ما نشر فى صحيفة «إزفيستيا» الروسية منذ يومين حول القمر الصناعى الثانى لمصر يبدى القلق وينذر بالشؤم، فقد أكدت الصحيفة أن مصر فقدت الاتصال بالقمر الصناعى الثانى نايل سات 2، الذى تم إطلاقه يوم 16 أبريل العام الماضى من قاعدة بايكونور بكازاخستان. الصحيفة الروسية ذكرت أن الخبراء الروس من مؤسسة «إنيرجيا» لإطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ يحاولون الاتصال بالقمر، ولكنه يرفض الاستجابة للتعليمات والدوران فى مداره بعد أقل من عام منذ إطلاقه، حيث فقد التحكم فيه يوم 14 أبريل. وأشارت الصحيفة الروسية نقلًا عن رئيس تحرير مجلة «نوفستى كوسمونافتيكى» إيجور مارينين، إلى أن السبب الرئيسى لفقدان القمر الصناعى المصرى قد يرجع إلى العامل البشري، فمثل هذه الحالات تحدث عندما يتم إعطاء القمر أوامر خاطئة تؤدى لفقدان الجهاز، والسبب فى فقدان الاتصال بالجهاز هو تصرفات الموظفين، وإدارة القمر». هذا الخبر بتفاصيله كما سبق وقلت يعد نذير شؤم، لماذا؟، لأن مصر فقدت منذ فترة قصيرة سيطرتها على أول قمر خاص بالاتصالات والتصوير، وضاع القمر فى الفضاء وضاعت معه أحلامنا وآمالنا الأمنية والعلمية والجيولوجية والاستخباراتية. واليوم، إذا صح ما نشرته الصحيفة الروسية، مصر تفقد القمر الثانى، والذى قيل إنه يتمتع بإمكانيات عالية للغاية للاستشعار عن بعد، ونشر أن دقة التصوير فيه كانت تصل إلى 1 م ب(الأسود والأبيض) متعدد الأطياف، وكانت هناك آمال كبيرة فى استخدام هذا القمر فى مراقبة الحدود، وتوقع الكوارث الطبيعية، وفى الاتصالات. وفقدان هذا القمر(إن صح الخبر) يعنى ان العيب فى الإدارة المصرية للقمر، وأن المسئولين عن تشغيله أدخلوا، حسب العلماء الروس، بيانات خاطئة تسببت فى خروج القمر عن السيطرة وفقدان الشعب المصرى له، ويعنى كذلك أن الحكومة المصرية قد أخطأت فى ترك إدارة القمر بيد مجموعة غير مؤهلة علميا، حيث إنها لم تستوعب التدريبات التى تلقتها من الخبراء الروس، وغير مستبعد ان تكون هذه المجموعة هى التى تسببت فى فقدان مصر للقمر الصناعى السابق. ما يثير القلق فى هذه الواقعة هو ان تكون هناك بعض الدول وراء خروج القمر عن السيطرة، وذلك باستخدام تقنيات عالية فى اقتحام بيانات القمر والسيطرة عليه وتغذيته بمعلومات تخرجه عن السيطرة، بهدف حرمان مصر من استخدامه فى العمليات الاستخباراتية أو مراقبة الحدود. رئاسة الجمهورية وليس الحكومة مطالبة بأن تطمئن الشعب عن حالة القمر الصناعى الثاني، وأن توضح لنا مدى كفاءته وكفاءة الفريق المصرى الذى يقوم على إدارته وتوجيهه والتحكم فيه، كما أن رئاسة الجمهورية مطالبة بأن تجيب لنا فى حالة صحة خبر الصحيفة الروسية على السؤال التالى: من المسئول عن فقدان مصر للقمر الصناعى الثانى: إهمال الفريق المصرى وقلة خبرتهم أم أننا فقدناه بفعل فاعل؟، وهل الفاعل فى مصر أم فى دولة أخرى؟.