الدراما المصرية تنحاز إلى قضايا المرأة ... ولكن؟

اتجهت الدراما المصرية خلال السنوات الماضية إلى التركيز على قضايا المرأة في صورة غير مسبوقة، سواء من حيث الشكل أو المضمون، بعدما ظلت المسلسلات لعقود طويلة تتمحور حول الرجل ومشكلاته، الى درجة أن عناوين غالبية الأعمال كانت «ذكورية» وتحمل أسماءه أو صفاته.
ولكن، ها هي قضايا ومشكلات السيدات والفتيات التي تستحوذ على غالبية أحداث عددٍ كبير من المسلسلات التلفزيونية التي تعرض خلال العام الحالي سواء في شهر رمضان المقبل أو بعيداً عنه.
واللافت أن هذا الاهتمام ليس مرجعه مناقشة موضوعية وهادفة لقضايا المرأة، أو دق ناقوس الخطر الذي يتهددها دائماً، لكنه ضمانة من كتاب السيناريو لوجود المرأة في غالبية خطوط العمل الدرامي بناء على طلب الجهات الإنتاجية، وما يتبعه من وجود أسماء نسائية سواء من جيل الكبار أو الجدد، تُسهل أسماؤهن عملية التسويق إلى القنوات الفضائية، إلى جانب كثرة عدد الفنانات اللواتي لا يزال سوق الإنتاج يؤكد أنهن بطلات مطلقات في مقابل الرجال، والدليل أن غالبية فنانات الصف الثاني يشاركن هذا العام في بطولة ما يقرب من خمسة مسلسلات، في مقابل عمل أو اثنين على الأكثر لزملاء رجال.
وتشهد الدراما هذا العام تواجداً مكثفاً لهذا النوع من الأعمال، يأتي في مقدمها «يا أنا يا أنتِ» لفيفي عبده وسمية خشاب وإخراج ياسر زايد، وتدور أحداثه حول سيدتين تنتمي كل منهما لطبقة اجتماعية، ما يخلق بينهما العديد من المواقف الكوميدية، وكانت فيفي وسمية ارتبطتا أخيراً بهذه الدراما كما حدث في «كيد النسا» الذي شاركت نبيلة عبيد في جزئه الثاني.
وترصد أحداث مسلسل «مريم» لهيفاء وهبي تأليف أيمن سلامة وإخراج محمد علي، قصة سيدة تدعى «مريم» تمتلك شركة إعلانات كبيرة تحقق من خلالها شهرة واسعة، وتغلق قلبها في وجه الرجال، حتى تقع فجأة في الحب.
ويتكرر الأمر مع غادة عبدالرازق التي تجسد بطولة «الكابوس» من إخراج إسلام خيري، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي من خلال شخصية سيدة تعيش في منطقة شعبية تمتلك مقلبَ قمامة، وهو ما يجعلها تتعرض لكثير من المشاكل مع سكان المنطقة.
أما «العهد» من إخراج خالد مرعي فيتناول العديد من مشكلات السيدات، وهو ما يظهر جلياً من خلال مشاركة عددٍ كبير من الفنانات في بطولته ومنهن غادة عادل وكندة علوش وأيتن عامر وصبا مبارك وأروى جودة وهنا شيحة وسلوى خطاب وشيرين رضا في مقابل آسر يس وصبري فواز وياسر المصري.
وتدور أحداث «طريقي» لشيرين عبدالوهاب حول فتاة تعيش في قرية ريفية في منزل والدها كبير أعيان القرية الذي يرفض اتجاهها للغناء، لكنها تتمرد عليه وتصبح بمرور الأحداث مطربة شهيرة.
ويتعرض «يوميات زوجة مفروسة» لداليا البحيري وخالد سرحان وإخراج أحمد نور، لمدى تأثير قوة شخصية المرأة، وعلاقتها بالرجل الشرقي، خصوصاً في حالة تواجدهما في عمل واحد يحتوي على منافسة شديدة بينهما، اذ تجسد داليا شخصية صحافية تعمل بالجريدة ذاتها التي يعمل بها زوجها، وينشأ بينهما صراع فكري بسبب المواقف السياسية بعد ثورة «25 يناير».
ويركز «حالة عشق» لمي عز الدين وبوسي وعلا غانم وإخراج إبرهيم فخر، على شقيقتين إحداهما فقيرة تعيش في حي شعبي، والثانية على درجة من الثراء تسكن في فيلا بسبب زواجها من شخص ثري.
ويتناول «نسوان قادرة» لرانيا فريد شوقي وعبير صبري ونجلاء بدر وعزة مجاهد وإخراج أحمد عاطف العديد من المشكلات والقضايا التي تهم المرأة، كما يطرح قضية العنوسة واضطرار بعض الفتيات للزواج دون اقتناع، هرباً من لقب عانس.
ويركز «البيوت أسرار» لهنا شيحة وأيتن عامر وشيري عادل وإخراج كريم العدل على حياة السيدات مع أزواجهن، من خلال شخصية سيدة تعيش في حي راقٍ وتنافس صديقاتها بسبب الغيرة، حيث تكذب عليهن وتتقمص شخصية بعيدة عن شخصيتها الحقيقية.
وتستعد ميرفت أمين للعودة إلى الدراما من خلال «اللعب مع الستات» أمام دلال عبدالعزيز وإخراج عمر عبد العزيز، وتدور القصة في قالب اجتماعي كوميدي حول سيدتين متزوجتين من رجل واحد، وعند وفاته يترك وصيته لواحدة دون الأخرى.
ويتناول «لهفة» لدنيا سمير غانم وإخراج معتز التوني قصة حياة فتاة تحاول دخول مجال التمثيل، وتعتمد في ذلك على خالها الذي يعمل ريجيسير، بعدما أصابها اليأس من والدها الذي يعمل كومبارس.
ويناقش «وجع البنات» (بطولة العديد من الوجوه الشابة وتأليف وإخراج أحمد النحاس) عدداً من المشكلات الاجتماعية التي تتعرض لها الفتيات سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو عاطفية، خصوصاً مشكلات الحب والزواج والطلاق وغيرها.
وتتمحور أحداث مسلسل «المطلقات» لمي كساب وعلا غانم ومي سليم وميريهان حسين وإخراج محمد الرشيدي حول معاناة السيدات المطلقات ونظرة المجتمع إليهن، والمشكلات التي يواجهنها في الحياة.