جامعة العريش تشارك في ملتقى القادة الأول ضمن تحالف جامعات إقليم القناة وسيناء    بدء التشغيل التجريبي لمركز خدمات هيئة المجتمعات العمرانية بمدينة العلمين الجديدة    4 ابار مياه شرب تقضى على ضعف المياه بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    السنيورة: لا يمكن استمرار ازدواجية الدولة و«دويلة حزب الله» في لبنان    أبوالفتوح: البيان المصري الدولي المشترك صفعة دبلوماسية تكشف الوجه القبيح لإسرائيل    الأهلي يعلن موعد مشاركة إمام عاشور في التدريبات الجماعية    فيرديناند: أين يتواجد صلاح بين عظماء البريميرليج على مر التاريخ؟    "لهذا السبب "وكيل رياضة أسيوط يوجه بغلق حمام السباحة بمركز شباب أبوتيج وإحالة المقصرين للتحقيق    نتائج بطولة كأس مصر للتجديف بالإسماعيلية.. نادي القناة يحقق الصدارة    مدير تعليم سوهاج يتابع انتظام امتحانات الدور الثاني لشهادة الثانويه العامه    الأحد.. ندوة «منظومة القيم والأخلاق بين الماضي والحاضر» بقصر الأمير طاز    مسابقة "دولة التلاوة"..وزير الأوقاف يتفقد لجان التصفيات من مسجد عمرو بن العاص    ياسمين عبد العزيز تعلن مشاركتها مع أحمد سعد في عمل جديد | شاهد    «الصحة»: فحص 8.3 مليون طفل بمبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لحديثي الولادة    رئيس استخبارات الاحتلال السابق: الفلسطينيون بحاجة إلى "نكبة" ليدفعوا الثمن    رئيس البرلمان العربي يعزي الجزائر في ضحايا سقوط حافلة نقل    في 3 أيام.. إيرادات "درويش" تتجاوز 8 ملايين جنيه    وقف تمدد حرائق الغابات في شمال غربي سوريا    إليسا تخطف الأنظار في العلمين الجديدة.. فستان وردي وحضور غير مسبوق    منال عوض: اتخاذ إجراءات تطويرية خاصة بمحمية وادي دجلة لتعزيز حمايتها والحفاظ على مواردها الطبيعية    إنفوجراف| ضوابط تلقي طلبات المستأجرين المنطبق عليهم شروط قانون الإيجار القديم    نائب وزير الصحة يكشف عن عدة سلبيات داخل منشآت طبية بالمنيا.. ويجازي عددا من الأطباء    ضبط 35 شيكارة دقيق مدعم و150 قالب حلاوة طحينية مجهولة المصدر في كفر الشيخ    بعد حريق محطة الحصايا.. إعادة تشغيل الكهرباء بكامل طاقتها بمركز إدفو    وزير الإسكان يوجه بالإسراع في تنفيذ مرافق الساحل الشمالي الغربي    نجم بيراميدز يتحدى الجميع: سننافس على كل بطولات الموسم.. ويورتشيتش «كلمة السر»    "حقوق أسيوط" تحتفي بمتفوقيها وتستعد لدعمهم ببرنامج تدريبي بمجلس الدولة    والدة الفنان صبحي خليل أوصت بدفنها بجوار والدها في الغربية    إصابة 9 أشخاص باشتباه في تسمم غذائي إثر تناولهم وجبات بمكان ترفيهي بالشرقية    تفاصيل إصابة 6 أشخاص في تصادم دراجات نارية علي طريق في الدقهلية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    تنفيذ 47 ألف زيارة منزلية لعلاج لكبار السن بالشرقية    5 أطعمة تقلل من مستويات حمض البوليك في الجسم.. تناولها    السيسي يوافق على ربط موازنة الجهاز المصرى للملكية الفكرية لعام 2025-2026    تقليل الاغتراب 2025.. أماكن الحصول على الخدمة للمرحلتين الأولى والثانية    محافظ بورسعيد يعلن قبول جميع المتقدمين لمرحلة رياض الأطفال بنسبة 100%    بالفيديو: عبيدة تطرح كليب «ضحكتك بالدنيا»    التعليم: كتب وبوكليت مطبوع لتقييم الطلاب بالعام الدراسى 2026    موقف غير متوقع يختبر صبرك.. حظك اليوم ل مواليد برج الدلو 16 أغسطس    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولتكن البداية بميزان العدل والحق!?    