هي أم كلثوم علي بن أبي طالب من أسلم من الأطفال وصاحب المنزلة الرفيعة والمكانة العالية عند رسول الله. ورابع الخلفاء الراشدين وجدها سيد ولد آدم صلي الله عليه وسلم وأمها سيدة نساء الجنة فاطمة بنت رسول الله وأخواها سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله. في هذه البيئة الكريمة ولدت أم كلثوم في عهد النبي ونشأت وترعرعت وتربت فكانت مثال الفتاة المسلمة الناشئة علي الدين والفضيلة والحياء. خطبها إلي أبيها الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين. ولكن الإمام علي اعتذر بصغر أم كلثوم فقال له عمر: زوجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد كرامتها ما لا يرصده أحد فرضي وزوجه إياها فدخل بها في سنة 17 ه وظلت عنده حتي قتل رضي الله عنه وولدت له زيد بن عمر الأكبر ورقية بنت عمر. من مآثر أم كلثوم زوج أمير المؤمنين انه خرج ليلة كعادته يتفقد الناس وهذه حال كل مسئول عن الرعية في ظل دولة الإسلام فمر برحبة من رحاب المدينة فإذا به يسمع انين امرأة ينبعث من بيت شعر علي بابه رجل قاعد فسلم عليه عمر وسأله عن نفسه فقال له الرجل: بانه من البادية جاء يصيب من فضل أمير المؤمنين فسأله عمر عن المرأة التي سمع انينها، فقال الرجل وهو لا يدري ان محدثه هو أمير المؤمنين: انطلق رحمك الله لحاجتك ولا تسأل عما لا يعنيك. فعاد عمر يلح بالسؤال عارضا عليه المساعدة، ان أمكن فأجابه الرجل: إنها امرأتي قد حضرتها الولادة وليس عندها أحد. ترك عمر الرجل وعاد إلي منزله مسرعا فدخل علي امرأته أم كلثوم وقال لها: هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت له وقد غمرتها السعادة بهذه البشري السارة التي وهبت نفسها من أجلها وما هو ذلك الخير والأجر يا عمر؟ فأخبرها الخبر فقامت مسرعة وأخذت معها ما تحتاجه الولادة وما يحتاجه المولود وحمل أمير المؤمنين القدر بما فيها من السمن والحبوب وانطلق وامرأته حتي انتهيا إلي بيت الشعر. ودخلت أم كلثوم إلي المرأة تساعدها وتقوم بمهمة القابلة وجلس أمير المؤمنين مع الرجل خارج البيت يطبخ ما جاء به وعندما وضعت المرأة مولودها قالت أم كلثوم من داخل بيت الشعر: بشر يا أمير المؤمنين صاحبك بان الله رزقه غلاما وذهل الأعرابي ان يكون أمير المؤمنين صاحبه الذي يطبخ وينفخ. وذهلت المرأة الأعرابية ان تكون زوجة أمير المؤمنين قابلتها في بيت الشعر.