أثار الطلب الذي تقدم به نادي المقاصة لتشكيل رابطة الأندية برئاسة سمير زاهر مخاوف القائمين علي شركة رعاية الجبلاية التي بدأت في فرض هيمنتها علي الأندية بعد حصولها في مفاجأة من العيار الثقيل علي حقوق بث مباريات الأهلي لمدة موسمين ونصف الموسم بمبلغ 120 مليون جنيه. كانت الشركة تسعي بكل قوة لإخضاع جميع أندية الدوري الممتاز قبل الانتقال إلي المرحلة الثانية من مخطط السيطرة علي القطاع الكروي بدعم من كبار المسئولين وتشكيل لجنة رابطة الأندية بمعرفتها لإحكام سيطرتها علي مقاليد اللعبة وتقليص صلاحيات اتحاد الكرة في المسابقات المحلية، إلا أن قرار نادي المقاصة كان بمثابة المفاجأة التي أشعلت الوسط الكروي، ولم يجد رئيس لجنة الأندية مخرج للهروب المؤقت من هذه الأزمة إلا بإحالة أمر الرابطة إلي وزارة الشباب والرياضة دون إبداء الأسباب وتحديد ما علاقة الوزير بالرابطة، خاصة أن الاتحاد الدولي أعطي أكثر من مهلة لمصر لتشكيل رابطة الاندية المحترفة. المفاجأة الثانية التي تلقتها راعية الجبلاية كانت في موقف الأندية الستة التي تخلي النادي الأهلي عنها وهي وادي دجلة ومصر المقاصة وسموحة وبتروجيت ودمنهور والمقاولون العرب، في التمسك بعقدها مع التليفزيون وعدم فسخ العقد وهو ما لم تتوقعه راعية الجبلاية التي كانت تحلم بسقوط التحالف بعد الانسحاب الغريب للنادي الأهلي منه. واتفقت الأندية الستة على الالتزام بتعاقدها مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون نافية ادعاءات رئيس لجنة الأندية بتفويض الأندية الستة له بفسخ عقدها مع التليفزيون والتعاقد مع إحدى الوكالات. وأرسلت الأندية خطاباً موقعاً من المندوبين الستة إلى عصام الأمير رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون أبدت خلاله احترامها للتليفزيون المصري الذي يمثل الدولة، كما رفضت في الوقت ذاته كل العروض المطروحة للتسوية شكلاً وموضوعاً وطالبت بتنفيذ كل بنود التعاقد بحذافيرها حفاظاً على حقوق هذه الأندية. وطالبت الأندية التليفزيون خلال الخطاب بتسديد كافة مستحقاتها المالية عن موسم 2014/2015 وذلك حتى تستطيع الوفاء بالتزاماتها المالية، وحتى تستمر العلاقة التعاقدية مستقبلاً بصورة جيدة. الموقف الجديد أكد حقيقة الصراع الخفي الذي بدأ مبكراً علي قيادة الجبلاية بين أصدقاء الأمس سمير زاهر وهاني أبوريدة وكلاهما قوة لا يستهان بها في الوسط الكروي.. وساعد هذا الصراع علي بدء تحركات مكثفة داخل مناطق الاتحاد بين أنصار كل جبهة من أجل الاستعداد المبكر وفرض كل جبهة لرجالها. ووضح أن جبهة «زاهر» تعتمد علي أسماء يتسم بعضها بالقوة وأبرزها حازم الهواري الذي يرتبط بعلاقات قوية جداً بكافة المحافظات ويعتبر جوكر المجموعة ومعه أحمد مجاهد الشاب الصاعد بسرعة الصاروخ في الجبلاية وساعده علي ذلك نجاحه بقوة في الاقتراب من أعضاء الجمعية العمومية خلال عضويته الحالية في مجلس إدارة الاتحاد، ويأتي خلفهما أحمد شوبير الذي تعتمد عليه المجموعة في الجانب الإعلامي رغم وجود رفض كبير له داخل المناطق، إلا أن أبوريدة يرفض إخراجه من القائمة للاستفادة من دوره الإعلامي، وهناك أيضاً كرم كردي وسيف زاهر. علي الجانب الآخر يعتمد «زاهر» علي مجموعة من رجال الأعمال أبرزهم محمد عبدالسلام رئيس نادي المقاصة الذي يرتبط بعداء رهيب مع أبوريدة وماجد سامي صاحب نادي وادي دجلة، وإن كانت هناك أقاويل تؤكد رفض سامي خوض التجربة.. وقد تكون هناك مفاجأة أخري بوجود سميح ساويرس رئيس نادي الجونة وفرج عامر رئيس نادي سموحة، وهي مجموعة انتحارية لو نجح زاهر في تجميعها وقد تسبب ازعاجاً لقائمة أبوريدة القوية. الأيام القادمة سوف تكشف المزيد من المفاجآت خاصة مع اقتراب الموسم من نهايته والدخول في الصراع المعتاد حول أزمات الصعود والهبوط وزيادة عدد الفرق في دوريات المظاليم وخلافه من الأسلحة غير المشروعة في حسم صراع الجبهات.