يسري جبر: يوضح حكم زيارة قبور أهل البيت والصحابة والدعاء عندها    في صورة انتقال حر.. بيرسي تاو ينتقل إلى نام دينه الفيتنامي    لماذا يُستبعد الموظف من الترقية رغم استحقاقه؟.. 3 حالات يحددها قانون الخدمة المدنية    إخلاء سبيل الشاب عبد الرحمن خالد، مصمم فيديو الترويج للمتحف المصري الكبير بالذكاء الاصطناعي    تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم.. قائمة كليات تقبل من 50%    الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا    أمين الفتوى يوضح حكم من تسبب في موت كلاب بغير قصد وحقيقة طهارتها    محاكمة 6 متهمين في خلية «بولاق أبو العلا» الإرهابية| بعد قليل    وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها    مصرع وإصابة 15 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالوادي الجديد    عملة ترامب الرقمية ترتفع بنحو 2.3% على إثر قمة بوتين- ترامب    عمر طاهر عن الأديب الراحل صنع الله إبراهيم: لقاءاتي معه كانت دروسا خصوصية    بوتين يدعو كييف والقادة الأوروبيين إلى عدم عرقلة "التقدم الناشئ"    وزير الدفاع الروسي: المزاج ممتاز عقب المفاوضات في ألاسكا    بالأسماء.. تفاصيل إصابة 10 أشخاص من أسرة واحدة باشتباه تسمم جنوب المنيا    بقيادة صلاح.. ليفربول يفوز بصعوبة على بورنموث برباعية في افتتاح البريميرليج    مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آخر كلمات عمر بن الخطاب
أنا مصري
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 25 - 12 - 2013

في آخر حجه للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودعا امام الكعبة بأن تكتب له الشهادة فى مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وعندما علم الصحابة بدعاء الفاروق عمر اندهشوا فهو يطلب الشهادة فى المدينة التى هو حاكمها والشهادة من يطلبها يخرج فى الغزوات مع الجيوش ليقاتل أعداء الاسلام . ورد عليهم الفاروق عمر قائلاً : هكذا سألت الله وأسأله أن يلبى لى ما سألت .. وعاد إلى المدينة فى أول ليلة ينام بها رأى فى منامه رؤيا بأن ديكا ينقره ثلاث نقرات ، فى صباح اليوم الثانى ذهب إلى امرأة تفسر الأحلام فطلب منها أن تجيبه عن الرؤيا فبكت والدموع تسابق كلامها وقالت له : استودع الله نفسك الذى لا تضيع ودائعه يقتلك رجل من العجم ويطعنك بالخنجر.
ومع نهاية كلمات مفسرة الأحلام قال الفاروق عمر : إنا لله وإنا اليه راجعون ، حسبى الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
ورغم تفسير الرؤيا الذى يؤكد ان حياة الفاروق فى خطر لم يغير من نمط حياته ولم يفرض عليه حراسة مشددة ، وكتب الله الشهادة فى أفضل فريضة فى صلاة الفجر .
فأثناء صلاة الفجر كانت النهاية بعد أن أقدم أبو لؤلؤة المجوسى عليه وطعنه ، وأكمل الصلاة بدلاً منه عبدالرحمن بن عوف ، وبعد الصلاة سأل من قتلنى؟ قالوا أبو لؤلؤة المجوسى فقال الحمد لله الذى جعل نهايتى وشهادتى على يد رجل ما يسجد لله سجدة واحدة . وبعد أن تم نقله إلى منزله والدم ينزف منه .. فقال له ابن عباس يا أمير المؤمنين طوبى لك الجنة ، كانت ولايتك رحمة، وأسلمت فكان اسلامك نصراً ، وهاجرت فكانت هجرتك فتحاً .
