصر من يأتى إليها، ولهذا الشخصية اليهودية المصرية لها سمات خاصة تختلف فى الصورة النمطية التى اشتهر بها المرابى «شايلوك» فى الأدب الإنجليزى، والدكتور رمسيس عوض له دراسة مهمة جداً عن اليهود فى مصر، لأن مصر لها خصوصية فى احتضانها لليهود بدءاً من عصر الدولة الوسطى فى العصر الفرعونى بعد الدولة القديمة بعد ما انتهت، وبدأ اليهود يأتون إلى مصر وتم تسجيل دخولهم فى مقابر «بنى حسن» بالمنيا ثم بدأوا يسافرون إلى أوروبا فى العصر الأندلسى لأن المسلمين العرب متسامحون، ومن هنا وجدنا وزراء وأثرياء وفنانين من اليهود والمصريون فرقوا بين الصهيونية كمذهب عنصرى وبين اليهودية كديانة سماوية.
التخريب والتجسس
ومتى بدأوا ينقلبون على المصريين؟
- كانت توجد مجموعة منهم تعمل على الوقيعة بين الشعب المصرى وبين اليهود المصريين، وهؤلاء معروف توجههم ودعمتهم جماعة الإخوان فى ذلك الوقت مع أن اليهود المصريين لم يكونوا يريدون الخروج من مصر، ولهذا تم تخويفهم بالعمليات الإرهابية ثم جاء ضابط مخابرات إسرائيلى إلى مصر وخطط لعملية لافون واستعان بعض العناصر اليهودية فى تفجير المصالح الأمريكية وفى عمليات التخريب والتجسس، وظهر أن اليهود يروج لهم أنهم ضالعون فى الإرهاب، ناهيك عن أن الذين كانوا يقيمون منهم فى مصر كثير منهم حاصلون على جنسيات فرنسية وإنجليزية وبلجيكية وخلال العدوان الثلاثى على مصر، وبلجيكا اتخذوا موقفاً معادياً لمصر ومن هنا بدأ المصريون يتعاملون بتخوف مع اليهود.
ولكنهم ادعوا أنه تم التضييق عليهم فى مصر؟
- بعد أن تم تمصير الاقتصاد المصرى تم فرض قيود على الشركات لتعيين عدد محدود من الأجانب 25٪ للموظفين وأقل من هذا للعمال ثم ما الداعى لاستقدام عمال أجانب وهذا المجال لا يحتاج إلى خبرة، ومن هنا بدأ اليهودى غير المصرى يشكو بأنه ليس له مميزات وأنه غير قادر على دفع (5) جنيهات للحصول على عمل الجنسية، وكان يوجد (5) آلاف يهودى يحملون الجنسية المصرية وسبعون ألفاً غير حاصلين عليها، وعندما هرب اليهود من جرائم النازية إلى مصر قيل لهم ليس لدينا رفاهية استقبالكم، ومن هنا بدأ القول إن يهود مصر لهم وضعية خاصة وورط الموساد بعضهم فى أعمال التخريب.
وما شكل التعاون بين اليهود وجماعة الإخوان؟
- كان فى تلاقى المصالح بين الجماعة الصهيونية وبين الجماعة الإخوانية، لأن الاثنين متشابهان فى عدد من النقاط منها عدم احترام الحدود الوطنية، واستغلال الدين واللجوء إلى العنف، ومن هنا بدأ دخول الإخوان فى حزمة النشاط الصهيونى بتخويف اليهود المصريين من البقاء فى مصر، وأيضاً مهدى عاكف المرشد السابق للإخوان التقى فى السجن الحربى ب«روبيرت داساه» أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية ومن المخربين فى فضيحة لافون، بعد أن كاد «عاكف» يفقد حياته من أثر التعذيب، فقدم له داساه شربة ماء وضمد جراحه، والسجن كان به اشتراكيون وشيوعيون ومسيحيون ويهود ومسلمون، وإخوان وصهاينة أو جواسيس، ولكنه الوحيد الذى ساعد عاكف ومن هنا أصبح يوجد نوع من التعاون والتعاطف بين الإخوان وإسرائيل، ومن هنا نشأت المصالح وتجسدت فى المنظمات التى تتوافق مع الإخوان مثل «داعش» التى لم تطلق طلقة واحدة تجاه إسرائيل، بل تتعهد وتصدر الفتاوى بأنها لن تضرب إسرائيل، وأيضاً الجانب الإسرائيلى لم يضرب «داعش» فى فلسطين، وفى الجولان، بل يتم علاج الدواعش فى المستشفيات الإسرائيلية وهذا يؤكد وجود تنسيق كامل ودعم بينهم ولكنه غير معلن.
