ربما كانت مفاجأة للكثيرين أن يعلن محمود طاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة تقديم استقالته من الجبلاية لعلاقته القوية بسمير زاهر رئيس الاتحاد ولكن ما تعرض له طاهر خلال الأيام الأخيرة كان اقوي منه وشعر ان هناك أكثر من عضو داخل المجلس يحاول الاطاحة به من خلال عدم تنفيذ المزايدة التي أعدها لاختيار الراعي الرسمي لاتحاد الكرة خلال الأربع سنوات المقبلة في الوقت الذي اقترب فيه من إنهاء هذا الملف المكلف به من قبل مجلس الجبلاية ومعه محمود الشامي عضو المجلس وصلاح حسني المدير التنفيذي للاتحاد وإسماعيل الموجي المدير المالي. ويأتي علي رأس الأعضاء الذين حاولوا التخلص من محمود طاهر - هاني أبوريدة نائب رئيس الاتحاد حيث بذل أقصي ما لديه لعدم تنفيذ مشروع المزايدة لأسباب عديدة أولها أن أبوريدة يرغب في رد ما فعله محمود طاهر مع عمرو وهبي مدير التسويق السابق بالاتحاد الذي أصر علي رحيله من الجبلاية وهو القرار الذي أغضب أبوريدة بشدة نظراً لعلاقته القوية بعمرو وهبي ومن أحد أنصاره في الاتحاد ولدرجة أن أبوريدة يحاول حتي الآن عودة وهبي لإدارة التسويق. ثانياً: أبوريدة وصلته معلومات مؤكدة أن وكالة الأهرام للإعلان لن تفوز بالمزايدة حيث إن أكثر من شركة من الشركات الست المتقدمة لحق رعاية الكرة المصرية عرضها المالي أفضل بكثير مما تعرضه وكالة الأهرام للإعلان الذي يرأسها حسن حمدي رئيس النادي الأهلي والذي تربطه علاقة قوية بها من أبوريدة وطلب حمدي من أبوريدة عدم إتمام هذه المزايدة بضغط أيضا من مسئولي القنوات الفضائية الذين رفضوا إتمام المزايدة لعدم تحكم شركة في بيع مباريات كأس مصر والمنتخب الوطني. أبوريدة تحرك بالفعل لإلغاء كل ما فعله محمود طاهر في مشروع المزايدة وكانت أولي خطواته أنه أبلغ سمير زاهر أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكاف» يحذر من بيع مباريات المنتخب الوطني لأي شركة وعمل مزايدة في هذا الامر ستكون غير قانونية وسيعرض الاتحاد لعقوبات من «الكاف» وأكد أبوريدة أن هناك خطاباً رسمياً من «الكاف» يفيد بذلك وكانت خدعة منه حيث إنه لم يقم بإطلاع أي عضو من المجلس علي هذا الخطاب مما يؤكد أن هذا الأمر ليس له أساس من الصحة وهذا ما أكده بالفعل محمود طاهر عندما أشار إلي أن اتحاد الكرة لم يصله أي خطابات من «الكاف» متسائلاً لماذا أخفي الاتحاد هذا الخطاب طالما أنه موجود؟! زاهر شرب هذه الخدعة ورفض الإعلان عن الراعي الرسمي يوم «الثلاثاء» الماضي وهو الموعد الذي حدده محمود طاهر للشركات الست لفتح المظاريف المالية وقرر تأجيل هذا الأمر لأجل غير مسمي وكان هذا الأمر مفاجأة للشركات الست ومحمود طاهر نفسه. وبالفعل نجح مخطط أبوريدة في عدم إتمام ما سعي إليه محمود طاهر وأعضاء اللجنة الفنية لإنهاء ملف الراعي الرسمي ولم يجد طاهر أمامه إلا تقديم استقالته من الاتحاد اعتراضا علي سياسة الاتحاد في التعامل مع مشروعه لإنهاء المزايدة. حسن حمدي هو الآخر لم يكلف أبوريدة فقط لانهاء هذا الأمر بل تحرك خارج الاتحاد وطلب من اعضاء روابط الأندية بتقديم شكوي رسمية للمجلس القومي للرياضة يطالبون فيها المهندس حسن صقر رئيس المجلس بعدم أحقية اتحاد الكرة في تسويق مباريات كأس مصر والمنتخب الوطني والرابطة هي المعنية بذلك الأمر الذي جعل صقر يجري اتصالاته بزاهر بتأجيل المزايدة لحين الاتفاق النهائي علي جميع الأمور الخاصة بهذا الملف. بعض الشركات المتقدمة لحق رعاية الكرة المصرية هددوا بمقاضاة اتحاد الكرة إذا خالف الاتحاد الاجراءات القانونية في المزايدة بعدما شعروا أن اتحاد الكرة يتلاعب بهم وهناك نية لمسئولي هذه الشركات لتقديم شكوي رسمية للمجلس القومي للرياضة ضد الاتحاد مستندين إلي أن الاتحاد يتلاعب بهم ويحاول اختيار الراعي الرسمي تبعاً للأهواء الشخصية وعدم اتباع الطرق القانونية في المزايدة وتنتظر هذه الشركات اليوم «الأحد» وهو الموعد الذي حدده الاتحاد لعمل المزايدة وإذا لم تجر المزايدة سيبدأون في اتخاذ الإجراءات القانونية.