قبل انطلاق ماراثون المرحلة الثانية، تطهير وتعقيم اللجان الانتخابية بالإسماعيلية (صور)    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 23 نوفمبر    استطلاع: تراجع رضا الألمان عن أداء حكومتهم إلى أدنى مستوى    وزير الخارجية ونظيره التركي يبحثان تنفيذ مخرجات اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة    اليوم.. طقس حار نهارا على أغلب الأنحاء مائل للبرودة ليلا    اليوم، بدء سداد تكلفة حج الجمعيات الأهلية بالبنوك المصرية ومنافذ البريد    وزارة الصحة: لا توجد فيروسات مجهولة أو عالية الخطورة في مصر.. والإنفلونزا الأعلى ب 66%    وزير الكهرباء: وصلنا للمراحل النهائية في مشروع الربط مع السعودية.. والطاقة المتجددة وفرت 2 جيجا    وزارة الداخلية المصرية.. حضور رقمي يفرض نفسه ونجاحات ميدانية تتصدر المشهد    كمال أبو رية: لو عاد بي الزمن لقرأت سيناريو «عزمي وأشجان» بشكل مختلف    أسعار الأسماك والخضراوات والدواجن.. اليوم 23 نوفمبر    الأرصاد تحذر: ضباب كثيف يخفض الرؤية على طرق السواحل وشمال الوجه البحري    واشنطن تقلص تواجدها في مركز التنسيق بغزة وعسكريون أمريكيون يبدأون في المغادرة    تعرف على أسعار الفاكهة اليوم الأحد الموافق 23-11-2025 فى سوهاج    قد تشعل المنطقة بالكامل، إسرائيل تستعد لهجوم واسع النطاق على إيران ولبنان وغزة    التعهد بزيادة الأموال للدول المتضررة من تغير المناخ في قمة البرازيل    تنفيذ 3199 مشروعًا ب192 قرية فى المرحلة الأولى من حياة كريمة بالمنيا    الفن اللي كان، ميادة الحناوي تتألق في حفلها ببيروت برشاقة "العشرينيات" (فيديو)    بصورة من الأقمار الصناعية، خبير يكشف كيف ردت مصر على إثيوبيا بقرار يعلن لأول مرة؟    تعرف على موعد امتحانات منتصف العام الدراسى بالجامعات والمعاهد    بقطعة بديلة، وزير الرياضة يلمح إلى حل أزمة أرض الزمالك (فيديو)    وزير الري: مصر تتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان حقوقها المائية في نهر النيل    استشهاد 24 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة    طقس اليوم.. توقعات بسقوط أمطار فى هذه المناطق وتحذير عاجل للأرصاد    أبرزهم الزمالك والمصري وآرسنال ضد توتنهام.. مواعيد مباريات اليوم الأحد 23 - 11- 2025 والقنوات الناقلة    فوربس: انخفاض ثروة ترامب 1.1 مليار دولار وتراجعه للمرتبة 595 في قائمة أغنياء العالم    موعد مباراة الأهلى مع الإسماعيلى فى دورى نايل    ثلاث جولات من الرعب.. مشاجرة تنتهي بمقتل "أبوستة" بطلق ناري في شبرا الخيمة    السيسي يعد بإنجازات جديدة (مدينة إعلام).. ومراقبون: قرار يستدعي الحجر على إهدار الذوق العام    برواتب مجزية وتأمينات.. «العمل» تعلن 520 وظيفة متنوعة للشباب    نقيب الموسيقيين يفوض «طارق مرتضى» متحدثاً إعلامياً نيابة ًعنه    تامر عبد المنعم يفاجئ رمضان 2025 بمسلسل جديد يجمعه مع فيفي عبده ويعود للواجهة بثنائية التأليف والبطولة    حسين ياسر المحمدي: تكريم محمد صبري أقل ما نقدمه.. ووجود أبنائه في الزمالك أمر طبيعي    وكيل صحة دمياط: إحالة مسئول غرف الملفات والمتغيبين للتحقيق    الصحة: علاج مريضة ب"15 مايو التخصصي" تعاني من متلازمة نادرة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 36 ألفًا    صوتك أمانة.. انزل وشارك فى انتخابات مجلس النواب تحت إشراف قضائى كامل    : ميريام "2"    صفحة الداخلية منصة عالمية.. كيف حققت ثاني أعلى أداء حكومي بعد البيت الأبيض؟    