انتقل "الوفد" إلى مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر لمقابلة المحامي محمد الجمل المجني عليه الذي أصيب بطلق ناري في محكمة مدينة نصر يوم السبت الماضي، بهدف الوصول إلى الحقيقة المجردة على لسان صاحبها بعدما تعددت الروايات حول الواقعة حيث أكدت تحريات المباحث وتحقيقات النيابة أن أمين الشرطة هو المتهم بإطلاق النيران على المجني عليه وأصابه عن طريق الخطأ ، لاعتقاده أن المحامي متهم يحاول الهروب من المحكمة، وبناء عليه قررت النيابة حبس مجدي محمد أمين الشرطة 4 أيام على ذمة التحقيقات. وعلى الجانب الآخر أكد شهود العيان من المحامين الذين كانوا بصحبة المجني عليه أن سكرتير النيابة يدعى أحمد عز سحب طبنجة أمين الشرطة وأطلق النار على المحامي. وبمواجهة النيابة بالرواية الأخيرة أكدت أن شهود العيان من المحامين رفضوا الإدلاء بأقوالهم أمام النيابة، وهنا بدأت "الوفد" في رحلة البحث عن الحقيقة لتبدأ أولى المحطات بمقابلة المجني عليه ليعطية الفرصة لرواية الحادث من منظوره. التقت " الوفد" مع المجني عليه الذي بدأ يتعافى عقب خروجه من غرفة العمليات وجلس في غرفة امتلأت بأقاربه وأصدقائه وبعض المحامين الذين حضروا من مركز أبو حماد بالشرقية للتضامن معه والاطمئنان على صحته . وقال " محمد الجمل " إنه لا يستطيع التحدث بسبب إصابته في الرئة ، وأنه لم يشاهد من الذي أطلق النيران عليه لأنه حاول أن يهرب من الحرس والموظفين الذين تعدوا عليه بالضرب ونزل مسرعا من الدور السادس وأصيب بالدور الرابع . مؤكدا أن الذي أطلق الرصاص عليه كان يقصد قتله لأنه وجه السلاح عليه ولم يضرب طلقات تحذيرية كما زعم في التحقيقات. وأوضح المجني عليه أن العيار الناري المصاب به هو عيار 9 ملي فإنه إذا تم إطلاق الأعيرة النارية في السقف فإنها كانت اخترقت الجدار ولن ترد كما زعم المتهم في التحقيقات. وأشار المجني عليه إلى أن النيابة العامة لم تستمع إلى أقواله حتى الآن وأن وفدا من المحامين على رأسهم سامح عاشور نقيب المحامين قد زاروه بالمستشفى كما أنه تلقى اتصالا من المستشار أحمد الزند، وزير العدل، يستنكر الواقعة ويطمئن على صحته. وبدأ المجني عليه يروي تفاصيل الواقعة منذ البداية ، قائلا إنه حضر من مركز أبو حماد إلى محكمة مدينة نصر بصفته محاميًا عن متهم بجريمة خطف وأنه فوجئ بأن شابا في أواخر العشرينات تبين فيما بعد أنه سكرتير النيابة هو من يقوم بإدخال وإخراج المتهم من النيابة ، موضحا أنه أول مرة يحضر إلى محكمة مدينة نصر . وتابع الجمل قائلا " قلت للسكرتير ثواني أسلم على المتهم لأني لست وكيلا عنه فقط بل هو زميل محامي" فرد السكرتير عليه " كل سنة وإنت طيب مش هتصبح علينا الأول" قاصدا بعض المال، فقلت له "كل سنة وإنت طيب إحنا في رمضان" وفي هذا الوقت كان زميلي المحامي أحمد قطب يتشاجر مع حرس النيابة لقيامه بالاعتداء بالضرب على المتهمين. وتابع الجمل: تدخلت لفض المشاجرة بينهم قائلا للحرس "ميصحش إنك تضرب متهم وإحنا في رمضان". وهنا جاء سكرتير النيابة وتدخل في المشاجرة وقال لي "إنت مين أصلا علشان تقولنا كده"، وأوضح المجني عليه أنه كان يرتدي بنطلون وقميص وكان يحمل روب المحاماه وليس بدلة رسمية ، وتابع رديت على السكرتير وقولت له "أنا فلان محامي" .. وهنا سخر سكرتير النيابة وقال "وإيه يعني انت هتخوفني هو علشان السيسي اعتذرلكم هتتنططوا علينا" فرديت عليه وقلت له "دا احنا إخوات وإحنا اللي باقيين لبعض وعلى طول في تعامل ما بينا في المحاكم" وقمت بالطبطبه على ظهره ، إلا أن السكرتير اعتقد أني بدفعه بعيدا ، فقام بجذبي من قميصي وفي هذا الوقت وجدت نفسي وسط حشد من حرس النيابة والموظفين والجميع يضربني دون رحمة، فحاولت الهروب منهم. ونزلت مسرعا من الدور السادس ، وأثناء وصولي للدور الخامس وجدت أمين شرطة وقلت له "أنا محامي فلان الفلان ...