أعلن المشاركون في اللقاء التأسيسي لملتقى "شقائق" من الباحثين والأكاديميين وعلماء شريعة" إطلاقهم مبادرة لتحفيز الإنتاج المعرفي في الكليات المختلفة التابعة للأزهر الشريف لدراسة قضايا المرأة من منظور إسلامي، بحيث يمكن لطلبة الدراسات العليا نيل درجتي الماجستير والدكتوراه في هذا المجال. جاء ذلك خلال اللقاء التأسيسي لملتقى "شقائق" للنسوية الإسلامية الذي أطلقه مركز "نون" لقضايا المرأة والأسرة بالتعاون مع المعهد السويدي بالإسكندرية ومكتبة الإسكندرية الذي اختتم فعالياته وناقش على مدار ثلاثة أيام حقوق المرأة من منظور إسلامي، وشارك في النقاشات مجموعة من الباحثات النسويات والناشطات في مجال قضايا المرأة من أكثر من عشر دول عربية، إضافة إلى علماء وأساتذة من الأزهر الشريف، وأعلنوا خلال اللقاء تأسيس الملتقى الذي يعد أول رابطة تجمع العاملين في مجال النسوية الإسلامية في العالم العربي. وأوصى المشاركون في الملتقى، الذي عقد مؤتمر بعنوان "النساء والمجال العام.. رؤية إسلامية معاصرة" خلال جلسته الختامية بضرورة إصدار موقع إلكتروني لملتقى "شقائق" يتم من خلاله توفير الأبحاث المنشورة في مجال النسوية الإسلامية داخل وخارج الوطن العربي، كذلك يتيح للطلبة والباحثين المراجع الأكاديمية في هذا المجال الجديد، كما طالبوا بأن يتبنى الملتقى توفير مصادر بحثية وباحثين وباحثات كمصادر صحفية للإعلاميين تساعدهم في الكتابة في موضوعات حقوق المرأة من منظور إسلامي. بينما طالب الدكتور محمد سالم أبو عاصي – عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر – بأن: "يقوم الملتقى بتشكيل لجنة من كل من الباحثات النسويات وعلماء الأزهر تقوم بتحديد القضايا والموضوعات التي تحتاج إلى الإنتاج البحثي والمعرفي لتقوم بتقديمها إلى جامعة الأزهر الشريف والجامعات العربية ليسجل فيها الطلبة رسالات الماجستير والدكتوراه"، مؤكداً على أن: "القرآن خطاب مفتوح للجميع لا يوجد فيه خطاب نسوي أو ذكوري؛ فالاجتهاد في تفسيره حق مكفول للجميع". ومن جانبها أكدت هالة عبدالقادر – مديرة المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة – على استعداد مؤسستها لعقد ورش عمل للجمعيات الأهلية يناقشون خلال مشكلات المرأة في مصر والوطن العربي وكيف يمكن لإعلان الإسكندرية حول حقوق المرأة في الإسلام الصادر في مارس 2014 أن يسهم في حل هذه المشكلات، ليكون هذا أول خطوة لتبادل الخبرات بين الجمعيات العاملة في مجال المرأة في الوطن العربي، وهو أحد الأهداف التي وضعت لملتقى "شقائق" ويسعى مركز نون لتحقيقها. كما أوصى المشاركون بضرورة العمل على تراكم الإنتاج المعرفي والأكاديمي في مجال النسوية الإسلامية وذلك من خلال تشجيع شباب الباحثين في مختلف جامعات الوطن العربي على دراسة قضايا المرأة من منظور إسلامي، ومن جانبه اقترح د. عاصم حفني - أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ماربورج بألمانيا - أن يتوسع مشروع ملتقى "شقائق" إلى مركز للدراسات النسوية الإسلامية يحصل على اعتراف المجلس الأعلى للجامعات ليكون جهة مرجعية للباحثين في هذا المجال. كان المؤتمر ناقش خلال يومه الأول التحديات التي قد تواجه عمل "شقائق" كرابطة تسعى إلى أن تجمع بين تيارات وفئات مختلفة من العاملين في مجال قضايا المرأة؛ ومن هذه التحديات طبيعة مصطلح "النسوية الإسلامية" الذي يعتبر جديداً سواء بين العاملين في الحقل الأكاديمي أو النشطاء، كذلك كيفية حماية هذا الكيان الوليد من التأثر بما يحدث في مختلف بلدان الوطن العربي الآن من تحولات وصراعات سياسية، إضافة إلى تحدٍ خاص بنشر المفهوم والعمل عليه ليتحول إلى حركة مجتمعية تميز طبيعة نشأتها العربية ورؤيتها الإسلامية. واستعرض المؤتمر خلال يومه الثاني أوراقاً بحثية عدة من دول عربية عدة حول موضوعات مثل مشاركة المرأة المسلمة في المجتمع، وأصل مفهوم المجالين الخاص والعام الذي حصر وجود المرأة لقرون داخل دورها المنزلي، وأوراق أخرى عن الحجاب والاختلاط. كما عرضت المشاركات لتجارب عدة مثل تجربة منتدى الزهراء للمرأة المغربية الذي يجمع تحت مظلته 106 جمعية أهلية تعمل في مجال قضايا وحقوق المرأة، كذلك عرضت د. نادية الشرقاوي – عضو الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب – لتاريخ تمكين المرأة المغربية في المؤسسات الدينية الذي وصل إلى تقلدها مناصب الفتوى وعضوية أكبر الهيئات الدينية في المملكة، ومن تونس عرضت د. منجية السوايحي – أستاذة التعليم العالي بجامعة الزيتونة – لتجربة المرأة التونسية وكيف تطور وضعها لتتفوق نسب تعليم الإناث الآن عن الذكور في بعض المراحل التعليمية، كما تمكنت المرأة في تونس من الوصول لأعلى المناصب في الجامعات وفي المؤسسات الدينية فتشارك المرأة في تقديم دور الوعظ والإرشاد داخل المساجد. واتفق المشاركون على أنه على رغم التقدم الذي تحقق للمرأة في بعض المجالات إلا أن الوضع على أرض الواقع يؤكد أنه مازالت هناك الكثير من المفاهيم المنسوبة خطأً للدين الإسلامي تتحكم في سلب النساء كثيراً من حقوقهن المشروعة؛ وهو ما يؤكد لى الحاجة الماسة لكيان مثل "شقائق" ليعلن هشام جعفر – رئيس مجلس أمناء مؤسسة مدى – عن وضع خطة تتضمن أنشطة للشبكة لمدار ثلاث سنوات مقبلة على أن يعقد الملتقى لقاءً ثانياً في نهاية العام الجاري في إحدى الدول العربية.