وكانت الكلمات الأخيرة له .. يا ليت أم لم تلدنى يا ليتنى كنت شجرة .. يا ليتنى ما عرفت الحياة ، كلما كان يتكلم الفاروق كانت الدموع تنهال من أهداب عيون الصحابة . وهم يشاهدون نهاية الفاروق عمر المبشر بالجنة فهو أول صحابى هاجر جهراً وأول خليفة يسمى بأمير المؤمنين وأول من جمع المسلمين لقيام شهر رمضان .
فى نفس الوقت كان أول من سار بالليل يتفقد أحوال الرعية، وارتبطت باسمه أشياءً عديدة كان أول من فعلها وتزيد عن مائة شىء ، فهو أسس لبناء دولة مدنية هدفها راحة الرعية ، من بين هذه الأشياء ايضا قرارات تكشف عظمة الاسلام وأن الدين يسر لا عسر الهدف منه راحة الانسان ، فهو أسقط الجزية فى عام المجاعة، وفى نفس العام أخر الزكاة واعتبرها دينا على القادرين، ومنع اقامة حد السرقة لأن هناك كارثة اقتصادية حلت على أركان دولته .
فى مجال الخدمات الاجتماعية كانت له قرارات فريدة لا تصدر إلا من خبراء اقتصاد .. فهو أوصى بنفقة للمولود عند ولادته وأمر بنفقة للطفل اللقيط .
والفاروق عمر ارتبط اسمه بالعدل .. وخلال فترة حكمه عاش حياة بسيطة كان يخاف عذاب الله .. هموم الرعية كانت تستحوذ على قلبه وعقله .. حتى الحيوان كان مسئولاً عنه وحسب ما يروى فى كتب التراث أنه شاهد جملاً تبدو عليه مظاهر الاعياء فتقدم نحوه ووضع يده على ظهر الجمل وقال اننى أخاف أن أسئل عنك فى الآخرة .
وهناك عشرات الروايات حملتها سطور كتب التراث والرواه بأنه كان لا ينام الليل لأنه كان يطوف شوارع المدينة ربما يسمع أنين جائع أو بكاء طفل لا يعرف النوم بسبب البرد وقالت كتب التراث أنه سمع ذات مرة بكاء أطفال صغار فسأل الأم ما سبب البكاء؟ كان ردها أنهم جوعى .. خرج خادم أسلم وذهب إلى بيت المال وحمل "دقيق وسمنا وعسل" وعندما أراد خادمه أن يرفع بدلاً منه قال له .. هل ترفع عنى يوم القيامة؟ .. ودخل على الأم أمرها بإعداد الطعام للصغار ولم ينصرف إلا مع شبع الصغار وعودة الابتسامة اليهم .. كل هذا والأم لم تعرف أن حامل الدقيق والعسل هو الفاروق عمر .
ومن بين الحكايات التى كانت فى كتب التراث أنه كان يطوف شوارع المدينة فسمع بكاء امرأة .. فأراد أن يعرف سبب البكاء .. فقالت له جاءها المخاض وهى غريبة عن المدينة فأسرع الى منزله وطلب من زوجته أن تصاحبه .. وحمل معه "سمن وعسل ودقيق" .. وجلس مع الزوج .. وعندما وضعت المرأة أسرعت زوجة عمر اليه فرحة .. ولد يا أمير المؤمنين عندما سمع الزوج أن الجالس معه هو الفاروق عمر لم يعرف ماذا يقول .. ارتبك .. فنظر اليه عمر وبارك له على مولوده وانصرف .
وبسبب أعماله وسلوكياته كان الانصاف له من قبل المؤرخين وكتب التاريخ وارتبط اسمه بالعدل خاصة ان له روايات مستحيل أن يأتى بها بشر .. خصوصاً فى الزهد والخوف من حساب الآخرة رغم انه من المبشرين بالجنة .
