انتقدت الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" بشأن دور المسلمين في مكافحة إرهاب وتطرف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، واتهامهم بأنهم يتغاضون عن الفظائع التي يرتكبها هذا التنظيم الإسلامي. فقالت صحيفة (إندبندنت) في افتتاحيتها اليوم السبت التي جاءت بعنوان "كلمات كاميرون غير الحكيمة" إن تعليقات "كاميرون" بشأن تغاضي المسلمين عن فظائع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ستثير حفيظة وعداء من يحتاج إلى دعمهم. وأضافت الصحيفة قائلة: عندما تحدث كاميرون بالأمس عن الدور الذي يمكن أن يضطلع به المسلمون في التصدي لإغواء الانضمام لتنظيم داعش، كان محقا في جوهر ما قاله، ولكن توجد بعض علامات الاستفهام حول تعليقات كاميرون. ورأت الصحيفة أنه في المقام الأول يجب التساؤل عما إذا كانت هذه الدعوة العامة ستلقى استحسانا من متلقيها. وترى الصحيفة أن كاميرون في حديثه عن الحاجة إلى الاندماج، كثيرا ما بدا كما لو كان يعقد مقارنة متعالية عن الفرق بين "نحن" و"هم"، وتضيف الصحيفة أن ذلك ليس الطريقة المثلى لزيادة حس الانتماء لدى الشباب البريطاني المسلم. وتقول الصحيفة إن ما يثير القلق بصورة خاصة هو وصف بعض المسلمين بأنهم "يغضون الطرف" عن تنظيم "داعش"، حيث يشير ذلك إلى احتمال انتشار التأييد بين المسلمين في بريطانيا للفظائع التي نراها في سوريا والعراق. واعتبرت الصحيفة أن الحديث عن التغاضي عما يرتكبه تنظيم الدولة من فظائع يلقي بالشبهات على المسلمين الذين يريدون المضي قدما في حياتهم ولا رغبة لديهم في الحديث عن الإرهاب أو التطرف. ومن جانبها، وجهت الوزيرة السابقة بالخارجية البريطانية "سعيدة وارسي" انتقادات حادة لكاميرون حيث ألقى باللوم على بعض المسلمين البريطانيين لسكوتهم عن انتشار الأفكار المتطرفة بين الشباب. وقالت وارسي، في مقالها بصحيفة (الجارديان) البريطانية اليوم السبت،" إن كاميرون يتعرض لخطر إضعاف معنويات المسلمين البريطانيين مع التركيز المضلل على القول بأن بعض الناس في المجتمع يتغاضون بهدوء عن التطرف الإسلامي". وأَضافت القيادية السابقة في حزب المحافظين وارسي، في مقالها،" إن رئيس الوزراء قد أثار نفور وغربة المسلمين من خلال خطابه عن مواجهة التطرف أمس الجمعة..محذرة من أن كاميرون والوزراء قد يفتقروا إلى المصداقية لمطالبة المسلمين البريطانيين ببذل المزيد من الجهد للتخلص من التطرف عندما فشلت الحكومة نفسها في تقديم الدعم لهم، طبقا للوزيرة السابقة ، على الرغم من أنها قالت إنها أيدت اعتزام رئيس الوزراء مكافحة التطرف. وانتقدت وارسي ما وصفته بتركيز كاميرون على وجود "تواطؤ" من بعض المسلمين في بريطانيا، قائلة "ما يقلقني هو أن هذه الدعوة للمسلمين لبذل المزيد من الجهد من دون فهم ما يفعلونه بالفعل الآن، يحطم معنويات الناس الذين يقودون هذه المعركة، كما أبلغتني ناشطة مسلمة بارزة "لقد أحبطني ما قاله كاميرون". وأضافت" كاميرون محق هناك أقلية يتغاضون عن وجهة نظر داعش من العالم، ولكن هناك من يخوض معركة حقيقية ضد التنظيم الإرهابي، وهم على استعداد لبذل المزيد من الجهد " .. مشددة على ضرورة قيام الحكومة بنصرتهم ودعمهم.