تراجع مخزون النفط الخام في أمريكا بأكثر من التوقعات    بدء صرف مرتبات يونيو 2025.. والحد الأدنى للأجور يرتفع إلى 7 آلاف جنيه الشهر المقبل    أميركا تنقل أصولا عسكرية في الشرق الأوسط تحسبا لهجوم إيراني    استئناف مباراة باتشوكا وسالزبورج بعد توقف بسبب الأحوال الجوية    محمد رمضان وهيفاء وهبي في حفل مشترك ببيروت.. وديو غنائي مرتقب مع عايض    فواكه تساعد على طرد السموم من الكبد والكلى    كأس العالم للأندية 2025| العاصفة تضرب ملعب مباراة باتشوكا وسالزبورج.. صور    إعلام لبناني: غارة إسرائيلية على جنوبي لبنان أسفرت عن اغتيال عنصر من حزب الله وإصابة آخر    الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا يوجد دليل على سعي إيران لتصنيع سلاح نووي    تصعيد غير مسبوق: حاملة الطائرات الأمريكية الثالثة تتمركز قرب إيران    من قال (لا) في وجه من قالوا (نعم)؟!    بين الاعتراض على الفتوى وحرية الرأي!    خالد الغندور يكشف صدمة للأهلي بسبب مدة غياب طاهر    كوكا: نحترم جميع الفرق ولا نخشى أحدًا.. والفوارق الفنية متقاربة للغاية    قلت له أتركها لوسام أبو علي.. زيزو يكشف كواليس خلافه مع تريزيجيه على ركلة جزاء لقاء إنتر ميامي    محافظ دمياط يعتمد نتيجة الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية    ضبط مجزر مخالف في بني سويف يفرم هياكل ودهون الدواجن لتصنيع اللانشون والبرجر    تعرف على موعد حفل محمد رمضان وهيفاء وهبي في لبنان    تموين الإسماعيلية تكثف حملات المرور على المطاعم (صور)    رامي ربيعة أساسيا مع العين ضد يوفنتوس فى كأس العالم للأندية    جيش الاحتلال: نحقق فى إطلاق إيران صاروخا برأس متفجر أكبر من صاروخ شهاب 3    دور الإعلام في نشر ودعم الثقافة في لقاء حواري بالفيوم.. صور    سماوي: مهرجان جرش في موعده وشعلته لن تنطفئ    هل الحسد يمنع الرزق؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح    بدء الموجة 13 من "عمليات الوعد الصادق 3"    5 جرامات تكفي.. تحذير رسمي من «الملح»!    «الزاوية الخضرا».. ديكور «الواحة الداخلية» في منزلك    الصحة تحذر من 5 شائعات عن استخدام اللولب النحاسي كوسيلة لتنظيم الأسرة    كوريا الشمالية عن الهجمات الإسرائيلية على إيران: تصرف غير قانوني.. وجريمة ضد الإنسانية    زياد بهاء الدين: خروج الدولة من الاقتصاد كليًا حديث غير واقعي    حفار بترول قديم ومتوقف عن العمل يسقط فى رأس غارب دون إصابات    دموع الأب تسبق النعش.. «السيدة زينب» تودّع ابنها طالب الثانوية العامة ضحية العقار المنهار    لو رايح مصيفك في مطروح... اعرف مواعيد قطارات الصيف 2025 من وإلى القاهرة    السفير السعودي بالقاهرة يلتقي نظيره الإيراني لبحث التطورات الإقليمية    المغرب 7,57م.. أوقات الصلاة في المنيا والمحافظات الخميس 19 يونيو    سعر البطيخ والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 19 يونيو 2025    انخفاض جديد في عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 19 يونيو محليًا وعالميًا (تفاصيل)    17 صورة من حفل زفاف ماهيتاب ابنة ماجد المصري    أحدث جلسة تصوير ل بوسي تخطف بها الأنظار.. والجمهور يعلق    هند صبري تستعد لبطولة مسلسل جديد.. وصبا مبارك تواصل النجاحات وتنتظر "220 يوم"    