« القلب « عضلة الحياة والنبض للإنسان فمنها يخرج الدم لكل أعضاء الجسم ومنها تبدأ الذبحات والجلطات التى قد تودى بحياة الإنسان أو على أقل تقدير تجعله عليلاً، حيث من المعروف أن اكثر من 50% من حالات الوفاة فى مصر ترجع الى أمراض القلب والشرايين، خاصة الشريان التاجى. وفى هذا السياق أكد الأستاذ الدكتور: ياسر محمد منيسى أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب جامعة القاهرة أن قصور الشريان التاجى عبارة عن ضيق أو انسداد فى الشرايين التاجية ويحدث ضيق الشريان بسبب تصلبه أى أن الشريان يفقد مرونته وتترسب فيه الدهون والألياف مما يعيق مجرى الدم. ويظهر المرض على صورتين: الذبحة الصدرية و جلطة القلب. وأوضح أستاذ جراحة القلب أن الذبحة الصدرية مصطلح يطلق على ألم يحدث فى صدر الإنسان بسبب نقص وصول الدم الى عضلة القلب. حيث تعمل عضلة القلب كمضخة لتوصيل الدم إلى جميع أنحاء الجسم وتحصل عضلة القلب على ما تحتاجه من طاقة لأداء تلك المهمة عن طريق الدم الذى يصلها عن طريق الشرايين التى تغذيها وعددها اثنان تسمى بالشرايين التاجية، مشيرًا إلى أن الذبحة هى الأعراض التى تحدث للمريض عند نقصان الدم السارى فى الشرايين التاجية والناتج عن عدم التوازن بين استهلاك القلب للغذاء ونسبة وصول الغذاء. وأضاف: أما جلطة القلب فهو مصطلح طبى يعنى موت جزء من انسجة القلب و تحدث الجلطة نتيجة لانسداد كلى لأحد الشرايين التاجية بجلطة، فينقطع الدم عن جزء من أنسجة القلب و بالتالى يؤدى الانسداد الى موت الجزء الذى كان يتغذى عن طريق هذا الشريان الذى أصيب بالانسداد. و بعد فترة يتحول هذا الجزء من نسيج القلب الى انسجة متليفة، فإذا كان هذا الجزء صغيرا (انسداد شريان صغير الحجم) فإن المريض يعود بعد فترة من الراحة و العلاج تدريجيا لممارسة حياته بشكل أقرب ما يكون الى الطبيعى مع بعض الاحتياطات, أما إذا كانت مساحة الجزء المتأثر كبيرة (انسداد شريان او فرع رئيسى) ، أو كان مكان الإصابة هاما وحساسا فمن الممكن أن تحدث مضاعفات خطيرة. وأشار الدكتور منيسى إلى أن المصاب بأعراض الجلطة يشكو من ألم شديد فى الصدر، ويمتد عادة إلى الذراع الأيسر ، وقد يكون مصحوبا بغثيان أو ضيق فى التنفس و عرق غزير أو إغماء وقد يبدو المريض شاحبا. ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى التأكد بواسطة رسم القلب الكهربائى وإجراء تحليل لإنزيمات القلب فى الدم. وأكد الدكتور منيسى ضرورة سرعة نقل المريض المشتبه بإصابته بجلطة القلب إلى المستشفى، لأن سرعة نقله تزيد من فرص إمكانية إذابة الجلطة ومن ثم سرعة إنقاذه وبعدها يدخل المريض إلى غرفة العناية المركزة ليكون تحت الرقابة المكثفة لمدة 24 ساعة على الأقل. وحول الأسباب التى تؤدى الى قصور فى الشريان التاجى قال دكتور أستاذ القلب: إن من أهمها ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر و معدلات الدهون وكذلك التدخين والسمنة والوراثة. وعن جراحات القلب المفتوح قال الدكتور منيسى: عمليات القلب المفتوح تجرى لتوصيل الشرايين التاجية حيث يتم استخدام جهاز يسمى ماكينة القلب و الرئتين يؤدى وظيفة قلب ورئة المريض أثناء إجراء العملية المطلوبة و هذا الجهاز يسمح للجراح بإيقاف قلب المريض عن طريق بعض العقاقير الخاصة مع استمرار و دوام إمداد باقى أجهزة الجسم الحيوية بالدم و الأكسجين و ضمان عدم انقطاع دوران الدم فيها و هذه الجراحة يجرى منها حوالى مليون عملية جراحية فى القلب سنوياً على مستوى العالم و آثاراها الجانبية و مضاعفاتها تمثل حوالى 1% لبعض العمليات الخاصة مشيرًا إلى أنه بعد انتهاء الجراح من إجراء العملية يقوم بإعادة تشغيل عضلة القلب بواسطة عقاقير أخرى. وأخيرًا أكد دكتور ياسر على ضرورة عدم الإفراط فى تناول السكريات والدهون و المحافظة على الوزن المثالى وكذلك ممارسة الرياضة بانتظام وأيضا الإقلاع عن التدخين والبعد عن التوتر.