جيل صهيونى
صف لنا المجتمع الإسرائيلى وما يكتنفه من غموض؟
- هذا المجتمع به انقسامات داخلية ومشاكل تتمثل فى التمييز بين اليهود والشرقيين وبين اليهود الغربيين، وأيضاً توجد مشكلة المهاجرين الجدد القادمين من روسيا وهؤلاء يعانون أشد المعاناة ثم يوجد مشكلة القدس، التى بها تركيبة معينة من السكان، والتوجهات والتطرف، والتدين، والتى تواجه مدينة تل أبيب ذات السمات المختلفة وشمال تل أبيب تختلف عن جنوبها ولهذا تحتاج إلى خريطة دراسية توضح مشاكل إسرائيل فى ظل وجود معسكر متدين يواجه معسكراً علمانياً وإسرائيل منقسمة فى الداخل ويوجد جيل صهيونى صبر على مشاكله 30 سنة والآن يقول إنه لن يستطيع الصبر أكثر من ذلك.
مجتمع بهذا الشكل عنصرى وغير متجانس لماذا لا تقوم فيه حرب أهلية؟
- ستقوم حرب أهلية فى إسرائيل إذا ما استتب السلام لأنهم يخمدون هذه النيران بأن يقولوا للمطحونين انتظروا يوجد خطر داهم يواجههم وأن العالم الإسلامى سيبتلعهم، والفلسطينيون يرفضون السلام معهم، والعالم يكرههم، وهذا يؤجل الانفجارات الداخلية، ولكنه يوقف روح الود والتجانس بينهم.
ما الفرق بين طائفتى القرائين والربانيين فى الديانة اليهودية؟
- طائفة الربانيين هم الأغلبية فى إسرائيل والقرائين أقلية ولكنهم أقرب إلينا من حيث الصلاة فى المعبد فهم يخلعون الحذاء ويسجدون فى صلاتهم وأسماؤهم خليل ومراد وفرج ولكن بشكل عام يوجد انقسامات فى إسرائيل ويوجد حاخام لليهود الشرقييين وآخر لليهود الغربيين، وفيه حاخامات خارج الحاخامية، ويوجد تيار إصلاحى وتيار محافظ، ولابد أن نفهم التيارات الخلافية ونعمل معهم بذات المضمون، والخدمة العسكرية قد تكون سبباً فى حرب أهلية قريباً لأن البعض يخدم فى الجيش الإسرائيلى والبعض الآخر لا يخدم ويقول إنهم يصلون من أجل الجنود.
عناصر داخلية
ما يحدث فى مصر يؤثر على إسرائيلى أم العكس صحيح؟
- فى المقام الأول ما يحدث فى مصر يؤثر فى المنطقة بالكامل والطبع فى إسرائيل، وما يحدث فى مصر يؤثر بشدة فى إسرائيل لدرجة أنها تتأثر لو انتظم المرور فى شوارع القاهرة وأيضاً الثقافة والأفلام والأغانى الشبابية تؤثر هناك، بطبيعة دورنا وعمقنا التاريخى وتجربتنا الطويلة والعميقة، ولكن الجانب الإسرائيلى يتابع ما يحدث فى مصر ولذلك لا يندهش لما يحدث لأنه لديه سيناريوهات عديدة لكل الاحتمالات مثل مجىء الإخوان إلى السلطة وسقوطهم والإرهاب الذى تواجهه مصر، وما يحدث فى سيناء هذه سيناريوهات بناء على دراسات مستفيضة ووافية، وبناء على التعاون مع عناصر داخلية.