ريبيرو: بالميراس يمتلك لاعبين مميزين ولديه دفاع قوى.. وزيزو لاعب جيد    ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    رد فعل مثير من نجم الأهلي بسبب بسبب مركزه الجديد (فيديو)    بعد تألقه أمام الريال.. أبرز 10 معلومات عن ياسين بونو حارس الهلال السعودي    «مصر للطيران للأسواق الحرة» توقع بروتوكول تعاون مع «النيل للطيران»    رسميًا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 19 يونيو 2025    ملفات تقنين الأراضي| تفاصيل اجتماع رؤساء الوحدات المحلية بقنا    احتفالية لرسم البهجة على وجوه ذوي الهمم بالفيوم.. صور    إعلام إسرائيلي: الجيش أعلن شن غارات على نحو 20 موقعًا نوويًا إيرانيًا ومواقع أسلحة    مشيرة إسماعيل: مفيش فنانة تصلح لتقديم الفوازير زي نيللي وشريهان    بالأسماء.. إصابة 11 شخصًا بحادث تصادم في البحيرة    حسام صلاح عميد طب القاهرة ل«الشروق»: انتهاء الدراسات الفنية والمالية لمشروع قصر العينى الجديد    هل يجوز للزوجة زيارة والدتها المريضة رغم رفض الزوج؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: «داري على شمعتك تِقيد» متفق مع صحيح العقيدة فالحسد مدمر (فيديو)    جامعة الأزهر ضمن أفضل 300 جامعة بالعالم وفقًا لتصنيف US NEWS الأمريكي    الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا    البابا تواضروس يستقبل رئيس وزراء صربيا    حصريا ولأول مرة.. قناة النيل للأخبار في هيئة الرقابة النووية المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آخر كلمات عمر بن الخطاب
أنا مصري
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 25 - 12 - 2013

في آخر حجه للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودعا امام الكعبة بأن تكتب له الشهادة فى مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وعندما علم الصحابة بدعاء الفاروق عمر اندهشوا فهو يطلب الشهادة فى المدينة التى هو حاكمها والشهادة من يطلبها يخرج فى الغزوات مع الجيوش ليقاتل أعداء الاسلام . ورد عليهم الفاروق عمر قائلاً : هكذا سألت الله وأسأله أن يلبى لى ما سألت .. وعاد إلى المدينة فى أول ليلة ينام بها رأى فى منامه رؤيا بأن ديكا ينقره ثلاث نقرات ، فى صباح اليوم الثانى ذهب إلى امرأة تفسر الأحلام فطلب منها أن تجيبه عن الرؤيا فبكت والدموع تسابق كلامها وقالت له : استودع الله نفسك الذى لا تضيع ودائعه يقتلك رجل من العجم ويطعنك بالخنجر.
ومع نهاية كلمات مفسرة الأحلام قال الفاروق عمر : إنا لله وإنا اليه راجعون ، حسبى الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
ورغم تفسير الرؤيا الذى يؤكد ان حياة الفاروق فى خطر لم يغير من نمط حياته ولم يفرض عليه حراسة مشددة ، وكتب الله الشهادة فى أفضل فريضة فى صلاة الفجر .
فأثناء صلاة الفجر كانت النهاية بعد أن أقدم أبو لؤلؤة المجوسى عليه وطعنه ، وأكمل الصلاة بدلاً منه عبدالرحمن بن عوف ، وبعد الصلاة سأل من قتلنى؟ قالوا أبو لؤلؤة المجوسى فقال الحمد لله الذى جعل نهايتى وشهادتى على يد رجل ما يسجد لله سجدة واحدة . وبعد أن تم نقله إلى منزله والدم ينزف منه .. فقال له ابن عباس يا أمير المؤمنين طوبى لك الجنة ، كانت ولايتك رحمة، وأسلمت فكان اسلامك نصراً ، وهاجرت فكانت هجرتك فتحاً .