الداخلية تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة نقل ذكي على سيدة بالقليوبية    مانيج إنجن: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أمن المعلومات في مصر    جامعة القناة تتألق في بارالمبياد الجامعات المصرية وتحصد 9 ميداليات متنوعة    فليك: فخور بأداء برشلونة أمام أتلتيك بيلباو وسيطرتنا كانت كاملة    روسيا: لم نتلقَّ أى رد من واشنطن حول تصريحات ترامب عن التجارب النووية    د.حماد عبدالله يكتب: مشكلة "كتاب الرأى" !!    دولة التلاوة.. هنا في مصر يُقرأ القرآن الكريم    محافظة الجيزة تكشف تفاصيل إحلال المركبة الجديدة بديل التوك توك.. فيديو    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الإخوان الإرهابية تواجه تهديدا وجوديا فى قارة أوروبا.. ترامب: خطة السلام بشأن أوكرانيا ليست نهائية.. تعليق الملاحة فى مطار آيندهوفن الهولندى بعد رصد مسيّرات    السعودية.. أمير الشرقية يدشن عددا من مشاريع الطرق الحيوية بالمنطقة    حمزة عبد الكريم: سعيد بالمشاركة مع الأهلي في بطولة إفريقيا    أبرز المرشحين على مقعد نقيب المجالس الفرعية بانتخابات المرحلة الأولى للمحامين    المتحدث باسم الصحة: الإنفلونزا A الأكثر انتشارا.. وشدة الأعراض بسبب غياب المناعة منذ كورونا    طريقة مبتكرة وشهية لإعداد البطاطا بالحليب والقرفة لتعزيز صحة الجسم    مفتي الجمهورية: خدمة الحاج عبادة وتنافسا في الخير    بث مباشر الآن.. مباراة ليفربول ونوتنغهام فورست في الجولة 12 من الدوري الإنجليزي 2026    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آخر كلمات عمر بن الخطاب
أنا مصري
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 25 - 12 - 2013

في آخر حجه للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودعا امام الكعبة بأن تكتب له الشهادة فى مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وعندما علم الصحابة بدعاء الفاروق عمر اندهشوا فهو يطلب الشهادة فى المدينة التى هو حاكمها والشهادة من يطلبها يخرج فى الغزوات مع الجيوش ليقاتل أعداء الاسلام . ورد عليهم الفاروق عمر قائلاً : هكذا سألت الله وأسأله أن يلبى لى ما سألت .. وعاد إلى المدينة فى أول ليلة ينام بها رأى فى منامه رؤيا بأن ديكا ينقره ثلاث نقرات ، فى صباح اليوم الثانى ذهب إلى امرأة تفسر الأحلام فطلب منها أن تجيبه عن الرؤيا فبكت والدموع تسابق كلامها وقالت له : استودع الله نفسك الذى لا تضيع ودائعه يقتلك رجل من العجم ويطعنك بالخنجر.
ومع نهاية كلمات مفسرة الأحلام قال الفاروق عمر : إنا لله وإنا اليه راجعون ، حسبى الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
ورغم تفسير الرؤيا الذى يؤكد ان حياة الفاروق فى خطر لم يغير من نمط حياته ولم يفرض عليه حراسة مشددة ، وكتب الله الشهادة فى أفضل فريضة فى صلاة الفجر .
فأثناء صلاة الفجر كانت النهاية بعد أن أقدم أبو لؤلؤة المجوسى عليه وطعنه ، وأكمل الصلاة بدلاً منه عبدالرحمن بن عوف ، وبعد الصلاة سأل من قتلنى؟ قالوا أبو لؤلؤة المجوسى فقال الحمد لله الذى جعل نهايتى وشهادتى على يد رجل ما يسجد لله سجدة واحدة . وبعد أن تم نقله إلى منزله والدم ينزف منه .. فقال له ابن عباس يا أمير المؤمنين طوبى لك الجنة ، كانت ولايتك رحمة، وأسلمت فكان اسلامك نصراً ، وهاجرت فكانت هجرتك فتحاً .