الفاروق عمر أمير المؤمنين كان أزهد الناس فى المدينة التى هو حاكمها وأميرها، لم يعرف حياة الترف والرخاء لم تكن له حاشية وكان يخشى عذاب الله ويبكى ، وكان فيلسوفاً فى تعاملاته مع الناس .. وجاء له رجل يريد طلاق زوجته فأراد أن يعرف سبب رغبته فى اتمام الطلاق فقال الرجل اننى لا أحبها ورد عليه هل كل البيوت قائمة على الحب فأين الرعايه والذمم ، مطلوب منا كبشر نحيا على الأرض أن نبحر مع سيرة الفاروق عمر الانسان الخائف من مصيره فى الآخرة .. وهو المبشر بالجنة والذى فعل الكثير لدينه، كان يعى أن بالسماء اله يراقب أحوال البشر وطبق العدل على نفسه قبل الرعية ، فهو رفض أكل الفاكهة فى عام المجاعة وقال لنفسه كيف تأكل يا عمر وأمة محمد هزلى!، وكان له خادماً مسيحياً اعتقه قبل وفاته ولم يجبره على دخول الاسلام ..
ما أكتبه عن حياة الفاروق عمر وما كتب عنه فى أمهات كتب السيرة ليس مفترضاً أن يكون درسا فى التاريخ عن حياة خليفة عادل ولكن هى رسالة لنا بأن نراجع أنفسنا ونراقب السطور التى كتبت عنه ونعمل بها وتكون أساسى فى تعاملاتنا مع الغير ، كان الخليفة لا يحب أن تصل المعلومة عبر الوشاية ، كان يكره الظلم وتعامل مع رعيته على أنهم بشر لهم حقوق عليه وكان يسعده جداً بأنه تحول الى خادم الرعية .
الفاروق عمر المصنف بأنه أعدل البشر بعد رسول الله لم يتباهى بالوجاهة بل كان متواضعا مع نفسه ومع الرعية على الرغم من انه كانت له هيبة وكان حاداً فى الحق ولكنه كان رحيماً وكان دائما يقول كلمات رسول الله ارحم ترحم .
وأى انسان فى الدنيا عندما يبحر مع سيرة الفاروق عمر سوف يشعر بأشياء عديدة أولها أننا لا شىء نتكلم وننسى أنفسنا ، لا نقدم شيئاً للبشرية ،لا نمنع أذى عن البشر، كلنا مسئولون عن من حولنا قبل أن نواجه المسئول والوزير عنا مطلوب منا أن نتحلى بالأخلاق والرحمة قبل أن نطالب المسئول والوزير والرئيس بأن يتقى الله فينا علينا بالعمل ورحمة الضعيف ونبذ الحرام وتكون فى سلوكياتنا قيم من الرسالات السماوية التى تنبذ كلها حرمة الدماء .
عمر الخليفة الثانى بعد رسول الله أعفى الأقباط من دفع الجزية فى عام المجاعة وكان يعين كل كفيف من الأقباط موظف راتبه من بيت المال.
رحم الله عمر .. وحفظ الله مصر من شرور أبنائها قبل أعدائها .
لعله خير !
مهما كانت المحن فى حياتك دائماً ردد جملة لعله خير .. وأحمد الله على ما حل بك .
وحسب ما روى من حكايات كانت الحكاية التى يجب أن نتوقف أمامها وهى خاصة بملك كان يعشق الصيد وذات مرة كان يصاحب وزيره وأثناء اطلاق سهمه على غزالة مسرعة فى الصحراء .. أصيب اصبعه ونزف دماً وتم استئصال الاصبع .. فقال الوزير للملك لعله خير . فاندهش الملك من كلمات الوزير فأمر بأن يوضع فى السجن .
ومرت السنوات الملك عاشقاً للصيد والوزير فى السجن وذات مرة كان الملك يصاحب عددا من جنوده فى رحلة صيد ، وأثناء مروره فى أحد الصحارى خرج قطاع الطرق وتم أسر الجميع .. تمهيداً لبيعهم كعبيد وعندما تم معاينة أصابع الملك تم اطلاق سراحه بعدها أسرع إلى مملكته وطلب الافراج عن الوزير المحبوس وقال له الآن تذكرت مقولتك فلولا قطع اصبعى لكنت الآن معروضا للبيع فى سوق النخاسة ، وضحك الوزير قائلاً لولا السجن لكنت أنا معروضا للبيع .