وكانت الكلمات الأخيرة له .. يا ليت أم لم تلدنى يا ليتنى كنت شجرة .. يا ليتنى ما عرفت الحياة ، كلما كان يتكلم الفاروق كانت الدموع تنهال من أهداب عيون الصحابة . وهم يشاهدون نهاية الفاروق عمر المبشر بالجنة فهو أول صحابى هاجر جهراً وأول خليفة يسمى بأمير المؤمنين وأول من جمع المسلمين لقيام شهر رمضان .
فى نفس الوقت كان أول من سار بالليل يتفقد أحوال الرعية، وارتبطت باسمه أشياءً عديدة كان أول من فعلها وتزيد عن مائة شىء ، فهو أسس لبناء دولة مدنية هدفها راحة الرعية ، من بين هذه الأشياء ايضا قرارات تكشف عظمة الاسلام وأن الدين يسر لا عسر الهدف منه راحة الانسان ، فهو أسقط الجزية فى عام المجاعة، وفى نفس العام أخر الزكاة واعتبرها دينا على القادرين، ومنع اقامة حد السرقة لأن هناك كارثة اقتصادية حلت على أركان دولته .
فى مجال الخدمات الاجتماعية كانت له قرارات فريدة لا تصدر إلا من خبراء اقتصاد .. فهو أوصى بنفقة للمولود عند ولادته وأمر بنفقة للطفل اللقيط .
والفاروق عمر ارتبط اسمه بالعدل .. وخلال فترة حكمه عاش حياة بسيطة كان يخاف عذاب الله .. هموم الرعية كانت تستحوذ على قلبه وعقله .. حتى الحيوان كان مسئولاً عنه وحسب ما يروى فى كتب التراث أنه شاهد جملاً تبدو عليه مظاهر الاعياء فتقدم نحوه ووضع يده على ظهر الجمل وقال اننى أخاف أن أسئل عنك فى الآخرة .
وهناك عشرات الروايات حملتها سطور كتب التراث والرواه بأنه كان لا ينام الليل لأنه كان يطوف شوارع المدينة ربما يسمع أنين جائع أو بكاء طفل لا يعرف النوم بسبب البرد وقالت كتب التراث أنه سمع ذات مرة بكاء أطفال صغار فسأل الأم ما سبب البكاء؟ كان ردها أنهم جوعى .. خرج خادم أسلم وذهب إلى بيت المال وحمل "دقيق وسمنا وعسل" وعندما أراد خادمه أن يرفع بدلاً منه قال له .. هل ترفع عنى يوم القيامة؟ .. ودخل على الأم أمرها بإعداد الطعام للصغار ولم ينصرف إلا مع شبع الصغار وعودة الابتسامة اليهم .. كل هذا والأم لم تعرف أن حامل الدقيق والعسل هو الفاروق عمر .
ومن بين الحكايات التى كانت فى كتب التراث أنه كان يطوف شوارع المدينة فسمع بكاء امرأة .. فأراد أن يعرف سبب البكاء .. فقالت له جاءها المخاض وهى غريبة عن المدينة فأسرع الى منزله وطلب من زوجته أن تصاحبه .. وحمل معه "سمن وعسل ودقيق" .. وجلس مع الزوج .. وعندما وضعت المرأة أسرعت زوجة عمر اليه فرحة .. ولد يا أمير المؤمنين عندما سمع الزوج أن الجالس معه هو الفاروق عمر لم يعرف ماذا يقول .. ارتبك .. فنظر اليه عمر وبارك له على مولوده وانصرف .
وبسبب أعماله وسلوكياته كان الانصاف له من قبل المؤرخين وكتب التاريخ وارتبط اسمه بالعدل خاصة ان له روايات مستحيل أن يأتى بها بشر .. خصوصاً فى الزهد والخوف من حساب الآخرة رغم انه من المبشرين بالجنة .
