عيد تحرير سيناء كلمات مليئة بالفرح لكنها ربما لاتذكر إلا وتذكر معها الجراح والآلام التى عاناها الشعب المصرى خلال فترة احتلالها، ليصبح يوم تحريرها تهوين للهموم ومداواة للجراح، فبعد فقدان الكثير من الشهداء والأبطال جاء يوم ،25/4/1979 يوم التحرير ، ليرد إلى المصريين كرامتهم، وترفع أعلام مصر على أرض الفيروز من جديد. تحتفلُ مصرُ كل عام بيوم 25 إبريل ذكرى تحرير سيناء والجلاء الكامل للقواتِ الإسرائيليةِ عنه ، و استرداد آخر شبر من أراضيها وهي مدينة طابا من أيدى اليهود. وهو من الأيام التي تتعطل فيها الدوائر الرسمية والمصالح الحكوميه المصرية، ويعتبر يوم عطلة رسمية لكافة المواطنين المصريين بكافة أطيافهم. قصة كفاح ظلت كثيرا حتى نال الشعب المصرى حريته واسترد أرضه كانت الخطوات الأولى على طريق التحريربعد أيام معدودة من هزيمة 1967 قبل أن تندلع الشرارة بأكثر من ست سنوات حيث شهدت جبهة القتال معارك شرسة كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية وبدأت مرحلة الصمود التى امتدت حتى سبتمبر 1968 بمعارك رأس العش ثم تدمير المدمرةإيلات، لتبدأ مرحلة الردع التى استمرت حتى مارس 1969 استهلتها القوات بأعمال تعرضية لمنع قوات العدو من تقوية دفاعاتها على الضفة الشرقية للقناة. بدأت مرحلة الاستنزاف من مارس 1969 حيث تطورت الاشتباكات و تصاعدت حدتها وزادت دوريات العبور إلى الضفة الشرقية للقناة وفرضت قواتنا حربا طويلة الأمد على القوات الإسرائيلية لاستنزاف مواردها و قوتها البشرية بعد ارتفاع معدلات خسائرها فى الأفراد والمعدات، واستمرت مشاهد البطولة حتى عام 1973 بحرب العبور المجيدة، حيث تجلت أعظم ملاحم الشجاعة والفداء في حرب خاضتها مصر كلها قلبا وقالبا فى مواجهة إسرائيل، وانطلقت أكثر من 220 طائرة إلى سيناء مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد في تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية مستهدفة محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. ومنذ هذا النصر قضت مصر على أسطورة الجيش الذي لا يقهر باقتحامها لقناة السويس أكبر مانع مائي واجتياحها لكامل نقاط خط بارليف واستيلائها خلال ساعات قليلة علي الضفة الشرقية لقناة السويس بكل نقاطها وحصونها، ثم إدارتها لقتال شرس في عمق الضفة الشرقية وعلي الضفة الغربية للقناة، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذي عقد بعد الحرب في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة السادات التاريخية في نوفمبر 1977 م وزيارته للقدس. كانت المفاوضات السياسية على الأرض هى المرحلة حيث تدخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءا من يوم 22 أكتوبر عام 1973م. قبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، وتوقف القتال تماما بعدما أدركت إسرائيل أنها خسرت المعركة وأن الجيش المصري متمسك بمواقعه التي حررها من إسرائيل. ووافقت إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار والدخول فورا في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات وتوقفت المعارك في 28أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء اكتمل تحرير الأرض بمسيرة صعبة وطويلة للسلام، تم فيها الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات للوصول إلى تسوية دائمة فى الشرق الأوسط و فى 11 نوفمبر 1973 تم التوقيع على الاتفاق الذى تضمن التزاما بوقف إطلاق النار ووصول الإمددات اليومية إلى مدينة السويس وتتولى قوات الطوارىء الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى. واعتبر هذا الاتفاق مرحلة افتتاحية هامة فى إقامة سلام دائم وعادل فى منطقة الشرق الأوسط إلى أن تم الاتفاق على الخروج الكامل للقوات الإسرائيلية من أرض سيناء فى يوم 25/4/1979 يوم تحرير سيناء.