- جارديان: أوباما يكافح لاحتواء تمرد الجمهوريين.. وفيسك: الاتفاق خبر سار للأسد.. وإيران ولدت من جديد كدولة كبرى فى الشرق الأوسط - فاينانشيال تايمز: أوباما بات جديرا بنوبل للسلام.. وروحانى أمام تحديات داخلية ضخمة.. والمتشددون يخشون «طفرة انتخابية» للإصلاحيين - نيوزويك: دعم موسكولطهران أجبر الغرب على الاعتراف بوضعها كقوة عالمية.. هافنجتون بوست: الاتفاق انتصار للأمن القومى الأمريكى فيما يبدو أنه تبيان لحسابات الربح والخسارة بعد توصل القوى الكبرى لاتفاق إطار مع إيران حول برنامجها النووى، رسمت صحف غربية تأثيرات محتملة للاتفاق، سواء بالسلب والإيجاب فى الداخل الأمريكى والإيرانى، وكذلك على موازين القوى فى الشرق الأوسط والعالم، فيما غرد بعضها بعيدا عن السرب، بالحديث عن استحقاق الرئيس الأمريكى باراك أوباما، جائزة نوبل للسلام، بعد إنجاز مهمة تحجيم قوة طهران النووية. تحت عنوان «أوباما يكافح لاحتواء التمرد الجمهورى بسبب الاتفاق النووى الإيرانى»، قالت صحيفة جارديان البريطانية إن «البيت الأبيض حاول بشدة احتواء تمرد الكونجرس (يسيطر عليه الجمهوريون) ضد الاتفاق النووى المبدئى مع إيران يوم الجمعة، وسط مخاوف من أن المتشددين فى واشنطن «يمكن أن يدمروا الاتفاق قبل أن يتم حتى الانتهاء منه». وأوضحت الصحيفة أن «الجمهوريين وبعض الديمقراطيين يطالبون بالحصول على التفاصيل الدقيقة للاتفاق الإطارى، الذى من شأنه أن يقلص إلى حد كبير برنامج طهران النووى فى مقابل تخفيف العقوبات التى شلت الاقتصاد الإيرانى». وأشارت الصحيفة إلى أن «الاتفاق قوبل فى الكونجرس بمعارضة شديدة من الجمهوريين ورد فعل فاتر من الديمقراطيين، لافته إلى وجود عدة مشاريع قوانين يمكن أن تعرقل إتمام الصفقة»، ولافته إلى أن أكثرها حظوظا فى الحصول على دعم الحزبين هو مشروع مقدم من رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، بوب كوركر، من شأنه أن يعطل رفع العقوبات عن طهران لمدة 60 يوما، ليوفر مساحة للكونجرس لإعادة النظر فى الصفقة، التى من المقرر أن تكتمل فى نهاية شهر يونيو». بدوره، طرح الكاتب الصحفى روبرت فيسك فى مقاله بصحيفة «إندبندنت» البريطانية أمس، تساؤلا رئيسيا مفاده: هل يمكن أن تصبح إيران القوية شرطى الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الخليج؟. وقال فيسك إن «إيران ولدت من جديد كدولة كبرى فى الشرق الأوسط عندما وافقت على الحد من طموحاتها النووية»، موضحا أنه على الرغم من وجود عدد من الشروط أبرزها: التزام إيران بالمعايير الأساسية للاتفاق، وعدم محاولة الحرس الثورى الإيرانى تخريب الاتفاق، وعدم توجيه إسرائيل ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، فإن الاتفاق الإطارى يمكن أن يعيد الجمهورية الإسلامية (36 عاما) إلى وضعها كقوة إقليمية عظمى كما كانت فى الماضى فى عهد الشاه». وأكد الكاتب أن تلك الأوضاع الجديدة سببت غضبا شديدا لدى المملكة العربية السعودية، لأن اعتبار إيران صديقا جديدا مفضلا للولايات المتحدة قد يلحق ضررا بالغا بالتحالف المتميز بين الرياضوواشنطن»، على حد تعبيره. وأشار الكاتب إلى أن اتفاق لوزان بمثابة أفضل خبر للرئيس السورى بشار الأسد، منذ منع روسيا شن الولاياتالمتحدةالأمريكية لضربات جوية ضد نظامه، لافتا إلى أن الكثيرين من العرب ربما يعتقدون الآن أن بشار يمكنه البقاء طويلا فى السلطة كوالده. ولفت الكاتب إلى أنه يمكن لإيران الأن أن تفرض وقف إطلاق للنار فى سوريا ليكون الاتفاق مفتاحا مهما لمستقبل بلد عانى أشد المآسى العربية فى العصر الحديث. من