القصة فيها مواعظ كثيرة مهما كانت الظروف الصعبة التى أنت فيها قل الحمد لله ..ربما يريد الله بك الخير ، إذا تركت منصباً كنت تشغله فاعلم أن الله أراد أن يبدله من أجل راحتك .
وإذا خسرت مالا أو تعرضت للسرقة فاعلم أن الله يريد لك الخير وربما بقاء المال بين يديك يعرضك للموت ..
قل الحمد لله .. واشكره مهما كانت الضغوط وعناء الدنيا معك .. وكن دائماً عالماً بأن بالسماء اله عادل لن يخذلك طالما قلبك عامر بالتقوى وانك لا تظلم غيرك .
في آخر حجه للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودعا امام الكعبة بأن تكتب له الشهادة فى مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وعندما علم الصحابة بدعاء الفاروق عمر اندهشوا فهو يطلب الشهادة فى المدينة التى هو حاكمها والشهادة من يطلبها يخرج فى الغزوات مع الجيوش ليقاتل أعداء الاسلام . ورد عليهم الفاروق عمر قائلاً : هكذا سألت الله وأسأله أن يلبى لى ما سألت .. وعاد إلى المدينة فى أول ليلة ينام بها رأى فى منامه رؤيا بأن ديكا ينقره ثلاث نقرات ، فى صباح اليوم الثانى ذهب إلى امرأة تفسر الأحلام فطلب منها أن تجيبه عن الرؤيا فبكت والدموع تسابق كلامها وقالت له : استودع الله نفسك الذى لا تضيع ودائعه يقتلك رجل من العجم ويطعنك بالخنجر.
ومع نهاية كلمات مفسرة الأحلام قال الفاروق عمر : إنا لله وإنا اليه راجعون ، حسبى الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
ورغم تفسير الرؤيا الذى يؤكد ان حياة الفاروق فى خطر لم يغير من نمط حياته ولم يفرض عليه حراسة مشددة ، وكتب الله الشهادة فى أفضل فريضة فى صلاة الفجر .
فأثناء صلاة الفجر كانت النهاية بعد أن أقدم أبو لؤلؤة المجوسى عليه وطعنه ، وأكمل الصلاة بدلاً منه عبدالرحمن بن عوف ، وبعد الصلاة سأل من قتلنى؟ قالوا أبو لؤلؤة المجوسى فقال الحمد لله الذى جعل نهايتى وشهادتى على يد رجل ما يسجد لله سجدة واحدة . وبعد أن تم نقله إلى منزله والدم ينزف منه .. فقال له ابن عباس يا أمير المؤمنين طوبى لك الجنة ، كانت ولايتك رحمة، وأسلمت فكان اسلامك نصراً ، وهاجرت فكانت هجرتك فتحاً .
وكانت الكلمات الأخيرة له .. يا ليت أم لم تلدنى يا ليتنى كنت شجرة .. يا ليتنى ما عرفت الحياة ، كلما كان يتكلم الفاروق كانت الدموع تنهال من أهداب عيون الصحابة . وهم يشاهدون نهاية الفاروق عمر المبشر بالجنة فهو أول صحابى هاجر جهراً وأول خليفة يسمى بأمير المؤمنين وأول من جمع المسلمين لقيام شهر رمضان .
فى نفس الوقت كان أول من سار بالليل يتفقد أحوال الرعية، وارتبطت باسمه أشياءً عديدة كان أول من فعلها وتزيد عن مائة شىء ، فهو أسس لبناء دولة مدنية هدفها راحة الرعية ، من بين هذه الأشياء ايضا قرارات تكشف عظمة الاسلام وأن الدين يسر لا عسر الهدف منه راحة الانسان ، فهو أسقط الجزية فى عام المجاعة، وفى نفس العام أخر الزكاة واعتبرها دينا على القادرين، ومنع اقامة حد السرقة لأن هناك كارثة اقتصادية حلت على أركان دولته .