وكانت الكلمات الأخيرة له .. يا ليت أم لم تلدنى يا ليتنى كنت شجرة .. يا ليتنى ما عرفت الحياة ، كلما كان يتكلم الفاروق كانت الدموع تنهال من أهداب عيون الصحابة . وهم يشاهدون نهاية الفاروق عمر المبشر بالجنة فهو أول صحابى هاجر جهراً وأول خليفة يسمى بأمير المؤمنين وأول من جمع المسلمين لقيام شهر رمضان .
فى نفس الوقت كان أول من سار بالليل يتفقد أحوال الرعية، وارتبطت باسمه أشياءً عديدة كان أول من فعلها وتزيد عن مائة شىء ، فهو أسس لبناء دولة مدنية هدفها راحة الرعية ، من بين هذه الأشياء ايضا قرارات تكشف عظمة الاسلام وأن الدين يسر لا عسر الهدف منه راحة الانسان ، فهو أسقط الجزية فى عام المجاعة، وفى نفس العام أخر الزكاة واعتبرها دينا على القادرين، ومنع اقامة حد السرقة لأن هناك كارثة اقتصادية حلت على أركان دولته .
فى مجال الخدمات الاجتماعية كانت له قرارات فريدة لا تصدر إلا من خبراء اقتصاد .. فهو أوصى بنفقة للمولود عند ولادته وأمر بنفقة للطفل اللقيط .
والفاروق عمر ارتبط اسمه بالعدل .. وخلال فترة حكمه عاش حياة بسيطة كان يخاف عذاب الله .. هموم الرعية كانت تستحوذ على قلبه وعقله .. حتى الحيوان كان مسئولاً عنه وحسب ما يروى فى كتب التراث أنه شاهد جملاً تبدو عليه مظاهر الاعياء فتقدم نحوه ووضع يده على ظهر الجمل وقال اننى أخاف أن أسئل عنك فى الآخرة .
وهناك عشرات الروايات حملتها سطور كتب التراث والرواه بأنه كان لا ينام الليل لأنه كان يطوف شوارع المدينة ربما يسمع أنين جائع أو بكاء طفل لا يعرف النوم بسبب البرد وقالت كتب التراث أنه سمع ذات مرة بكاء أطفال صغار فسأل الأم ما سبب البكاء؟ كان ردها أنهم جوعى .. خرج خادم أسلم وذهب إلى بيت المال وحمل "دقيق وسمنا وعسل" وعندما أراد خادمه أن يرفع بدلاً منه قال له .. هل ترفع عنى يوم القيامة؟ .. ودخل على الأم أمرها بإعداد الطعام للصغار ولم ينصرف إلا مع شبع الصغار وعودة الابتسامة اليهم .. كل هذا والأم لم تعرف أن حامل الدقيق والعسل هو الفاروق عمر .
ومن بين الحكايات التى كانت فى كتب التراث أنه كان يطوف شوارع المدينة فسمع بكاء امرأة .. فأراد أن يعرف سبب البكاء .. فقالت له جاءها المخاض وهى غريبة عن المدينة فأسرع الى منزله وطلب من زوجته أن تصاحبه .. وحمل معه "سمن وعسل ودقيق" .. وجلس مع الزوج .. وعندما وضعت المرأة أسرعت زوجة عمر اليه فرحة .. ولد يا أمير المؤمنين عندما سمع الزوج أن الجالس معه هو الفاروق عمر لم يعرف ماذا يقول .. ارتبك .. فنظر اليه عمر وبارك له على مولوده وانصرف .
وبسبب أعماله وسلوكياته كان الانصاف له من قبل المؤرخين وكتب التاريخ وارتبط اسمه بالعدل خاصة ان له روايات مستحيل أن يأتى بها بشر .. خصوصاً فى الزهد والخوف من حساب الآخرة رغم انه من المبشرين بالجنة .
