رصدت صحيفة (جارديان) البريطانية المحطات ال15 الأهم في فترة تولي الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" حكم بلاده منذ عام 2000، والتي ساعدت على إحداث تغييرات كبيرة ليس في روسيا فقط ولكن في العالم أجمع. ولكن بعد مرور السنين، وفي الذكرى ال15 لوصول بوتين إلى السلطة في 7 مايو 2000، تغيرت روسيا كثيرا. فعلى المستوى الدولي تواجه البلاد العزلة والعقوبات حتى أنها دخلت في حرب باردة جديدة. وفي الداخل، فعلى الرغم من التراجع الاقتصادي واتهام منتقدوه بالاستبدادية وإدخال البلاد في طريق مسدود، إلا أن بوتين يتمتع ربما بشعبية أعلى من أي زعيم في الكرملين، فحصل على نسبة تأييد شعبيي في استطلاع للرأي أجري في فبراير الماضي وصلت 86٪. وقالت الصحيفة إنه إذا كنت تحب أو تكره بوتين، فإنه من الصعب أن ننكر أنه حقق تأثير كبير على بلاده والعالم. أوكرانيا وجورجيا و"الخارج القريب" خاطر بوتين العام الماضي بالعلاقات بين بلاده والغرب من خلال دخوله في صراع أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم لروسيا، وكان يمكن للعقوبات الدولية التي فرضت ضده وانخفاض أسعار النفط أن تؤثر على اقتصاد البلاد، هذا بالإضافة إلى تعليق حلف الأطلسي "الناتو" تعاونه مع موسكو ونظرة بوتين لدول "الخارج القريب" كما تسميها روسيا، بأنها محورية بالنسبة لروسيا حيث أنها تعد امتدادها الاستراتيجي أو «نطاق تأثيرها». وأشارت الصحيفة إلى الحرب بين روسيا وجورجيا في أوسيتيا الجنوبية عام 2008. المعارضة لحلف شمال الأطلسي أصر "بوتين" بعد توليه الرئاسة أن توسع الناتو شرقا يمثل تهديدا لبلاده، وتوترت العلاقات بين دول الناتو وروسيا، حتى أنه في عام 2014 اعترض الناتو أكثر من 400 مرة طائرات حربية روسية في عام 2014 فقط. أوتوقراطية بوتين نجح بوتين في تعزيز سلطته بثبات في البلاد، ففي عام 2004، وقع على قانون يسمح للرئيس بتعيين حكام الأقاليم، رغم أنها أثارت احتجاجات في الشوارع في ديسمبر 2011 ولكنه نجح في الاحتفاظ بالقانون. شخصية بوتين المحبوبة نجح بوتين في لفت أنظار الروسيين بل والعالم أجمع من خلال إصراره على الظهور بشكل شبابي من خلال عرض صور له أثناء قيامه بالعديد من الرياضات كركوب الخيل والمصارعة وغيرها.
الاقتصاد ركز بوتين في الفترة من 2008-2012 على المسائل الاقتصادية بالدرجة الأولى، وعلى إصلاح الحكومة والمؤسسات المرتبطة بها. وتجاوزت البلاد خلال هذه الفترة الأزمة الاقتصادية عامي 2008 و2009، وهي تواجه حاليا أيضا صعوبات اقتصادية كبيرة، على خلفية تراجع أسعار النفط والعقوبات الغربية.