الفاروق عمر أمير المؤمنين كان أزهد الناس فى المدينة التى هو حاكمها وأميرها، لم يعرف حياة الترف والرخاء لم تكن له حاشية وكان يخشى عذاب الله ويبكى ، وكان فيلسوفاً فى تعاملاته مع الناس .. وجاء له رجل يريد طلاق زوجته فأراد أن يعرف سبب رغبته فى اتمام الطلاق فقال الرجل اننى لا أحبها ورد عليه هل كل البيوت قائمة على الحب فأين الرعايه والذمم ، مطلوب منا كبشر نحيا على الأرض أن نبحر مع سيرة الفاروق عمر الانسان الخائف من مصيره فى الآخرة .. وهو المبشر بالجنة والذى فعل الكثير لدينه، كان يعى أن بالسماء اله يراقب أحوال البشر وطبق العدل على نفسه قبل الرعية ، فهو رفض أكل الفاكهة فى عام المجاعة وقال لنفسه كيف تأكل يا عمر وأمة محمد هزلى!، وكان له خادماً مسيحياً اعتقه قبل وفاته ولم يجبره على دخول الاسلام ..
ما أكتبه عن حياة الفاروق عمر وما كتب عنه فى أمهات كتب السيرة ليس مفترضاً أن يكون درسا فى التاريخ عن حياة خليفة عادل ولكن هى رسالة لنا بأن نراجع أنفسنا ونراقب السطور التى كتبت عنه ونعمل بها وتكون أساسى فى تعاملاتنا مع الغير ، كان الخليفة لا يحب أن تصل المعلومة عبر الوشاية ، كان يكره الظلم وتعامل مع رعيته على أنهم بشر لهم حقوق عليه وكان يسعده جداً بأنه تحول الى خادم الرعية .
الفاروق عمر المصنف بأنه أعدل البشر بعد رسول الله لم يتباهى بالوجاهة بل كان متواضعا مع نفسه ومع الرعية على الرغم من انه كانت له هيبة وكان حاداً فى الحق ولكنه كان رحيماً وكان دائما يقول كلمات رسول الله ارحم ترحم .
وأى انسان فى الدنيا عندما يبحر مع سيرة الفاروق عمر سوف يشعر بأشياء عديدة أولها أننا لا شىء نتكلم وننسى أنفسنا ، لا نقدم شيئاً للبشرية ،لا نمنع أذى عن البشر، كلنا مسئولون عن من حولنا قبل أن نواجه المسئول والوزير عنا مطلوب منا أن نتحلى بالأخلاق والرحمة قبل أن نطالب المسئول والوزير والرئيس بأن يتقى الله فينا علينا بالعمل ورحمة الضعيف ونبذ الحرام وتكون فى سلوكياتنا قيم من الرسالات السماوية التى تنبذ كلها حرمة الدماء .
عمر الخليفة الثانى بعد رسول الله أعفى الأقباط من دفع الجزية فى عام المجاعة وكان يعين كل كفيف من الأقباط موظف راتبه من بيت المال.
رحم الله عمر .. وحفظ الله مصر من شرور أبنائها قبل أعدائها .
لعله خير !
مهما كانت المحن فى حياتك دائماً ردد جملة لعله خير .. وأحمد الله على ما حل بك .
وحسب ما روى من حكايات كانت الحكاية التى يجب أن نتوقف أمامها وهى خاصة بملك كان يعشق الصيد وذات مرة كان يصاحب وزيره وأثناء اطلاق سهمه على غزالة مسرعة فى الصحراء .. أصيب اصبعه ونزف دماً وتم استئصال الاصبع .. فقال الوزير للملك لعله خير . فاندهش الملك من كلمات الوزير فأمر بأن يوضع فى السجن .
ومرت السنوات الملك عاشقاً للصيد والوزير فى السجن وذات مرة كان الملك يصاحب عددا من جنوده فى رحلة صيد ، وأثناء مروره فى أحد الصحارى خرج قطاع الطرق وتم أسر الجميع .. تمهيداً لبيعهم كعبيد وعندما تم معاينة أصابع الملك تم اطلاق سراحه بعدها أسرع إلى مملكته وطلب الافراج عن الوزير المحبوس وقال له الآن تذكرت مقولتك فلولا قطع اصبعى لكنت الآن معروضا للبيع فى سوق النخاسة ، وضحك الوزير قائلاً لولا السجن لكنت أنا معروضا للبيع .