الفاروق عمر أمير المؤمنين كان أزهد الناس فى المدينة التى هو حاكمها وأميرها، لم يعرف حياة الترف والرخاء لم تكن له حاشية وكان يخشى عذاب الله ويبكى ، وكان فيلسوفاً فى تعاملاته مع الناس .. وجاء له رجل يريد طلاق زوجته فأراد أن يعرف سبب رغبته فى اتمام الطلاق فقال الرجل اننى لا أحبها ورد عليه هل كل البيوت قائمة على الحب فأين الرعايه والذمم ، مطلوب منا كبشر نحيا على الأرض أن نبحر مع سيرة الفاروق عمر الانسان الخائف من مصيره فى الآخرة .. وهو المبشر بالجنة والذى فعل الكثير لدينه، كان يعى أن بالسماء اله يراقب أحوال البشر وطبق العدل على نفسه قبل الرعية ، فهو رفض أكل الفاكهة فى عام المجاعة وقال لنفسه كيف تأكل يا عمر وأمة محمد هزلى!، وكان له خادماً مسيحياً اعتقه قبل وفاته ولم يجبره على دخول الاسلام ..
ما أكتبه عن حياة الفاروق عمر وما كتب عنه فى أمهات كتب السيرة ليس مفترضاً أن يكون درسا فى التاريخ عن حياة خليفة عادل ولكن هى رسالة لنا بأن نراجع أنفسنا ونراقب السطور التى كتبت عنه ونعمل بها وتكون أساسى فى تعاملاتنا مع الغير ، كان الخليفة لا يحب أن تصل المعلومة عبر الوشاية ، كان يكره الظلم وتعامل مع رعيته على أنهم بشر لهم حقوق عليه وكان يسعده جداً بأنه تحول الى خادم الرعية .
الفاروق عمر المصنف بأنه أعدل البشر بعد رسول الله لم يتباهى بالوجاهة بل كان متواضعا مع نفسه ومع الرعية على الرغم من انه كانت له هيبة وكان حاداً فى الحق ولكنه كان رحيماً وكان دائما يقول كلمات رسول الله ارحم ترحم .
وأى انسان فى الدنيا عندما يبحر مع سيرة الفاروق عمر سوف يشعر بأشياء عديدة أولها أننا لا شىء نتكلم وننسى أنفسنا ، لا نقدم شيئاً للبشرية ،لا نمنع أذى عن البشر، كلنا مسئولون عن من حولنا قبل أن نواجه المسئول والوزير عنا مطلوب منا أن نتحلى بالأخلاق والرحمة قبل أن نطالب المسئول والوزير والرئيس بأن يتقى الله فينا علينا بالعمل ورحمة الضعيف ونبذ الحرام وتكون فى سلوكياتنا قيم من الرسالات السماوية التى تنبذ كلها حرمة الدماء .
عمر الخليفة الثانى بعد رسول الله أعفى الأقباط من دفع الجزية فى عام المجاعة وكان يعين كل كفيف من الأقباط موظف راتبه من بيت المال.
رحم الله عمر .. وحفظ الله مصر من شرور أبنائها قبل أعدائها .
لعله خير !
مهما كانت المحن فى حياتك دائماً ردد جملة لعله خير .. وأحمد الله على ما حل بك .
وحسب ما روى من حكايات كانت الحكاية التى يجب أن نتوقف أمامها وهى خاصة بملك كان يعشق الصيد وذات مرة كان يصاحب وزيره وأثناء اطلاق سهمه على غزالة مسرعة فى الصحراء .. أصيب اصبعه ونزف دماً وتم استئصال الاصبع .. فقال الوزير للملك لعله خير . فاندهش الملك من كلمات الوزير فأمر بأن يوضع فى السجن .
