اشراقات

(طريق الشهرة الملعونة !!)

إذا كنت مريضا بداء الشهرة.. وتريد أن تحصل عليها.. بين يوم وليلة.. فها نحن نقدم لك «روشتة» مجانية.. مجربة آلاف المرات.. امشى عليها بدقة وإحكام..وحسب المواعيد ستجد نفسك بين عشية وضحاها أشهر من الزعيم عادل إمام..الذى قضى اكثر من نصف قرن حتى يعتلى هذه المكانة!!
وبما أننا فى عصر الصاروخ.. والطيارة الأسرع من الضوء.. فانت لست فى حاجة لنصف قرن من الزمان.. ولا ربع قرن من الفلفل الحار.. حتى تحقق هذه المكانة!!
والآن أكاد أسمعك وأنت تشخط في..يللا قصر ياعم الأمووور.. وهات من الآخر.. قل ماعندك.. وقلنا وصفتك؟!
فسأتجاوز عن شخطك.. ونطرك.. وأقولك الروشتة.. لأنها ليست.. «وصفة» عطار.. ولكنها روشتة حكيم مشهور.. ومتصيت كماااان!!
أولا إذا كنت على علاقة بأحد معدى البرامج.. أو أحد الاعلاميين المتصيتين..مثل وائل الابراشى أو ابراهيم عيسى أو حتى عمرو أديب وحرمه.. أو حتى مذيع متقاعد زى مفيد فوزى..دى واحدة من سكك الشهرة.. وبدايات الوصول للهدف
طيب وإذا لم يكن لك «سكه» فى المجال الفضائى.. فهناك سكة أخرى فى الصحافة.. يكفى أن يكون لك علاقة بصحفى.. ويفضل أن يكون من النوعية الباحثة عن الشهرة.. بأى شكل.. حتى تتلاقى مصالح ورغبات الطرفين فى البحث عن الشهرة بضربة واحدة!!
أما إذا كنت «نكرة».. يعنى ليس لك علاقة بأى وسيلة إعلامية.. تليفزيون أو إذاعة أو صحافة.. فليس أمامك إلا «المدعوق» اللى بيسموه فيس بوك.. ففى هذا الفراغ الالكترونى تستطيع أن تنشر أفكارك الغريبة والشاذة.. والتى ستجعل منك نجم النجوم.. بين يوم وليلة!!
نأتى للروشتة ذات نفسها بقى.. فعن طريق واحدة من الوسائل الثلاثة التى ذكرتها لك.. فعليك أن تبدأ فى إطلاق تصريح شاذ وغريب.. ويستحسن أن يكون صادما للمشاعر.. كأن تطالب بترخيص الدعارة.. وتقنينها.. وأن تمنحها الشرعية!!
أو أن تطلق تصريحاً آخر.. ويفضل أن يكون هذا التصريح.. ماسا بالأديان..أو فيه تطاول على المقدسات.. أو فيه سب فى الوطن.. أو إهانة رموزه.. خاصة الدينية منها.. وأنا شخصياً أرشح لك فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب.. إمام الوسطية فى العالم الاسلامى.. فالرجل وإحقاقا للحق حمال أسية.. وبيستحمل «رذالة» السفهاء!!
أما إذا أردت صعوداً صاروخيا.. فما عليك إلا ان تطعن فى الدين.. وياحبذا لو أنكرت شعيرة من الشعائر.. كالصلاة أو الصوم.. أو تقول مثلاً: إن مياه زمزم مسممة.. أو تصف الصوم بأنه كارثى ومدمر للكلى والكبد!!
أما إذا أردت أن تشعل النار فى سماء الاعلام.. فتجاوز ذلك كله.. وقل إنك رأيت الله فى المنام.. وأنك قلت له إن كلام الأنبياء بتووووعك.. مش عجبنى!!
وهنا ستصبح نجم الاعلام الأول.. وستجرى فى ركابك الفضائيات.. ومحام من إياهم.. يطسك قضية.. متخافش منها.. دى هتشهرك أكتر.. وتساعد فى صعود نجمك إلى عنان السماء!!
وهنا أذكر أن زميلا صحفياً.. كان يشكو من العوز والجوع وقلة الحيلة.. وفجأة عرف السكة.. وأخذ يتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم.. على الانترنت بكل أشكاله.. ومن هنا بدأ مراسلة الجهات الدولية.. وخاصة فى أمريكا.. وبين يوم وليلة.. أصبح نجماً.. وأرسلت له الولايات المتحدة الأمريكية.. دعوة كمناضل ومضطهد دينى.. ومنحته شقة وسيارة بسائق خاص!!
أما البنت الثورجية إياها اللى سبت المشير.. فخلال شهر.. تم تسليمها جائزة سخاروف لحقوق الانسان!!
لكنى أحذر.. فقد تحصل على الشهرة.. والنجومية.. وفوقها الفلوس..لكنك قطعاً ستخسر دينك.. ودنياك.. وستحل عليك لعنة السماء والأرض.. لم لا وقد اشتريت دنياك.. وبعت دينك.. إنها باختصار ستكون الشهرة الملعونة.