وأخرجت المحفظة وأطلعته على كارنيه المحاماة الخاص بي حتى لا يعتقد أني متهم وأحاول الهروب من الحشد الذي خلفي، وأخذت أردد وأنا أسرع على السلم انا محامي حتي لا يظن أحد اني متهم". وتابع: "أثناء وجودي في الدور الرابع فوجئت بإصابتي بطلقة بأعلى الكتف أحدث فتحه خروج من الجانب ولم أتمكن من رؤية أحد ، لكني علمت بعد ذلك أن زميل أحمد قطب المحامي حاول الهروب من الطرقات إلى مكتب أحد وكلاء النيابة إلا أنه تعرض للضرب أيضا بالداخل". وفي النهاية أكد الجمل أن الذي أطلق عليه الرصاص كان يحاول قتله لأنه لم يطلق أي طلقات تحذيرية في الهواء، بل وجه الطلقات اتجاهه والدليل على ذلك إصابة أمين شرطة تصادف مروره بجانب المجني عليه . وعن رغبته في توجيه أي رسالة لزملائه المحامين أو رجال القضاء قال " ليس هذا وقته ...في وقت لاحق " وفي نفس السياق قال زملاؤه المحامين الذين حضروا الي المستشفي انهم لن يتركوا حق زميلهم ، واكدوا ان سكرتير النيابة هو الذي اطلق عليه النيران ، وطالبوا بقاضٍ منتدب حتي لا يتم التلاعب في القضية، مشيرين إلى انه يتم الضغط علي امين الشرطة حتي يعترف بانه هو الذي اطلق النيران علي المجني عليه في المقابل يتم استبعاده من القضية وتبرئته . وعلي الجانب الاخر قرر المستشار محمد عبد الشافي، المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية، تحديد جلسة اليوم لنظر تجديد حبس مجدى محمد أحمد مصطفى، أمين الشرطة التابع لقسم الأميرية، أمام إحدى غرف المشورة، على خلفية اتهامه بإطلاق أعيرة نارية بسلاحه الميرى على المحامى محمد الجمل وإصابته بمحكمة مدينة نصر. كانت التحقيقات اكدت أن المجنى عليه محمد احمد الجمل، محامٍ، كان بصحبته محامون من محافظة الشرقية للحضور مع متهم محتجز بمحكمة مدينة نصر ، وان المجني عليه حاول إعطاء هاتف محمول للمتهم إلا أن أفراد حرس قسم شرطة أول مدينة نصر رفضوا ذلك طبقا للتعليمات الامنية . وأوضحت التحريات انه نشبت مشادة كلامية بين المجنى عليه وأمين شرطة وتبادلا السباب والشتائم مما دفع المحامى بان ينصرف مسرعًا متجها الي غرفة نقابة المحامين بالمحكمة في حالة غضب وهلع لاستدعاء زملائه، وتبعه عدد من أمناء الشرطة لتهدئته . واشارت التحريات إلأى أن أحد أفراد الأمن العاملين بحرس المحكمة عندما راي المجني عليه يجري مسرعا من غرفة الحجز ،فأعتقد أنه متهم ويحاول الهرب من رجال الشرطه فأطلق عليه النار، ما أسفر عن إصابة المحامى كما أصيب مجند آخر نتيجة إطلاق الرصاص. وعقب الحادث وصل عدد من قيادات مديرية أمن القاهرة إلى المحكمة للسيطرة على الأحداث وتهدئة الأوضاع. وأمرت النيابة أول أمس بحبس أمين الشرطة 4 أيام على ذمة التحقيقات لإطلاقه الرصاص والتحفظ على سلاحه الميري وإرساله إلى المعمل الجنائي لفحصه يذكر ان نيابة شرق القاهره قد وجهت للمتهم تهمة الشروع في القتل