النمو السكاني تولى بوتين السلطة في دولة كان يتراجع بها معدل النمو السكاني بشكل ينذر بالخطر. فكان ينخفض عدد السكان سنويا بمقدار مليون شخص، ولكن في عام 2010 بدأ السكان في النمو من جديد. وكان السر في هذا هو "التحول الاقتصادي" فتحسنت أوضاع السكان المالية. وفقا لخدمة إحصاءات الدولة، فوصا تعداد سكان روسيا الآن أكثر من 146 مليون نسمة، بعدما كان 142 مليون في عام 2008. التحول لدول لآسيا تحول بوتين في السنوات الأخيرة نحو تعاون اقتصادي وعسكري أكبر مع الدول الآسيوية، ذات الاقتصادات النامية والمتعطشة للطاقة الروسية، كصفقة الغاز للصين التي بلغت قيمتها 400 مليار دولار وتصدير تكنولوجيا السكك الحديدية الروسية إلى كوريا الشمالية. سياسة قمع المعارضة مع سجن قطب النفط ميخائيل خودوركوفسكي واغتيال العديد من الأصوات المعارضة البارزة، فكانت المعارضة في روسيا في ظل حكم "بوتين"، غير مرحب بها على الإطلاق. وعلى الرغم من محاولة بوتين عام 2011 ركوب الموجة وتجنب تهديدات الربيع العربي من الحدوث في بلاده، إلا أنه سرعان ما عاد إلى سابق عهده في عام 2012 وفرض قوانين جديدة مثيرة للجدل على من يشارك في مظاهرات بدون تصريح حكومي. الرؤية 'الأخلاقية' جنبا إلى جنب مع حملة القمع على المعارضة والمنظمات غير الحكومية وشبكة الإنترنت، شهدت ولاية بوتين الثالثة موجة من التشريعات المستوحاة من رؤيته لروسيا باعتبارها معقلا للأخلاق التقليدية. وكان المثال الأكثر شناعة هو حظره للدعاية لمثلي الجنس عام 2013. سياسة "العالم متعدد الأقطاب" تقوم سياسة بوتين الخارجية على الهيمنة الغربية، ومع الصين، أن تكون بمثابة التوازن في القوة العسكرية والسياسية للولايات المتحدة. فبعد أن كانت روسيا في جيب أمريكا في عهد سلفه "يلتسين" أصبحت مع بوتين على ظهرها. العلاقات الأنجلو روسية في عهد بوتين، تحولت العلاقة الأنجلو الروسية إلى عدة مفارقات، ففي الوقت الذي ضُربَت فيه العلاقات الرسمية ووصلت لأعماق جديدة، نتيجة عمليات التجسس والقتل، إلا أن أموال أعداد هائلة من الروس كانت بمثابة الفيضان للغرب، وكانت لندن بمثابة المنزل الثاني المفضل لديهم. الرياضة كانت أولمبياد سوتشي الشتوية في عام 2014 انتصارا لبوتين الذي كان قد سعى بقوة لاستضافة هذا الحدث. وفازت روسيا برصيد 13 ميدالية ذهبية، ولم تسجل أية خروقات أمنية أو مواقف تنظيمية محرجة. الفساد رغم حملة الدولة ضد الفساد، فقد فشل بوتين في تجنب الاتهامات بأنه غير شريف.ففي عام 2014، وصلت روسيا المرتبة 136 من أصل 175 في مؤشر مدركات الفساد لمنظمة الشفافية الدولية، بانخفاض من 127 في عام 2013 و133 في عام 2012. على الرغم من قلة المعلومات المتاحة عن ثروته الشخصية، يتوقع الكثيرون أن بوتين نفسه قد استفاد من فساد الدولة. القدرات العسكرية في هذا السياق ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن الجيش الروسي وصل خلال الأشهر الماضية لأرفع مستويات التأهب، وحصل على الأسلحة والمعدات الأكثر حداثة منذ تولي بوتين السلطة في روسيا في عام 2000. ووصل عدد أفراد الجيش الروسي إلى 766 ألف فرد، بالإضافة إلى 2.5 مليون من جنود الاحتياط. تنفق روسيا الآن نسبة مئوية أعلى من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش أكثر من الولاياتالمتحدة، وخصصت رقما قياسيا 81 مليار دولار في عام 2015. الإعلام الجديد وجدت وسائل الإعلام المستقلة نفسها تعاني وتسعى من أجل البقاء، خاصة بعدما وقّع بوتين قرار تصفية وكالة "نوفوستي" الروسية وإذاعة "صوت روسيا" ودمجهما في وحدة إعلامية أطلق عليها اسم "روسيا سيغودنيا" أي "روسيا اليوم"، وأهم ما سيميّز الوحدة الإعلامية الجديدة هو "الولاء للوطن" وتمجيده، وهو ما يبرّر تعيين ديمتري كيسليوف، الإعلامي المُمجّد والمخلّد للسطة الحالية والشهير بنظريات المؤامرة المعادية للولايات المتحدة.