القصة فيها مواعظ كثيرة مهما كانت الظروف الصعبة التى أنت فيها قل الحمد لله ..ربما يريد الله بك الخير ، إذا تركت منصباً كنت تشغله فاعلم أن الله أراد أن يبدله من أجل راحتك .
وإذا خسرت مالا أو تعرضت للسرقة فاعلم أن الله يريد لك الخير وربما بقاء المال بين يديك يعرضك للموت ..
قل الحمد لله .. واشكره مهما كانت الضغوط وعناء الدنيا معك .. وكن دائماً عالماً بأن بالسماء اله عادل لن يخذلك طالما قلبك عامر بالتقوى وانك لا تظلم غيرك .
في آخر حجه للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودعا امام الكعبة بأن تكتب له الشهادة فى مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وعندما علم الصحابة بدعاء الفاروق عمر اندهشوا فهو يطلب الشهادة فى المدينة التى هو حاكمها والشهادة من يطلبها يخرج فى الغزوات مع الجيوش ليقاتل أعداء الاسلام . ورد عليهم الفاروق عمر قائلاً : هكذا سألت الله وأسأله أن يلبى لى ما سألت .. وعاد إلى المدينة فى أول ليلة ينام بها رأى فى منامه رؤيا بأن ديكا ينقره ثلاث نقرات ، فى صباح اليوم الثانى ذهب إلى امرأة تفسر الأحلام فطلب منها أن تجيبه عن الرؤيا فبكت والدموع تسابق كلامها وقالت له : استودع الله نفسك الذى لا تضيع ودائعه يقتلك رجل من العجم ويطعنك بالخنجر.
ومع نهاية كلمات مفسرة الأحلام قال الفاروق عمر : إنا لله وإنا اليه راجعون ، حسبى الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
ورغم تفسير الرؤيا الذى يؤكد ان حياة الفاروق فى خطر لم يغير من نمط حياته ولم يفرض عليه حراسة مشددة ، وكتب الله الشهادة فى أفضل فريضة فى صلاة الفجر .
فأثناء صلاة الفجر كانت النهاية بعد أن أقدم أبو لؤلؤة المجوسى عليه وطعنه ، وأكمل الصلاة بدلاً منه عبدالرحمن بن عوف ، وبعد الصلاة سأل من قتلنى؟ قالوا أبو لؤلؤة المجوسى فقال الحمد لله الذى جعل نهايتى وشهادتى على يد رجل ما يسجد لله سجدة واحدة . وبعد أن تم نقله إلى منزله والدم ينزف منه .. فقال له ابن عباس يا أمير المؤمنين طوبى لك الجنة ، كانت ولايتك رحمة، وأسلمت فكان اسلامك نصراً ، وهاجرت فكانت هجرتك فتحاً .
وكانت الكلمات الأخيرة له .. يا ليت أم لم تلدنى يا ليتنى كنت شجرة .. يا ليتنى ما عرفت الحياة ، كلما كان يتكلم الفاروق كانت الدموع تنهال من أهداب عيون الصحابة . وهم يشاهدون نهاية الفاروق عمر المبشر بالجنة فهو أول صحابى هاجر جهراً وأول خليفة يسمى بأمير المؤمنين وأول من جمع المسلمين لقيام شهر رمضان .
فى نفس الوقت كان أول من سار بالليل يتفقد أحوال الرعية، وارتبطت باسمه أشياءً عديدة كان أول من فعلها وتزيد عن مائة شىء ، فهو أسس لبناء دولة مدنية هدفها راحة الرعية ، من بين هذه الأشياء ايضا قرارات تكشف عظمة الاسلام وأن الدين يسر لا عسر الهدف منه راحة الانسان ، فهو أسقط الجزية فى عام المجاعة، وفى نفس العام أخر الزكاة واعتبرها دينا على القادرين، ومنع اقامة حد السرقة لأن هناك كارثة اقتصادية حلت على أركان دولته .
