فقد الأستاذ جاد يوسف المدرس بالمدرسة الإعدادية بقرية الناصرية بمركز بنى مزار بالمنيا كارت ميمورى.. عثر عليه من عثر وشوهد عليه مقطع فيديو لخمسة طلبة بالإعدادى والثانوية يعقبون على سلوكيات تنظيم داعش بالنقد... اعتبر من اعتبر أن تلك التعقيبات إساءة للدين الإسلامى، وذلك لما شاهدوه بالكارت ويقال إن المقطع لا يتجاوز 30 ثانية... حدث نوع من الإثارة والتهييج الطائفى وقام البعض بقذف منازل التلاميذ بالطوب والحجارة... تدخل الأمن فقام بالقبض على الأستاذ جاد وتم تحويله للنيابة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق كما قبضت الشرطة على الطلبة وبينهم قصر لتهدئة غضب المتشددين الذين تجمهروا بالقرية... الأقباط بالقرية ناقمون لعدم القبض على الذين اعتدوا على المنازل وأيضاً القبض على قصر... وجدير بالذكر أنه قد تم الاعتداء أيضاً على كنيسة الملاك ميخائيل بالقرية وتكسير نوافذها وحدثت بالطبع عمليات كر وفر بين الجانبين وتمت السيطرة الأمنية عليها فى وقت متأخر... وقد تم هذا يوم الجمعة الماضى. هذه الرواية المدهشة المؤسفة عن فقدان كارت ميمورى... والعثور عليه من البعض وفتحه ومشاهدة ما فيه... تلك الوقائع فى حد ذاتها غاية فى الغرابة... وما هو هذا المقطع المصور لعشرين ثانية ويحتوى على أى مادة مثيرة للعنف والاعتراك الطائفى... وكيف تم تحديد ملكية هذا الكارت للأستاذ المتهم... ولا أستطيع أن أتفهم معنى هجوم البعض على منازل التلاميذ وعلى الكنيسة... فهل من الطبيعى أنه كلما حدثت إساءة بشكل أو بآخر «على فرض أن المشهد المعروض به إساءة» يتهيج من يشاء ويذهب ليدمر ممتلكات من يعتقد أنهم السبب فى تلك الإساءة المعنوية... ما هى حدود التسلط والاستبداد فى الانتقام وما هى مشاعر الطرف الآخر فى تحمل الإهانة والعنف... وما هى الآثار المترتبة على ذلك الكيد والغل المتبادل؟... والمؤسف أن يحدث هذا فى يوم الجمعة العظيمة فى أسبوع الآلام لأعياد الإخوة المسيحيين وبالطبع لن أزيد بالحديث عن السائد بين التلاميذ المسيحيين وصرفهم سريعاً من المدارس والشعور بالتهديد فى ظل أجواء التحريض وقد زادت مطالب المتشددين بضرورة تهجير أسر الأقباط للتلاميذ المسيحيين... فهل هناك شعاع أمل فى نفق الطائفية المظلم؟. أما فى قرية الجلاء مركز سمالوط فقد شبت اشتباكات بين سائق سيارة لإيصال فتيات مسيحيات للمدرسة وشاب اتهمه السائق بإلقاء طوب تجاه السيارة وقامت على أثرها اشتباكات أخذت شكلاً طائفياً أصيب فيه «11» من الطرفين وتأتى تلك المشاجرة على خلفية احتقان طائفى موجود جراء مشروع أقباط القرية فى إحلال مبنى كنيسة القرية المتهالك فى مواجهة اعتراض بعض المتشددين بالقرية... وقد تم حبس 35 على ذمة الأحداث. ويأتى هذا متزامناً مع الاعتداء المريب الذى تعرضت له كنيسة قرية العور فى نهاية شهر مارس حيث هبت تظاهرة المتشددين بالقرية وآخرين من قرى مجاورة اعتراضاً على إقامة كنيسة بالقرية تحمل أسماء الأقباط الذين قتلوا بليبيا حيث إن هناك 13 منهم من قرية العور وهاجم المتظاهرون كنيسة القرية وأصيب 10 أفراد وتمكنت أجهزة الأمن من السيطرة على الموقف متأخراً وألقى القبض على سبعة متهمين... ومازلت لا أفهم ما قضية الهجوم على الكنائس كلما حدث تجديد أو توسعة أو دعوة لإنشاء كنيسة وهذا ليس جديداً على المنيا وهو أمر يكشف بوضوح حجم التراجع الذى أحرزناه عبر العقود الستة الماضية! ليس هذا فقط هو ما يحتل شاشة الحدث دينا ونحن نحتفل بعيد شم النسم العيد المصرى الذى يجمع كل المصريين... ويستقبل الجميع بالبشر والسعادة... ولكن ابنى مبارك احتلا الشاشة بكاملها لأسباب غير مفهومة على أثر ذهابهما لعزاء والدة الأخوين بكرى بعمر مكرم ولا أظن أن نقل هذا الحدث ونشره على نطاق واسع تم بصورة عفوية... ولكن هذا كان أمراً متعمداً لصناعة أمر واقع جديد يصبح قبوله عادياً... واستقبل المصريون تلك الصور بامتعاض وضيق بالغين... بل كان الأمر محفزاً لدى الأغلبية بالدعوة لإعادة محاكمة مبارك وعائلته ونظامه محاكمة سياسية حتى ينالوا ما يستحقونه وما قد أفلتوا منه طبقاً لمحاكمتهم بالقوانين العادية!! فى تمثاله الشهير رياح الخماسين جسد مختار روح المقاومة فالفلاحة المصرية تمسك بعباءتها وطرحتها فى مواجهة رياح الخماسين العاتية وتتحرك الى الأمام بخطوة متزنة راسخة فجاءت كتلة التمثال راسخة بغير صمت تحمل حراك التقدم والانتصار الواثق... وهكذا تأتى وتهب علينا تلك الرياح الخماسينية من جهل وظلام وطعنات غائرة فى كتلة التماسك الوطنى وروح وإرادة التغيير والتقدم، ولكن المصريين قادرون بروح ثورتهم المجيدة على مواجهة خماسينيات التخلف اللافحة وأفخاخ الثورة المضادة... إرادة التغيير سوف تنتصر على رغبات الاستبداد التسلط وجحافل الظلام والتخلف.... مصر التقدم والتسامح والحرية سوف تنتصر.