من خلال هذه السيناريوهات ما الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه مصر والمنطقة؟
- الاستراتيجية الإسرائيلية واضحة وهى تفتيت تلك المنطقة وبدأوا بالفلسطينيين وتواصلوا مع الضفة بوضع ما ثم مع غزة بوضع آخر، ولهم دور فى الوطن العربى لأنهم لا يريدون سقوط «بشار» وانتصاره حتى تظل سوريا مشتعلة، ولا يريدون الإخوان تنجح وتفشل المهم أن يستمر الإرهاب والفتن فى هذه المنطقة حتى تظل خارج السيطرة وعدم الوحدة والتعاون، وتعانى من الإرهاب الداخلى والشائعات والبلبلة طوال الوقت، ونفاجأ بالإعلام الإسرائيلى يقول الجنرال المصرى يحتاج إلى معجزة للمرور بنجاح من هذه المرحلة، ناكرين الإنجازات والنجاحات ويروجون كلام الإخوان الذى ينشر فى قنواتهم والجزيرة وصحيفة «معاريف» الإسرائيلية غير معترفين بجماهير 30 يونية، أو بالتفويض أو الاستفتاء وانتخابات الرئاسة، ولا مشاريع قناة السويس والنقل الجماعى.
إذن إسرائيل لها دور فى انحياز الإعلام الغربى ضد مصر وثورة 30 يونية؟
- بالطبع فهى تسير فى خط عدائى يتبنى وجهة النظر الإخوانية ويشوه وجه 30 يونية لصالح الإخوان والإرهاب والتفتيت.
وكيف تعمل إسرائيل على تنفيذ أهدافها القومية؟
- بشكل عام تكثف الضغط الإعلامى الذى يسعى لتصوير إسرائيل بأنها واحة الديمقراطية فى المنطقة ولهذا يجب أن يكون صوتها مسموعاً فى الخارج ووجهة نظرها مقبولة فيما يجرى من تسويات، وفى إعادة رسم المنطقة وترتيبها من جديد حتى أصبحنا وكأننا أمام حرب 48 جديدة.
مجرم حرب
وهل توجد استراتيجية عربية لمواجهة الاستراتيجية الإسرائيلية؟
- علينا أن نفهم الجانب الإسرائيلى ونستعد له، وقد قدمنا مبادرة عربية للسلام وكانت مبادرة الملك «عبدالله» وليس لدينا سيناريو إذا لو وافقت إسرائيل على السلام؟! وهل الموافقة ستكون جادة وحقيقية أم ستكون مجرد مناورة للاستهلاك المحلى، ثم هذا السلام سيترتب عليه تطبيع شامل فماذا عن النوادى الرياضية التى ستأتى إلى العرب.. هل سيراها العرب فرقاً عنصرية؟ وماذا عن اللجان داخل الكنيست وما تقوله عن العرب ومصر؟ ومن هى الشخصيات الإسرائيلية وما هى سماتها وكيفية التعامل معها إذا كانت شخصية مجرم حرب أو لديه ضعف فى السمع نتيجة للحروب فهل سنكون مدركين ذلك أم نغضب ونقول إنه يصنع ذلك؟، وهذه الدراسات يجب أن تتوفر لدينا حتى نتفاعل معهم ونكون جاهزين بها.
وما حصيلة النضال العربى مع إسرائيل؟
- الإرادة هى المكسب طالما أنها لم تنكسر والوعى أيضاً وندرك أنهم أعداؤنا وجار السوء وأن العدو يقبع فى شمال شرق البلاد والتاريخ يقول إن العداء سيستمر إن لم يكن بالسلاح فالصراع على الهوية والدين والثقافة لأنهم يقومون بدور معادٍ لنا، والأهم هو بناء الكوادر فى الأجيال القادمة ليكونوا مستعدين لهم بناء على معلومات ودراسات حقيقية وليس بناء على شعارات.
هل السلام قيداً على مصر أم على إسرائيل؟
- السلام مصلحة مشتركة للجانبين وهذه المرحلة مهيئة للسلام للحفاظ على الأرض وعدم إهدار الاقتصاد وإضعافه والحسابات تؤكد هذا والسلام أعاد لنا الأرض دون مزيد من الخسائر والتضحيات، ويساهم فى تقوية الاقتصاد لتقديم خدمات جيدة للمواطن وهذه مصلحة للطرفين والدليل احترام السلام وإلا كانت أهدرت المعاهدة من أى جانب غير مستفيد.
هل الإعلام المصرى يصب فى هذا التوجه؟
- الجانب الرسمى شىء والجانب الشعبى شىء آخر، الجانب الرسمى قال: هذا وقت التطبيع وفرض السلام الشامل مع إسرائيل ووقع على بروتوكولات ملاحق معاهدة السلام، ولكن الشعب غير ملزم بهذا التوقيع، أو مجبر بأن يذهب المواطن إلى إسرائيل أو أن يستقبلهم ويتبادل معهم التجارة أو يشاركهم افتتاح المعارض والندوات، والمحافل الرياضية، لأن الجانب الشعبى له رأى بعدم طوى صفحة الصراع الإسرائيلى.