فى مجال الخدمات الاجتماعية كانت له قرارات فريدة لا تصدر إلا من خبراء اقتصاد .. فهو أوصى بنفقة للمولود عند ولادته وأمر بنفقة للطفل اللقيط .
والفاروق عمر ارتبط اسمه بالعدل .. وخلال فترة حكمه عاش حياة بسيطة كان يخاف عذاب الله .. هموم الرعية كانت تستحوذ على قلبه وعقله .. حتى الحيوان كان مسئولاً عنه وحسب ما يروى فى كتب التراث أنه شاهد جملاً تبدو عليه مظاهر الاعياء فتقدم نحوه ووضع يده على ظهر الجمل وقال اننى أخاف أن أسئل عنك فى الآخرة .
وهناك عشرات الروايات حملتها سطور كتب التراث والرواه بأنه كان لا ينام الليل لأنه كان يطوف شوارع المدينة ربما يسمع أنين جائع أو بكاء طفل لا يعرف النوم بسبب البرد وقالت كتب التراث أنه سمع ذات مرة بكاء أطفال صغار فسأل الأم ما سبب البكاء؟ كان ردها أنهم جوعى .. خرج خادم أسلم وذهب إلى بيت المال وحمل "دقيق وسمنا وعسل" وعندما أراد خادمه أن يرفع بدلاً منه قال له .. هل ترفع عنى يوم القيامة؟ .. ودخل على الأم أمرها بإعداد الطعام للصغار ولم ينصرف إلا مع شبع الصغار وعودة الابتسامة اليهم .. كل هذا والأم لم تعرف أن حامل الدقيق والعسل هو الفاروق عمر .
ومن بين الحكايات التى كانت فى كتب التراث أنه كان يطوف شوارع المدينة فسمع بكاء امرأة .. فأراد أن يعرف سبب البكاء .. فقالت له جاءها المخاض وهى غريبة عن المدينة فأسرع الى منزله وطلب من زوجته أن تصاحبه .. وحمل معه "سمن وعسل ودقيق" .. وجلس مع الزوج .. وعندما وضعت المرأة أسرعت زوجة عمر اليه فرحة .. ولد يا أمير المؤمنين عندما سمع الزوج أن الجالس معه هو الفاروق عمر لم يعرف ماذا يقول .. ارتبك .. فنظر اليه عمر وبارك له على مولوده وانصرف .
وبسبب أعماله وسلوكياته كان الانصاف له من قبل المؤرخين وكتب التاريخ وارتبط اسمه بالعدل خاصة ان له روايات مستحيل أن يأتى بها بشر .. خصوصاً فى الزهد والخوف من حساب الآخرة رغم انه من المبشرين بالجنة .
الفاروق عمر أمير المؤمنين كان أزهد الناس فى المدينة التى هو حاكمها وأميرها، لم يعرف حياة الترف والرخاء لم تكن له حاشية وكان يخشى عذاب الله ويبكى ، وكان فيلسوفاً فى تعاملاته مع الناس .. وجاء له رجل يريد طلاق زوجته فأراد أن يعرف سبب رغبته فى اتمام الطلاق فقال الرجل اننى لا أحبها ورد عليه هل كل البيوت قائمة على الحب فأين الرعايه والذمم ، مطلوب منا كبشر نحيا على الأرض أن نبحر مع سيرة الفاروق عمر الانسان الخائف من مصيره فى الآخرة .. وهو المبشر بالجنة والذى فعل الكثير لدينه، كان يعى أن بالسماء اله يراقب أحوال البشر وطبق العدل على نفسه قبل الرعية ، فهو رفض أكل الفاكهة فى عام المجاعة وقال لنفسه كيف تأكل يا عمر وأمة محمد هزلى!، وكان له خادماً مسيحياً اعتقه قبل وفاته ولم يجبره على دخول الاسلام ..