ومرت السنوات الملك عاشقاً للصيد والوزير فى السجن وذات مرة كان الملك يصاحب عددا من جنوده فى رحلة صيد ، وأثناء مروره فى أحد الصحارى خرج قطاع الطرق وتم أسر الجميع .. تمهيداً لبيعهم كعبيد وعندما تم معاينة أصابع الملك تم اطلاق سراحه بعدها أسرع إلى مملكته وطلب الافراج عن الوزير المحبوس وقال له الآن تذكرت مقولتك فلولا قطع اصبعى لكنت الآن معروضا للبيع فى سوق النخاسة ، وضحك الوزير قائلاً لولا السجن لكنت أنا معروضا للبيع .
القصة فيها مواعظ كثيرة مهما كانت الظروف الصعبة التى أنت فيها قل الحمد لله ..ربما يريد الله بك الخير ، إذا تركت منصباً كنت تشغله فاعلم أن الله أراد أن يبدله من أجل راحتك .
وإذا خسرت مالا أو تعرضت للسرقة فاعلم أن الله يريد لك الخير وربما بقاء المال بين يديك يعرضك للموت ..
قل الحمد لله .. واشكره مهما كانت الضغوط وعناء الدنيا معك .. وكن دائماً عالماً بأن بالسماء اله عادل لن يخذلك طالما قلبك عامر بالتقوى وانك لا تظلم غيرك .
في آخر حجه للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودعا امام الكعبة بأن تكتب له الشهادة فى مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وعندما علم الصحابة بدعاء الفاروق عمر اندهشوا فهو يطلب الشهادة فى المدينة التى هو حاكمها والشهادة من يطلبها يخرج فى الغزوات مع الجيوش ليقاتل أعداء الاسلام . ورد عليهم الفاروق عمر قائلاً : هكذا سألت الله وأسأله أن يلبى لى ما سألت .. وعاد إلى المدينة فى أول ليلة ينام بها رأى فى منامه رؤيا بأن ديكا ينقره ثلاث نقرات ، فى صباح اليوم الثانى ذهب إلى امرأة تفسر الأحلام فطلب منها أن تجيبه عن الرؤيا فبكت والدموع تسابق كلامها وقالت له : استودع الله نفسك الذى لا تضيع ودائعه يقتلك رجل من العجم ويطعنك بالخنجر.
ومع نهاية كلمات مفسرة الأحلام قال الفاروق عمر : إنا لله وإنا اليه راجعون ، حسبى الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
ورغم تفسير الرؤيا الذى يؤكد ان حياة الفاروق فى خطر لم يغير من نمط حياته ولم يفرض عليه حراسة مشددة ، وكتب الله الشهادة فى أفضل فريضة فى صلاة الفجر .
فأثناء صلاة الفجر كانت النهاية بعد أن أقدم أبو لؤلؤة المجوسى عليه وطعنه ، وأكمل الصلاة بدلاً منه عبدالرحمن بن عوف ، وبعد الصلاة سأل من قتلنى؟ قالوا أبو لؤلؤة المجوسى فقال الحمد لله الذى جعل نهايتى وشهادتى على يد رجل ما يسجد لله سجدة واحدة . وبعد أن تم نقله إلى منزله والدم ينزف منه .. فقال له ابن عباس يا أمير المؤمنين طوبى لك الجنة ، كانت ولايتك رحمة، وأسلمت فكان اسلامك نصراً ، وهاجرت فكانت هجرتك فتحاً .
وكانت الكلمات الأخيرة له .. يا ليت أم لم تلدنى يا ليتنى كنت شجرة .. يا ليتنى ما عرفت الحياة ، كلما كان يتكلم الفاروق كانت الدموع تنهال من أهداب عيون الصحابة . وهم يشاهدون نهاية الفاروق عمر المبشر بالجنة فهو أول صحابى هاجر جهراً وأول خليفة يسمى بأمير المؤمنين وأول من جمع المسلمين لقيام شهر رمضان .
فى نفس الوقت كان أول من سار بالليل يتفقد أحوال الرعية، وارتبطت باسمه أشياءً عديدة كان أول من فعلها وتزيد عن مائة شىء ، فهو أسس لبناء دولة مدنية هدفها راحة الرعية ، من بين هذه الأشياء ايضا قرارات تكشف عظمة الاسلام وأن الدين يسر لا عسر الهدف منه راحة الانسان ، فهو أسقط الجزية فى عام المجاعة، وفى نفس العام أخر الزكاة واعتبرها دينا على القادرين، ومنع اقامة حد السرقة لأن هناك كارثة اقتصادية حلت على أركان دولته .