زعزعة الاستقرار
ولهذا العلاقة المصرية الإسرائيلية علاقة فوقية وليست شعبية؟
- بالضبط لأن الجانب الرسمى له حساباته وتقديراته وله احترامه وتقديره فى هذه الحسابات، وأيضاً المستوى الشعبى له حساباته وتقديراته وأيضاً له احترامه فى هذه الحسابات لأن الجانب الشعبى يطالب إسرائيل بإثبات حسن النوايا، بعدم التآمر علينا وبث الفتن وزعزعة الاستقرار بالشائعات الكاذبة والإعلام المخادع، وعليه أن يثبت ويؤكد حقوق الشعب الفلسطينى، وكل هذه الإجراءات هى فى الملعب الإسرائيلى حتى يكسب الرأى العام المصرى ومن ثم الرأى العام العربى بأن يقنع المثقفين والإعلاميين بحسن النوايا خلال أفعاله.
وماذا عن الخطاب الإعلامى الإسرائيلى تجاه القاعدة؟
- حتى الآن يتبنى وجهة النظر الإخوانية ويقف موقف العداء مع 30 يونية، وهذا دليل على رغبة إسرائيل فى مزيد من التفتيت والانقسام والرغبة فى استمرار إرهاب الإخوان حتى لا تنهض الدولة المصرية وتتجه إلى التنمية الشاملة، وهذا هو الغرض من الخطاب الإعلامى الإسرائيلى، وعلينا أن نفند هذه الأكاذيب ونرد بأننا على استعداد لإتمام سلام شعبى شامل وعادل وتطبيع إذا كان فيه خطوات مقابلة وموازية من الجانب الإسرائيلى، ولكن إسرائيل تريد أن تحتفظ بالسلاح النووى وبالأرض الفلسطينية، وتستمر فى إرسال الجواسيس والطابور الخامس، وإهدار الحقوق العربية، ثم تطالبنا بأن نرحب بهم ونطبع معهم، ورغم كل شىء مازالت مصر تعامل إسرائيل بشكل طبيعى إزاء ما تقدمه لنا من تصدير مشاكل وأزمات.
التعاون الاستراتيجى
كيف يبدو مثلث العلاقات المصرية الأمريكية الإسرائيلية؟
- العلاقة الأمريكية الإسرائيلية إشكالية كبرى ولكننا غير مدركين من يحرك من؟ هل الكلب يحرك الذئب أم أن الذئب يحرك الكلب؟ فمن حيث الحجم والقوة فالولايات المتحدة قوة كبرى عملاقة، وإسرائيل تابع لها لكنها تحرك هذه القوة، والدليل أن أوباما له مواقف شخصية عدائية تجاه نتنياهو ولكن هذا لم يترجم فى شكل عداء تجاه إسرائيل من خلال العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ولم يتم تجميد أى من المعونة أو المساعدات العسكرية لإسرائيل، ولكننا نلاحظ استمرار التعاون الاستراتيجى الكامل بينهما والذى يصب فى صالح إسرائيل ولهذا لا يمكن فصل هذا عن ذاك.
العلاقة بين حماس وإسرائيل تبدو ملتبسة؟
- خير لنا أن نفيق ولا نظل فى الغيبوبة، ونعرف أن حماس ليست كتلة واحدة، لأنه يوجد حماس فى الداخل وأخرى فى الخارج ويوجد جزء من حماس يكره مصر وجزء آخر يحبها وجزء يكره إسرائيل وآخر يتعامل ويتعاون معها، وإسرائيل شجعت قيام حماس لضرب الحركة القومية وياسر عرفات ولكن جاء أحمد ياسين ووافق على التعاون مع عرفات وقال سأقف معه على حد أدنى من التنسيق حتى لا يحدث تضارب فى المصالح الفلسطينية فتم اغتياله لأن التقارب بين حماس وعرفات ليس فى صالح إسرائيل، ولكنه يصب فى صالح القضية الفلسطينية.