فى مجال الخدمات الاجتماعية كانت له قرارات فريدة لا تصدر إلا من خبراء اقتصاد .. فهو أوصى بنفقة للمولود عند ولادته وأمر بنفقة للطفل اللقيط .
والفاروق عمر ارتبط اسمه بالعدل .. وخلال فترة حكمه عاش حياة بسيطة كان يخاف عذاب الله .. هموم الرعية كانت تستحوذ على قلبه وعقله .. حتى الحيوان كان مسئولاً عنه وحسب ما يروى فى كتب التراث أنه شاهد جملاً تبدو عليه مظاهر الاعياء فتقدم نحوه ووضع يده على ظهر الجمل وقال اننى أخاف أن أسئل عنك فى الآخرة .
وهناك عشرات الروايات حملتها سطور كتب التراث والرواه بأنه كان لا ينام الليل لأنه كان يطوف شوارع المدينة ربما يسمع أنين جائع أو بكاء طفل لا يعرف النوم بسبب البرد وقالت كتب التراث أنه سمع ذات مرة بكاء أطفال صغار فسأل الأم ما سبب البكاء؟ كان ردها أنهم جوعى .. خرج خادم أسلم وذهب إلى بيت المال وحمل "دقيق وسمنا وعسل" وعندما أراد خادمه أن يرفع بدلاً منه قال له .. هل ترفع عنى يوم القيامة؟ .. ودخل على الأم أمرها بإعداد الطعام للصغار ولم ينصرف إلا مع شبع الصغار وعودة الابتسامة اليهم .. كل هذا والأم لم تعرف أن حامل الدقيق والعسل هو الفاروق عمر .
ومن بين الحكايات التى كانت فى كتب التراث أنه كان يطوف شوارع المدينة فسمع بكاء امرأة .. فأراد أن يعرف سبب البكاء .. فقالت له جاءها المخاض وهى غريبة عن المدينة فأسرع الى منزله وطلب من زوجته أن تصاحبه .. وحمل معه "سمن وعسل ودقيق" .. وجلس مع الزوج .. وعندما وضعت المرأة أسرعت زوجة عمر اليه فرحة .. ولد يا أمير المؤمنين عندما سمع الزوج أن الجالس معه هو الفاروق عمر لم يعرف ماذا يقول .. ارتبك .. فنظر اليه عمر وبارك له على مولوده وانصرف .
وبسبب أعماله وسلوكياته كان الانصاف له من قبل المؤرخين وكتب التاريخ وارتبط اسمه بالعدل خاصة ان له روايات مستحيل أن يأتى بها بشر .. خصوصاً فى الزهد والخوف من حساب الآخرة رغم انه من المبشرين بالجنة .
الفاروق عمر أمير المؤمنين كان أزهد الناس فى المدينة التى هو حاكمها وأميرها، لم يعرف حياة الترف والرخاء لم تكن له حاشية وكان يخشى عذاب الله ويبكى ، وكان فيلسوفاً فى تعاملاته مع الناس .. وجاء له رجل يريد طلاق زوجته فأراد أن يعرف سبب رغبته فى اتمام الطلاق فقال الرجل اننى لا أحبها ورد عليه هل كل البيوت قائمة على الحب فأين الرعايه والذمم ، مطلوب منا كبشر نحيا على الأرض أن نبحر مع سيرة الفاروق عمر الانسان الخائف من مصيره فى الآخرة .. وهو المبشر بالجنة والذى فعل الكثير لدينه، كان يعى أن بالسماء اله يراقب أحوال البشر وطبق العدل على نفسه قبل الرعية ، فهو رفض أكل الفاكهة فى عام المجاعة وقال لنفسه كيف تأكل يا عمر وأمة محمد هزلى!، وكان له خادماً مسيحياً اعتقه قبل وفاته ولم يجبره على دخول الاسلام ..