جانبها، قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن «الاتفاق جاء بعد جهود دبلوماسية مضنية وأعوام طويلة من الشد والجذب بين طهرانوواشنطن»، لافته إلى أن الرئيس الأمريكى «بات يستحق جائزة نوبل للسلام التى حصل عليها بعد وقت قصير من توليه منصبه». وأضافت الصحيفة فى افتتاحيتها، أمس، تحت عنوان «اتفاق تاريخى مبدئى لوقف القنبلة الإيرانية»، أن «الاتفاق يقوم على قاعدة صلبة، إذ قبلت إيران لأول مرة بشروط لم تقبل بها من قبل، حيث يحد بشكل فعال من قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم من مخزونها من اليورانيوم المخصب ويفرض تفتيشا دوليا غير مسبوق على المنشآت النووية الإيرانية وكل مراحل الحصول على المواد النووية، كما تمكن تلك القواعد الجديدة من اكتشاف أى محاولات إيرانية لامتلاك سلاح نووى». ومضت قائلة: «كون الاتفاق النهائى لن يتم قبل يونيو المقبل فإنه يمنح المعترضين عليه فرصة لإفشاله وهم الجمهوريون فى الكونجرس الذين يروا أنه بمثابة بيع تدريجى لإسرائيل، والحرس الثورى الإيرانى الذين يرون فيه إعادة لإدماج إيران فى الاقتصاد العالمى باعتباره طريقا لتغيير النظام». وفى سياق تقرير آخر، أكدت الصحيفة على أنه لاتزال هناك تحديات ضخمة أمام الرئيس الإيرانى حسن روحانى عقب ذلك الاتفاق، لا تقتصر فقط على التفاصيل التقنية فى الأشهر المقبلة، ولكن أيضا موقفه ضد منتقديه فى الداخل وتمكين الإصلاحيين من البناء على المكاسب التى تحققت بالفعل». وقالت الصحيفة إن «المتشددين يتوقون إلى الحد من المكاسب السياسية للرئيس الإيرانى، وسط مخاوف من أن تترجم إلى أصوات للإصلاحيين فى الانتخابات البرلمانية العام المقبل»، موضحة أن «الأغلبية البرلمانية يمكن أن تساعد المعسكر الإصلاحى على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وبناء قاعدة تأييد لهم قبل الانتخابات الرئاسية عام 2017، وهو سيناريو يخشاه المتشددون فى إيران». فيما ركز تقرير لمجلة نيوزويك الأمريكية، أمس، على دوافع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لدعم الاتفاق الإطارى النووى، فى ظل الشراكة والتحالف العسكرى بين موسكووطهران، مؤكدة على أن «المصلحة الرئيسية لروسيا من وراء تسليح إيران ودعم نظام الأسد هو استخدام هذا النفوذ لانتزاع تنازلات من واشنطن لبناء إمبراطورية خاصة بها». ونقلت المجلة عن أستاذ العلاقات الخارجية من كلية بارد الأمريكية، والتر راسيل ميد قوله إن «روسيا تريد إعادة تجميع أكبر قدر من الاتحاد السوفيتى قدر استطاعتها.. إيران ترغب فى استبدال النظام الحالى فى الشرق الأوسط بقيادة المملكة العربية السعودية والذى تهيمن عليه الدول العربية السنية، بنظام آخر يتمحور حول طهران». المجلة نقلت أيضا عن أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة نيويورك، مارك جاليوتى، قوله إن «الغرب أجبر على الاعتراف بوضع موسكو كقوة عالمية، ما أشعر إيران بأنها كانت حليفا جيدا، وطمأن غيرها من الحلفاء الحاليين أو المحتملين لروسيا». بدورها، وتحت عنوان «لماذا يمثل الاتفاق النووى الإيرانى انتصارا للأمن القومى الأمريكى؟، قالت صحيفة «هافنجتون بوست» الأمريكية، أمس، إن «الإتفاق النووى الإيرانى المذهل يحقق كل الأهداف الرئيسية للأمن القومى الأمريكى وأبعد منها»، موضحة مزايا الاتفاق وفى مقدمتها «أنه سوف يقلص بشكل كبير البرنامج النووى الإيرانى، ويجمده، ويضعه تحت المجهر». ولفتت الصحيفة إلى أنه «مازال هناك الكثير من التفاصيل للعمل عليها، ولكن السبب الوحيد لمعارضة ذلك الاتفاق هو أن تكون رافضا لفكرة الاتفاق فى المقام الأول»، على حد تعبيرها.