بطل شعبى
ولهذا جاءت قيادة حمساوية يثار حولها الجدل الشكوك؟
- بعد تصفية أحمد ياسين ثم تلميع إعلامى للبديل بأنه البطل القادم الذى أنقذه الله، بعدما حاولت إسرائيل اغتياله وفشلت ويحتاج الحقنة بمنتهى السرعة، وكان خالد مشعل الذى تولى رئاسة حركة حماس وعلموا منه «بطل شعبى رهيب» لا يمكن لإسرائيل أن تنال منه مع إنه يعيش منعم فى قطر وبالقرب من أكبر قاعدة أمريكية، ومع إن أمريكا تقول عنه إنه إرهابى إلا أنه يعيش آمناً بجوار قاعدتها، والملاحظ أن إسرائيل لا تقترب من اغتيال قادة حماس الموالين لها، وفى الحرب الأخيرة ألقت إسرائيل أطناناً من القنابل على غزة ولم يقتل واحداً من قادة حماس، بل أعلنت إسرائيل أنها لا تستهدفهم، وهذا يدل على وجود تنسيق وتعاون بينهما، ولكن الظاهر غير الباطن، لأن حماس تخدم أهداف إسرائيل التى تسعى إلى التفتيت والتقسيم.
العلاقة حميمية بين قطر وإسرائيل أليس كذلك؟
- تسير على نفس خط العلاقة بين حماس وإسرائيل، ولكن قطر ليس لديها شعب يمثل رأياً عاماً فهى دولة تفتقر إلى الضلع الثالث للدولة المتمثلة فى أرض وشعب وحكومة، ولهذا عندما تتبنى قطر وجهة النظر الأمريكية بالكامل فلن يفرض عليهم الشعب أى ضغوط ولن يواجهوا رأياً عاماً قوياً، فتوافق الحكومة القطرية على وجود قاعدة أمريكية على أراضيها، أو يزور قادتها إسرائيل فلن يتم تصدير مشاكل داخلية لهم وبالتالى فإن قطر التى هى قناة الجزيرة ولها دولة مثل إسرائيل التى تعتبر قاعدة عسكرية ولها دولة نجد أن خطاب قنوات الإخوان وقناة الجزيرة يتماثل مع خطاب تل أبيب مع إنهم متأكدون أنه خطاب كاذب وبدون مهنية إعلامية، ولكن الإدارة الأمريكية هى التى توجه هذه العلاقات بين قطر وإسرائيل.
أثر هذه العلاقات على المصالح المصرية؟
- بالطبع فى ظل خوض شعب مصر حرباً كبرى لتحرير مصر من احتلال جماعة الإخوان وخروج مصر من عباءة الهيمنة الأمريكية التى لها أذرع مع الإعلام القطرى والإسرائيلى اللذين يعمدان إلى تشويه الحقائق بالأخبار الكاذبة، عندما يذيعون عن الهجوم الإرهابى فى سيناء ويدعون كذباً وجود قتلى وأسرى بأعداد كبيرة فى صفوف الجيش المصرى بهدف إحداث بلبلة فى صفوف الشعب المصرى وزعزعة الثقة فى الجيش وقيادات الدولة.
كيفية مواجهة هذا التشويه الكاذب؟
- أولاً.. أن يكون إيقاعنا الإعلامى أسرع مما هو عليه الآن، ثانياً، أن نقوم بتفنيد الأكاذيب التى تبث ونصدر البيانات المصرية أسرع منهم، لأن الكثيرين يعتقدون أن إسرائيل واحة الديمقراطية فى المنطقة مع إن الرقابة العسكرية فى إسرائيل قامت 1945 قبل قيام الدولة وفقاً لقانون الانتداب البريطانى، وعلينا أن نعلن عن الحالة فى سيناء، بمنتهى السرعة حتى لا تكون مثل الأمريكان عندما تم ضربهم فى «بيرل هاربر» وقتل 2400 فى الميناء ولكنهم لم يعرفوا حقيقة هذا العدد إلا بعد (4) سنوات، وعلينا استعادة دورنا والدفاع عن حقنا فى أن يكون صوتنا مسموعاً عبر إعلامنا ونكشف أن إسرائيل دولة عنصرية، وقطر لا تعرف الديمقراطية والدليل الانقلابات التى يقوم بها الأبناء ضد الآباء للاستيلاء على السلطة، ولكننا للأسف يشعرنا إعلامنا بأننا نجلس فى غرفة من الزجاج، ونخشى من قذف الحجارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.