ما أكتبه عن حياة الفاروق عمر وما كتب عنه فى أمهات كتب السيرة ليس مفترضاً أن يكون درسا فى التاريخ عن حياة خليفة عادل ولكن هى رسالة لنا بأن نراجع أنفسنا ونراقب السطور التى كتبت عنه ونعمل بها وتكون أساسى فى تعاملاتنا مع الغير ، كان الخليفة لا يحب أن تصل المعلومة عبر الوشاية ، كان يكره الظلم وتعامل مع رعيته على أنهم بشر لهم حقوق عليه وكان يسعده جداً بأنه تحول الى خادم الرعية .
الفاروق عمر المصنف بأنه أعدل البشر بعد رسول الله لم يتباهى بالوجاهة بل كان متواضعا مع نفسه ومع الرعية على الرغم من انه كانت له هيبة وكان حاداً فى الحق ولكنه كان رحيماً وكان دائما يقول كلمات رسول الله ارحم ترحم .
وأى انسان فى الدنيا عندما يبحر مع سيرة الفاروق عمر سوف يشعر بأشياء عديدة أولها أننا لا شىء نتكلم وننسى أنفسنا ، لا نقدم شيئاً للبشرية ،لا نمنع أذى عن البشر، كلنا مسئولون عن من حولنا قبل أن نواجه المسئول والوزير عنا مطلوب منا أن نتحلى بالأخلاق والرحمة قبل أن نطالب المسئول والوزير والرئيس بأن يتقى الله فينا علينا بالعمل ورحمة الضعيف ونبذ الحرام وتكون فى سلوكياتنا قيم من الرسالات السماوية التى تنبذ كلها حرمة الدماء .
عمر الخليفة الثانى بعد رسول الله أعفى الأقباط من دفع الجزية فى عام المجاعة وكان يعين كل كفيف من الأقباط موظف راتبه من بيت المال.
رحم الله عمر .. وحفظ الله مصر من شرور أبنائها قبل أعدائها .
لعله خير !
مهما كانت المحن فى حياتك دائماً ردد جملة لعله خير .. وأحمد الله على ما حل بك .
وحسب ما روى من حكايات كانت الحكاية التى يجب أن نتوقف أمامها وهى خاصة بملك كان يعشق الصيد وذات مرة كان يصاحب وزيره وأثناء اطلاق سهمه على غزالة مسرعة فى الصحراء .. أصيب اصبعه ونزف دماً وتم استئصال الاصبع .. فقال الوزير للملك لعله خير . فاندهش الملك من كلمات الوزير فأمر بأن يوضع فى السجن .
ومرت السنوات الملك عاشقاً للصيد والوزير فى السجن وذات مرة كان الملك يصاحب عددا من جنوده فى رحلة صيد ، وأثناء مروره فى أحد الصحارى خرج قطاع الطرق وتم أسر الجميع .. تمهيداً لبيعهم كعبيد وعندما تم معاينة أصابع الملك تم اطلاق سراحه بعدها أسرع إلى مملكته وطلب الافراج عن الوزير المحبوس وقال له الآن تذكرت مقولتك فلولا قطع اصبعى لكنت الآن معروضا للبيع فى سوق النخاسة ، وضحك الوزير قائلاً لولا السجن لكنت أنا معروضا للبيع .
القصة فيها مواعظ كثيرة مهما كانت الظروف الصعبة التى أنت فيها قل الحمد لله ..ربما يريد الله بك الخير ، إذا تركت منصباً كنت تشغله فاعلم أن الله أراد أن يبدله من أجل راحتك .
وإذا خسرت مالا أو تعرضت للسرقة فاعلم أن الله يريد لك الخير وربما بقاء المال بين يديك يعرضك للموت ..
قل الحمد لله .. واشكره مهما كانت الضغوط وعناء الدنيا معك .. وكن دائماً عالماً بأن بالسماء اله عادل لن يخذلك طالما قلبك عامر بالتقوى وانك لا تظلم غيرك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.