فى مجال الخدمات الاجتماعية كانت له قرارات فريدة لا تصدر إلا من خبراء اقتصاد .. فهو أوصى بنفقة للمولود عند ولادته وأمر بنفقة للطفل اللقيط .
والفاروق عمر ارتبط اسمه بالعدل .. وخلال فترة حكمه عاش حياة بسيطة كان يخاف عذاب الله .. هموم الرعية كانت تستحوذ على قلبه وعقله .. حتى الحيوان كان مسئولاً عنه وحسب ما يروى فى كتب التراث أنه شاهد جملاً تبدو عليه مظاهر الاعياء فتقدم نحوه ووضع يده على ظهر الجمل وقال اننى أخاف أن أسئل عنك فى الآخرة .
وهناك عشرات الروايات حملتها سطور كتب التراث والرواه بأنه كان لا ينام الليل لأنه كان يطوف شوارع المدينة ربما يسمع أنين جائع أو بكاء طفل لا يعرف النوم بسبب البرد وقالت كتب التراث أنه سمع ذات مرة بكاء أطفال صغار فسأل الأم ما سبب البكاء؟ كان ردها أنهم جوعى .. خرج خادم أسلم وذهب إلى بيت المال وحمل "دقيق وسمنا وعسل" وعندما أراد خادمه أن يرفع بدلاً منه قال له .. هل ترفع عنى يوم القيامة؟ .. ودخل على الأم أمرها بإعداد الطعام للصغار ولم ينصرف إلا مع شبع الصغار وعودة الابتسامة اليهم .. كل هذا والأم لم تعرف أن حامل الدقيق والعسل هو الفاروق عمر .
ومن بين الحكايات التى كانت فى كتب التراث أنه كان يطوف شوارع المدينة فسمع بكاء امرأة .. فأراد أن يعرف سبب البكاء .. فقالت له جاءها المخاض وهى غريبة عن المدينة فأسرع الى منزله وطلب من زوجته أن تصاحبه .. وحمل معه "سمن وعسل ودقيق" .. وجلس مع الزوج .. وعندما وضعت المرأة أسرعت زوجة عمر اليه فرحة .. ولد يا أمير المؤمنين عندما سمع الزوج أن الجالس معه هو الفاروق عمر لم يعرف ماذا يقول .. ارتبك .. فنظر اليه عمر وبارك له على مولوده وانصرف .
وبسبب أعماله وسلوكياته كان الانصاف له من قبل المؤرخين وكتب التاريخ وارتبط اسمه بالعدل خاصة ان له روايات مستحيل أن يأتى بها بشر .. خصوصاً فى الزهد والخوف من حساب الآخرة رغم انه من المبشرين بالجنة .
الفاروق عمر أمير المؤمنين كان أزهد الناس فى المدينة التى هو حاكمها وأميرها، لم يعرف حياة الترف والرخاء لم تكن له حاشية وكان يخشى عذاب الله ويبكى ، وكان فيلسوفاً فى تعاملاته مع الناس .. وجاء له رجل يريد طلاق زوجته فأراد أن يعرف سبب رغبته فى اتمام الطلاق فقال الرجل اننى لا أحبها ورد عليه هل كل البيوت قائمة على الحب فأين الرعايه والذمم ، مطلوب منا كبشر نحيا على الأرض أن نبحر مع سيرة الفاروق عمر الانسان الخائف من مصيره فى الآخرة .. وهو المبشر بالجنة والذى فعل الكثير لدينه، كان يعى أن بالسماء اله يراقب أحوال البشر وطبق العدل على نفسه قبل الرعية ، فهو رفض أكل الفاكهة فى عام المجاعة وقال لنفسه كيف تأكل يا عمر وأمة محمد هزلى!، وكان له خادماً مسيحياً اعتقه قبل وفاته ولم يجبره على دخول الاسلام ..