ما أكتبه عن حياة الفاروق عمر وما كتب عنه فى أمهات كتب السيرة ليس مفترضاً أن يكون درسا فى التاريخ عن حياة خليفة عادل ولكن هى رسالة لنا بأن نراجع أنفسنا ونراقب السطور التى كتبت عنه ونعمل بها وتكون أساسى فى تعاملاتنا مع الغير ، كان الخليفة لا يحب أن تصل المعلومة عبر الوشاية ، كان يكره الظلم وتعامل مع رعيته على أنهم بشر لهم حقوق عليه وكان يسعده جداً بأنه تحول الى خادم الرعية .
الفاروق عمر المصنف بأنه أعدل البشر بعد رسول الله لم يتباهى بالوجاهة بل كان متواضعا مع نفسه ومع الرعية على الرغم من انه كانت له هيبة وكان حاداً فى الحق ولكنه كان رحيماً وكان دائما يقول كلمات رسول الله ارحم ترحم .
وأى انسان فى الدنيا عندما يبحر مع سيرة الفاروق عمر سوف يشعر بأشياء عديدة أولها أننا لا شىء نتكلم وننسى أنفسنا ، لا نقدم شيئاً للبشرية ،لا نمنع أذى عن البشر، كلنا مسئولون عن من حولنا قبل أن نواجه المسئول والوزير عنا مطلوب منا أن نتحلى بالأخلاق والرحمة قبل أن نطالب المسئول والوزير والرئيس بأن يتقى الله فينا علينا بالعمل ورحمة الضعيف ونبذ الحرام وتكون فى سلوكياتنا قيم من الرسالات السماوية التى تنبذ كلها حرمة الدماء .
عمر الخليفة الثانى بعد رسول الله أعفى الأقباط من دفع الجزية فى عام المجاعة وكان يعين كل كفيف من الأقباط موظف راتبه من بيت المال.
رحم الله عمر .. وحفظ الله مصر من شرور أبنائها قبل أعدائها .
لعله خير !
مهما كانت المحن فى حياتك دائماً ردد جملة لعله خير .. وأحمد الله على ما حل بك .
وحسب ما روى من حكايات كانت الحكاية التى يجب أن نتوقف أمامها وهى خاصة بملك كان يعشق الصيد وذات مرة كان يصاحب وزيره وأثناء اطلاق سهمه على غزالة مسرعة فى الصحراء .. أصيب اصبعه ونزف دماً وتم استئصال الاصبع .. فقال الوزير للملك لعله خير . فاندهش الملك من كلمات الوزير فأمر بأن يوضع فى السجن .
ومرت السنوات الملك عاشقاً للصيد والوزير فى السجن وذات مرة كان الملك يصاحب عددا من جنوده فى رحلة صيد ، وأثناء مروره فى أحد الصحارى خرج قطاع الطرق وتم أسر الجميع .. تمهيداً لبيعهم كعبيد وعندما تم معاينة أصابع الملك تم اطلاق سراحه بعدها أسرع إلى مملكته وطلب الافراج عن الوزير المحبوس وقال له الآن تذكرت مقولتك فلولا قطع اصبعى لكنت الآن معروضا للبيع فى سوق النخاسة ، وضحك الوزير قائلاً لولا السجن لكنت أنا معروضا للبيع .
القصة فيها مواعظ كثيرة مهما كانت الظروف الصعبة التى أنت فيها قل الحمد لله ..ربما يريد الله بك الخير ، إذا تركت منصباً كنت تشغله فاعلم أن الله أراد أن يبدله من أجل راحتك .
وإذا خسرت مالا أو تعرضت للسرقة فاعلم أن الله يريد لك الخير وربما بقاء المال بين يديك يعرضك للموت ..
قل الحمد لله .. واشكره مهما كانت الضغوط وعناء الدنيا معك .. وكن دائماً عالماً بأن بالسماء اله عادل لن يخذلك طالما قلبك عامر بالتقوى وانك لا تظلم غيرك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.