تناولت مجلة "فورين بولسي" الأمريكية في تقريرها الصادر اليوم علي موقعها الألكتروني مستقبل العلاقات الإيرانية التركية، قائلة:" أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" شرع في إنشاء علاقة وطيدة مع إيران، إلا أنه الآن، ورغم مصافحة الأيدي والابتسامات فإنه يجد نفسه في مواجهة الجمهورية الإسلامية في حرب إقليمية. وقالت المجلة أن أردوغان لم يتوقع خلال زيارته للعاصمة الإيرانية "طهران" عقب توقيع اتفاقية إطار بخصوص الملف النووي الإيراني أن العنوان الرئيسي لإحدى الصحف الإيرانية سيكون: "دون كيشوت العثماني في طهران"، في إشارة إلى شخصية روائية تظن نفسها بطلا وهي واهمة، ولكن هذا هو الترحيب الذي حظي به "أردوغان" خلال زيارة رسمية هذا الأسبوع إلى طهران. عودة العلاقة بين تركياوإيران ذكرت الصحيفة أن تركيا كانت في مطلع الدول التي حاولت التوسط لعقد اتفاق بين إيران والقوى العالمية بخصوص برنامج طهران النووي، وبعد عقود من العلاقات المتوترة بين البلدين قامت حكومة "أردوغان" بالسعي لمصالحة مع إيران عام 2010 عندما قامت أنقرة والبرازيل بالتوسط لعقد اتفاق يتم بمقتضاه إرسال احتياطي إيران من اليورانيوم إلى تركيا ومقايضته بالوقود النووي، ومن ثم تحجيم مخزون طهران من اليورانيوم المخصب الذي تخشى الدول الغربية من احتمالية استخدامه في صنع قنبلة نووية، ولكن الاتفاق قوبل بالرفض من الولاياتالمتحدة وباء بالفشل في نهاية المطاف. وأوضحت المجلة أنه بعد عدة أسابيع قامت تركيا بصفتها عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حينها بالتصويت ضد قرار اقترحته واشنطن بفرض عقوبات إضافية على برنامج إيران النووي، الأمر الذي دفع الدول الغربية بالإضافة إلى إسرائيل والسعودية باتهام تركيا بالتخلي عن حلفائها التقليدين في سبيل كسب ود التيار الإسلامي الشرقي. التوتر يعود بين تركياوإيران قالت المجلة أن حكومة حزب العدالة والتنمية توجه عدة انتقادات لكونها انضمت لدول "المحور السني" ضد إيران، وتحالفت مع السعودية ودول الخليج الأخرى ضد الأطراف التي تدعمها إيران في سوريا واليمن. وأكدت أن هناك العديد من المخاوف بشأن دور الأيديولوجيا في صنع السياسة الخارجية التركية، مشيرةً إلي أن التوترات بين تركياوإيران بسبب الصراعات التي صدعت نسيج الشرق الأوسط هي أمر واقع جدا، بل قد يعزى إليها مستوى الترحاب الفاتر الذي لاقاه "أردوغان" هذا الأسبوع في طهران. رؤية طائفية وأشارت الصحيفة إلي ما قاله "أردوغان" فى مؤتمر صحفى مشترك على الهواء مباشرة على شاشات التليفزيون «إن المنطقة تشتعل، وأنا لا أنظر وفق رؤية طائفية، ولايهمنى سواء الشيعة أو السنة، ما يهمنى هم المسلمون، ويجب علينا التوحد ومنع القتل وسفك الدماء. . وقال "روحانى" أنهم ( أردوغان + روحاني) قد تحدثا عن العراقوسوريا وفلسطين وكانت هناك "مناقشة شاملة" بشأن اليمن، وأيضا لشائر النقاط المشتركة، على حسب قوله، وقال أيضا "يجب علينا أن نشهد نهاية الحرب وسفك الدماء فى اليمن فى أقرب وقت ممكن". وأكدت الصحيفة أن إيرانوتركيا على خلاف بشأن الصراعات المحادة فى المنطقة. فى طريقه إلى العودة من طهران تحدث "أردوغان" عن السياسة الطائفية لإيران كمصدر للمشاكل فى المنطقة، مسلطا الضوء على الجرائم التى ترتكب فى العراقوسوريا، قائلًا "أكبر مخاوفى هو التعصب الطائفى". ونبهت الصحيفة إلي أن كلا الطرفين متعبين من عدم الإتفاق بشأن تلك القضايا، وقبل أسبوع من زيارته إلى طهران لم يتمكن «أردوغان» من السيطرة على تصريحاته عندما دعم الحملة العسكرية فى اليمن، ووصف جهود إيران للهيمنة على الشرق الأوسط بالتي "لا تطاق"، وطالب طهران ب"سحب" أى قوات لها بما فى ذلك انسحاب الحوثيين في اليمن ، وكذلك فى سورياوالعراق واحترام سلامة أراضيهما".