الشرايين التاجية هي أول شرايين تخرج من الشريان الأورطي بعد خروجه من القلب وهي الشرايين التي تغذي عضلة القلب ويستطيع ان نشبهها بصراف البنك حيث إن القلب هو البنك يضخ الدم بكميات كبيرة إلى جميع اجزاء الجسم، ولكنه كعضو من اعضاء الجسم يحتاج إلى دم له لتغذيته تماما كما يحتاج الصراف إلى راتبه الشهري رغم انه يوزع الملايين وإذا ضاقت هذه الشرايين التاجية عبر السنين يشعر القلب بألم وهو ما يسمى بالذبحة الصدرية وهو الم يشعر به المريض سواء على هيئة كتمة أو اختناق أو ألم يسمع في الكتف والذراعين ويزول الألم عند توقف المجهود أو عندما يضع المريض القرص الذي يوسع الشرايين تحت اللسان ولكن إذا تكونت جلطة ونتج عنها انسداد مفاجئ بالشريان التاجي فإن هذا الجزء من عضلة القلب ما يسمى باحتشاء عضلة القلب وإذا حدث ان دخل المريض إلى العناية المركزة خلال أربع ساعات من حدوث تلك الجلطة فإنه يمكن ان يأخذ دواء مذيباً للجلطات مما يفتح الشريان ويعود المريض تقريبا إلى طبيعته. ويقول الدكتور محمد نصر أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب القومي إن آلام احتشاء عضلة القلب أو جلطتها تحدث ألماً شديداً بسبب الاختناق ويبقى مدة طويلة ولا يختفي بالراحة او بالقرص بسهولة فإذا ما حدثت تلك الأعراض فإن المريض يحتاج لتدخل طبي في بعض الحالات ويتم عمل قسطرة فورية بواسطة استشاري القلب الباطنيين وليس الجراحين ولذلك يقومون بعد ذلك بتوسيع الشريان المسدود ووضع دعامة إذا لم يحدث ذلك في نفس اليوم ويستحسن ان يأخذ المريض العلاج وبعد اسبوع يتم عمل القسطرة والنظر في مدى الحاجة إلى توسيع الشريان التاجي بالبالون مع وضع دعامات أو إجراء جراحة ترقيع للشرايين التاجية وهناك شريانين تاجيين الشريان التاجي الأيمن والشريان التاجي الأيسر ويتفرع من الشريان التاجي الأيسر الشريان الأمامي النازل ما بين البطينين والشريان الخلفي ويسمى الشريان الأمامي النازل الشريان صانع الأرامل أو صانع الأيتام لان الانسداد المفاجئ قد يؤدي إلى الوفاة، وتتلخص عملية ترقع الشرايين التاجية في إيجاد ماسورة توصيل الدم إلى ما بعد الانسداد على الشريان أي نضع كوبري فوق الشريان وتلك الماسورة هي شريان او وريد نأخذه من جسم المريض نفسه ونزرعه على الشريان التاجي لتوصيل الدم إلى ما بعد الانسداد فاذا كانت هذه الماسورة أو العضلة كما نطلق عليها شريان مثل الشريان الثديي الأيسر الذي نقطعه وبدلا من ان يستمر إلى الحجاب الحاجز نزرعه على الشريان التاجي ما بعد الانسداد أما إذا استخدمنا وريد من الساق فاننا لابد بعد زراعة الوريد على الشريان التاجي ان نزرعه على الشريان الأورطي نفسه ليصل الدم إلى عضلة القلب . ويضيف الدكتور محمد نصر لكي يجرى هذا النوع من جراحات القلب لابد في معظم الحالات من قدرة القلب على تحمل استخدام جهاز القلب والرئة الصناعي أثناء فترة توقف القلب ولكن في 29% من الحالات فإننا نستطيع ان نظهر الشرايين دون استخدام القلب الصناعي أثناء نبض القلب وهو ما يسمى بجراحة القلب النابض وفي تجربتي اليومية أقوم بإجراء حالات القلب النابض للشريان الأمامي النازل أو فرعه المنعطف والشريان التاجي الأيمن، أما الشريان الخلفي فإنني شخصيا لا أفضل إجراء عملياته على قلب نابض لانه يتطلب قلب القلب مما يحدث أثنائه هبوط في الدورة الدموية لان هناك بعض الجراحين يقومون بإجراء هذا النوع من الجراحات ولكن قد تعرض المريض لبعض الخطر أما الشريان الأمامي النازل والمنعطف الأيمن فلا خوف من إجراء عملياتهم بطريقة القلب النابض . ويرى الدكتور محمد نصر ان الأهم من إجراء الجراحات هو الوقابة من أمراض الشرايين التاجية وأول خطوة في العلاج الامتناع عن التدخين وضبط نسبة السكر في الدم وضبط نسبة الضغط وإجراء تمارين رياضية يومية مثل المشي ويراعي ان يكون المجهود متدرجاً تدرجا طرديا وعلاج الأسنان من البؤر الصديدية وغسل الاسنان بعد الإفطار والعشاء حيث إن البكتيريا الموجودة في الفم تدخل تيار الدم ثم تهاجم اللوحة المتكلة على جدار الشريان وتسبب التهاباً ينتج عنه جلطة تسد الشريان ولذلك علاج الأسنان وغسلها يوميا سوف يتفادي الشخص الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.
