بورسعيد التى رفضت الاستعمار من قبل وواجهت قوات الاحتلال البريطانى هى بورسعيد التى تصدت للعدوان الثلاثى، وهى بورسعيد التى رفضت وجود تنظيم الإخوان الإرهابى فى السلطة، هى بورسعيد التى تحتفل كل عام على طريقتها بأعياد الربيع وشم النسيم ولكن بطريقة تختلف عن باقى محافظات الجمهورية. ابتدعت بورسعيد "اللنبى" أو كما يطلق عليه البورسعيدية لقب "الألمبى" وهى دمية مصنعة من القماش والخيش تعلق بالشوارع وتجسد فيها شخصيات تسئ للمجتمع المصرى والبورسعيدى، ويقوم الأهالى بإحراقها وسط احتفالات كبرى على أنغام السمسية والكرنفالات الشعبية التى يحضرها زوار المدينة الباسلة ، وفى هذا العام أقامت عائلة خضير البورسعيدى التى تفننت فى هذا الإبداع كل عام بتجسيد دمية اللنبى على الدواعش الذين يقتلون الأبرياء ويضعون الإسلام "شماعة" لأعمالهم الإجرامية التى ليس لها علاقة بالإسلام . حكاية تاريخية يرجع إسم اللنبى لقائد القوات البريطانية فى بورسعيد Edmund Allenby والذى تصدى لأبناء المدينة الذين خرجوا فى الشوارع خلال ثورة 1919 وقد شارك البورسعيدية الشعب المصرى بالعديد من المظاهرات، وفي 9 مارس 1919 حضر الزعيم خالد الذكر سعد زغلول، ورفاقه إلى بورسعيد لتنفيذ الحكم الذي صدر بنفيهم إلى جزيرة مالطة لاستقلال سفينة من ميناء بورسعيد فتجمع البورسعيدية لوداع سعد زغلول وصحبه، فتصدت لهم بوليس القنال بتعليمات من اللورد "اللنبي" لمنعهم من وداعه، وحدثت مواجهات بينهما وانطلقت مسيرة كبرى من أمام المسجد التوفيقي يوم 21 مارس سنة 1919 وخرجت مسيرة أخرى من المسجد العباسى ويلتقيا بشارع صفية زغلول مع مسيرة الأقباط التى خرجت من كنيسة العذراء ليلتقوا جميعا في شارع محمد على وتصدت القوات البريطانية للمتظاهرين وأطلق الإنجليز الرصاص عليهم، وقتل سبعة وجُرح المئات، وكانت الشرارة الأولى لثورة كبرى كانت السبب فى الزعيم سعد زغلول ورفاقه من المنفى ، ووافق يوم 15 يونيو عام 1925 رحيل اللورد أدموند اللنبي عن بورسعيد من الميناء وكان ذلك يوافق احتفالات شم النسيم وقام شعب بورسعيد بعمل دمية كبيرة طافوا بها الشوارع والميادين أطلقوا عليها اسم "الألمبى" ورددوا الأغانى الشعبية ضده ثم قاموا بإحراقها ومنذ ذلك اليوم والبورسعيدية اعتادوا الاحتفال بهذه المناسبة ولكن لرموز الفساد .