ما أكتبه عن حياة الفاروق عمر وما كتب عنه فى أمهات كتب السيرة ليس مفترضاً أن يكون درسا فى التاريخ عن حياة خليفة عادل ولكن هى رسالة لنا بأن نراجع أنفسنا ونراقب السطور التى كتبت عنه ونعمل بها وتكون أساسى فى تعاملاتنا مع الغير ، كان الخليفة لا يحب أن تصل المعلومة عبر الوشاية ، كان يكره الظلم وتعامل مع رعيته على أنهم بشر لهم حقوق عليه وكان يسعده جداً بأنه تحول الى خادم الرعية .
الفاروق عمر المصنف بأنه أعدل البشر بعد رسول الله لم يتباهى بالوجاهة بل كان متواضعا مع نفسه ومع الرعية على الرغم من انه كانت له هيبة وكان حاداً فى الحق ولكنه كان رحيماً وكان دائما يقول كلمات رسول الله ارحم ترحم .
وأى انسان فى الدنيا عندما يبحر مع سيرة الفاروق عمر سوف يشعر بأشياء عديدة أولها أننا لا شىء نتكلم وننسى أنفسنا ، لا نقدم شيئاً للبشرية ،لا نمنع أذى عن البشر، كلنا مسئولون عن من حولنا قبل أن نواجه المسئول والوزير عنا مطلوب منا أن نتحلى بالأخلاق والرحمة قبل أن نطالب المسئول والوزير والرئيس بأن يتقى الله فينا علينا بالعمل ورحمة الضعيف ونبذ الحرام وتكون فى سلوكياتنا قيم من الرسالات السماوية التى تنبذ كلها حرمة الدماء .
عمر الخليفة الثانى بعد رسول الله أعفى الأقباط من دفع الجزية فى عام المجاعة وكان يعين كل كفيف من الأقباط موظف راتبه من بيت المال.
رحم الله عمر .. وحفظ الله مصر من شرور أبنائها قبل أعدائها .
لعله خير !
مهما كانت المحن فى حياتك دائماً ردد جملة لعله خير .. وأحمد الله على ما حل بك .
وحسب ما روى من حكايات كانت الحكاية التى يجب أن نتوقف أمامها وهى خاصة بملك كان يعشق الصيد وذات مرة كان يصاحب وزيره وأثناء اطلاق سهمه على غزالة مسرعة فى الصحراء .. أصيب اصبعه ونزف دماً وتم استئصال الاصبع .. فقال الوزير للملك لعله خير . فاندهش الملك من كلمات الوزير فأمر بأن يوضع فى السجن .
ومرت السنوات الملك عاشقاً للصيد والوزير فى السجن وذات مرة كان الملك يصاحب عددا من جنوده فى رحلة صيد ، وأثناء مروره فى أحد الصحارى خرج قطاع الطرق وتم أسر الجميع .. تمهيداً لبيعهم كعبيد وعندما تم معاينة أصابع الملك تم اطلاق سراحه بعدها أسرع إلى مملكته وطلب الافراج عن الوزير المحبوس وقال له الآن تذكرت مقولتك فلولا قطع اصبعى لكنت الآن معروضا للبيع فى سوق النخاسة ، وضحك الوزير قائلاً لولا السجن لكنت أنا معروضا للبيع .
القصة فيها مواعظ كثيرة مهما كانت الظروف الصعبة التى أنت فيها قل الحمد لله ..ربما يريد الله بك الخير ، إذا تركت منصباً كنت تشغله فاعلم أن الله أراد أن يبدله من أجل راحتك .
وإذا خسرت مالا أو تعرضت للسرقة فاعلم أن الله يريد لك الخير وربما بقاء المال بين يديك يعرضك للموت ..
قل الحمد لله .. واشكره مهما كانت الضغوط وعناء الدنيا معك .. وكن دائماً عالماً بأن بالسماء اله عادل لن يخذلك طالما قلبك عامر بالتقوى وانك لا تظلم غيرك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.