أصابت موجة الغلاء المواطنين متوسطى الدخل بالصدمة، لشعورهم بالعجز عن تلبية احتياجات أسرهم من السلع الغذائية. وأصبحت هذه الموجة حديث الناس فى وسائل المواصلات، أحد ركاب مترو الأنفاق بادرنى بالقول: مستلزمات طهى طبق البامية الخضراء يكلفنى أكثر من 130 جنيهًا لأن كيلو اللحم بخمسة وثمانين جنيها وكيلو الطماطم بعشرة جنيهات وكيلو بامية بثلاثين جنيها، بخلاف الزيت والوقود والخبز. وقال: «كنت مستور الحال، لكن مع هذه الأسعار المرتفعة أصبحت لا استطيع مواجهة متطلبات أسرتى». كانت مؤشرات رسمية صادرة من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء قد حذرت من أزمة فى أسعار السلع الغذائية للشهر الثالث على التوالى نتيجة عدد من الإجراءات، منها سياسات حكومية مثل أزمة البوتاجاز يليها سياسات السكر وزيادة أسعار السجائر، وهناك تحذيرات أن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيدًا من ارتفاعا الأسعار، ومن أسبابها زيادة أسعار الكهرباء وغيرها من القرارات التى قد تؤدى إلى زيادة الأسعار بصورة كبيرة يستغلها البعض لتحقيق أغراض سياسية أخرى. وكانت مؤشرات التضخم الرسمية قد أوضحت أن معدل التضخم الشهرى ارتفع بنحو 1٫7٪ خلال شهر مارس وارتفع معدل التضخم السنوى بنحو 11٫8٪ مقارنة بشهر مارس من العام الماضى وكان نحو 10٫7٪ فى شهر فبراير 2015 بارتفاع عن شهر يناير والشهر المماثل بدرجة ملحوظة، حيث ارتفاع معدل التضخم الشهرى لأسعار السلع الاستهلاكية للمواطنين بنحو «2٫1٪» خلال شهر فبراير مقارنة بشهر يناير السابق عليه، وارتفع معدل التضخم السنوى ليصل إلى «10٫7٪» مقارنة بالفترة المماثلة بينما سجل هذا المعدل «9٫4٪» خلال شهر يناير الماضى. ونتجت زيادة التضخم عن زيادة أسعار كل من الخضراوات واستمرار زيادة أسعار اسطوانات البوتاجاز واللحوم والدواجن ومجموعة الألبان والجبن والبيض، اضافة إلى زيادة اسعار الزيوت والدهون والمأكولات البحرية ومجموعة شرائح استهلاك المياه. وشهد قسم الطعام والمشروبات ارتفاعا بلغ 2٫4٪ فى شهر مارس الماضى ليساهم بنسبة 68٫52٪ فى معدل التغير الشهرى، وتأتى التغيرات نتيجة ارتفاع أسعار الخضراوات بنسبة 6٫4٪ بسبب ارتفاع أسعار الملوخية بنسبة13٫4٪، والطماطم بنسبة 6٫3٪، والخيار بنسبة 10٪، والكوسة بنسبة 10٫8٪، والفلفل الرومى بنسبة 22٫1٪، والباذنجان بنسبة 31٫7٪ والفاصوليا الخضراء بنسبة 42٫4٪. وارتفعت أسعار مجموعة اللحوم والدواجن بنسبة 1٫6٪ لتساهم بنسبة 13٫35٪ فى معدل التغير الشهرى بسبب ارتفاع أسعار الدواجن بنسبة 4٪ وزادت أسعار الحبوب والخبز بنسبة 1٫3٪ بسبب ارتفاع أسعار الأرز بنسبة 3٫3٪. وكان معدل التضخم فى أسعار السلع الاستهلاكية فى شهر ديسمبر 2014 قد شهد انخفاضًا بنحو «0٫2٪» عن شهر نوفمبر 2014 وكان هذا المعدل قد سجل فى نوفمبر انخفاضًا بنحو «1٫7٪» نتيجة انخفاض أسعار مجموعة الخضراوات بنسبة «3٫7٪»، ومجموعة الفاكهة بنسبة «0٫5٪»، والبيض بنسبة «1٫6٪» والزيوت والدهون بنسبة «0٫2٪»، وبالتالى فإنه رغم المؤشرات والتوقعات، فإن استمرار الحكومة باتخاذ مزيد من الإجراءات التى يستغلها التجار وتعطى رسائل سلبية للسوق تؤثر بدرجة كبيرة على الأسعار. وتوقع خبراء أن تشهد البلاد موجة من الغلاء ستطول معظم السلع الغذائية وغير الغذائية، بعد ارتفاع أسعار الكهرباء، الذى أقرته الحكومة وسيتم تطبيقه فى يوليو المقبل، اضافة إلى الكروت الذكية للبنزين، والارتفاعات الحالية فى الدواجن والخضراوات والألبان وعدد كبير من السلع.