بصعوبة بالغة حاولت الحاجة نجاح ان تزيح مياه الصرف التي اغرقت الطرقات حول منزلها المتواضع .. مرضها حال دون ذلك مما دفعها لطلب المساعدة من ابنتها الصغيرة.. هذا المشهد يتكرر يوميا داخل اطراف عزبة البركة الخلفية التابعة لمركز ومدينة الاسماعيلية. العزبة التي يفصلها عن بحيرة التمساح طريق رئيسي تبدو من الخارج كأنها كاملة الخدمات والمرافق لكن واقع العزبة يعكس صورة بائسة للاهالي الذين يعانون من العشوائية ونقص الخدمات وسوء حالة النظافة. ففي الوقت الذي تتمتع فيه منازل القرية الامامية بمياه الشرب وخدمة الصرف الصحي والاضاءة تعاني البيوت الخلفية من عدم توصيل مياه الشرب وعدم وصول سيارات كسح المجاري للمنطقة، الكلاب الضالة تنتشر في كل مكان ...الثعابين تهاجم اهالي العزبة الخلفية وتهدد ارواحهم خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، كما أن سيارات المطافيء والإسعاف تعجز عن الوصول للاهالي في حالات الطوارئ. تقول نجاح محمد سعد 47 سنة «اكثر من 27 سنة وانا عايشة هنا مع زوجي واولادي الاربعة هنا احنا مدفونين بالحياة ببيوت العزبة عندهم مياه وصرف واحنا هنا ولا عندنا أي حاجة ورغم اننا قمنا على حسابنا، ووصلنا مواسير المياه للبيوت الا ان الحكومة رفضت توصيل المياه لنا بحجة اننا بيوت عشوائية .طب احنا نعيش ازاي ولو كان معانا فلوس كنا سبنا البيوت وعزلنا في حتة تانية»، وتابعت «احنا بنوصل خراطيم وبنجيب جراكن مياه من الحنفية عشان نشرب ونغسل هدومنا ونعمل اكلنا وطرنشات المجاري محدش بيجي عندنا هنا عشان يكسحها وبتفضل لحد ما تغرقنا واحنا بنشيل فيها بنفسنا». والتقطت اطراف الحديث طفلتها سماح 10 سنوات مؤكدة انها يوميا تقوم بحمل الاواني من منزلها حتى مكان الحنفية لتساعد امها وتجلب المياه للشرب والغسيل، وقالت وهي ترفع جردل المياه اعلى رأسها «انا خلاص اتعودت على شيل المية كل يوم ولو معملتش كده مش هنشرب لان ابويا عيان ومش بيقدر يطلع من البيت». وقالت «ام عصام» 65 سنة التعابين بتطلع علينا ليلاً من الرشاح والزراعات بنام واحنا مرعوبين منها .المنطقة هنا منخفضة عن باقي المناطق وخلفنا رشاح الصرف والمزارع ومع الحر التعابين بتهاجم بيوتنا بالليل « وتابعت «انا مريضة وباخد علاج وحالنا هنا في المنطقة على اد حالنا لو كان معانا كنا سيبنا البيوت وروحنا في حتة تانية لكن مفيش حاجة تجبرنا على القعدة هنا غير الفقر ومحدش بيبص لنا «. وقال محمود سعد 33 سنة من اهالي المنطقة « البيوت هنا اغلبها «عشش»مصنوعة من الخوص والمنطقة مفيش عربية بتعرف تدخلها والاسبوع اللي فات حريقة حصلت في بيت الجيران محدش عرف يطفيها وعربية المطافي معرفتش تدخل المنطقة وكان الناس هيموتوا لولا ان ربنا ستر وقدرنا نطفيها « .