رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن الاتفاق الإطاري بين إيران والقوى الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة حول نووي طهران، يمثل تهديدا للرئيس السوري "بشار الأسد"، ويمكن أن يفقد بسببه حليفه القوي "طهران". وقالت الصحيفة إن هذا التفاق يبدو وكأنه يعود بالمنفعة لنظام الأسد، حيث إنه من شأنه أن يرفع العقوبات الدولية المفروضة ضد إيران، وهو ما سيصب في مصلحة الأسد، نظرا للدعم الذي يصله بمليارات الدولارات من إيران، بالإضافة إلى الدعم العسكري المباشر والكبير الذي يتلقاه الأسد من أعظم قوة بالوكالة تابعة لإيران في المنطقة، ألا وهي "حزب الله" الشيعي اللبناني. ولكن يرى دبلوماسيون ومحللون أمريكان أن الاتفاق يمكن أن يحمل أخبارًا سيئة للأسد، ففي إتمام الاتفاق النووي فإن ذلك سيفتح الباب أمام تقارب أوسع نطاقًا مع إيران بشأن دورها في سوريا وما تعده إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أنشطة إيرانية أخرى تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. ونقلت عن أشخاص مطلعين على تفاصيل الدبلوماسية السورية الحالية قولهم إن إيران وروسيا، اللتان توفران الدعم الدبلوماسي والسياسي والعسكري الكبير للأسد، على استعداد لتصور حل للصراع المستمر منذ أربع سنوات في سوريا والذي كان يهدف للإطاحة بالرئيس السوري، مع حفاظهما على مصالحهما الاستراتيجية في البلاد. وأضافت الصحيفة أن إيران وروسيا تؤكدان علنا ومنذ فترة طويلة أن تقرير مصير الأسد يرجع إلى السوريين، بيد أنه في الأيام الأخيرة، كانت هناك تلميحات بأنهما قد تحتاجان إلى النظر في سيناريوهات بديلة. ونقلت الصحيفة عن خبراء سوريين قولهم: تحالف إيران مع سوريا الذي يستند إلى علاقات الرئيس الأسد وحزبه الحاكم ذي الأقلية العلوية الشيعية، أصبح مكلفا ويتعذر الدفاع عنه على نحو متزايد، مضيفة أن طهران في الوقت نفسه، تسعى لضمان مساعدة أي حكومة مستقبلية في سوريا في الحفاظ على نفوذها في العراق ولبنان. ورأت الصحيفة أنه حتى ولو كان الاتفاق النووي مع طهران يؤدي إلى إيجاد محاولات جديدة لإنهاء القتال في سوريا، فإن مثل هذا الجهد يواجه عقبات هائلة. وتؤكد المملكة العربية السعودية التي يقودها السنة أن حملتها المستمرة في اليمن هي بداية حملة جديدة لدحر توغل إيران الشيعية في العالم العربي، ولن يوافق الكثيرون داخل وخارج سوريا أبدا على أن يكون الأسد جزءا من التسوية السلمية، حتى الانتقالية، لأنهم يعدونه السبب الرئيسي للكثير من المعاناة في البلاد. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أن ثمة عقبة أخرى ألا وهي الأسد نفسه، فحتى إذا قررت إيران وحزب الله المساعدة في إخراجه من السلطة، فإن تأثيرهما عليه ليس مطلقًا.