"لا تصالح.. ولو منحوك الذهب، هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟.. إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ ولا تتوخَّ الهرب"! فى مثل هذا اليوم منذ 45عامًا، استيقظ العالم على أبشع الجرائم فى حق الإنسانية، هى واحدها كفيلة على أن تصدر للعالم الإرهاب الحقيقى هو إسرائيل ومن يساندها، فليس ببعيد عن السرطان الصهيونى الذى يظهر وحشيته كل يوم فى قتل الأبرياء وتروى دماؤهم الزكية أراضى فلسطينالمحتلة. ففى الساعة التاسعة من صباح الأربعاء، الثامن من إبريل عام 1970، وقعت مأساة مدرسة بحر البقر أبشع صور الاعتداء الوحشي على الأطفال الصغار الذين قتلتهم إسرائيل في مذبحة مروعة لم يشهد تاريخ الحروب لها مثيلًا، عندما انهالت فوق رءوس أطفال محافظة الشرقية عشرات القنابل في غارة بشعة لا تعرف أبسط قواعد الرحمة والإنسانية. فشنت 5 طائرات“فانتوم أمريكية الصنع الهجوم على أطفال يتلقون الدرس في حصة الرسم ليجدوا أنفسهم فجأة تحت غطاء وابل من النيران، فقد اقتربت الطائرات من المدرسة في تشكيل حربي معروف، أطلقت من خلاله 5 قذائف وصاروخين، ثم سارعت بالتراجع، تاركة خلفها آثار جريمة جديدة من جرائمها المعهودة. كان مدرسة بحر البقر مكونة من طابق واحد يضم ثلاثة فصول تحوي 150 طفلاً، تهدمت وتحولت إلى حطام, وتمزقت أجساد الأطفال لتتحول إلى أشلاء متناثرة والدماء تنزف فوق كراساتهم. لتحصد هذه الجريمة الشنعاء أرواح 30 طفلًا ومدرسًا وإصابة العشرات بإصابات خطيرة. جاء هذا القصف ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر لإرغامها على إنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز، ولم يكن بغريب أو جديد على إسرائيل بجانب إجرامها أن تزيف الحقيقة، وتؤكد على أنها قصفت أهدافًا عسكرية وليست مدرسة، وقد تزامن القصف مع مساع دولية لوقف حرب الاستنزاف، فى الوقت ذاته الذى يخرج موشى ديان، ويؤكد أن"تلاميذ المدرسة كانوا يرتدون الزي الكاكي، ويتلقون التدريبات، إذًا فالمدرسة هدف عسكري"، لتضع أمريكا إسرائيل على حجرها وتعربد بها في بلاد العرب. وكان للمذبحة وقعها الشديد على المجتمع الدولي والعربي والمصري، ثم هدوء ونسيان مع توالي المذابح والأزمات، وعلقت الخارجية الأمريكية وقتئذ على هذه المجزرة البشعة بحق الأبرياء في بحر البقر التي شاركت فيها بأنها "أنباء مفزعة"، مضيفة أن هذه الحادثة الأليمة تعتبر"عاقبة محزنة يؤسف لها من عواقب" وذلك لعدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إطلاق النار. قد دفعت الدولة وقت المجزرة 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، بعد مرور 45 عامًا على الحادث وتحديدًا في أكتوبر 2013 قام عديد من ضحايا الحادث برفع دعوى قضائية مطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابي المجزرة ماديا ومعنويا بما لا يقل عن التعويضات التي حصلت عليها إسرائيل عما يسمى ب"الهولوكست من ألمانيا". لتخلد ذكرى مذبحه بحر البقر بعد عشرات السنين ب “لموا الكراريس.. بالدم اللي على ورقهم سال.. في قصر الأممالمتحدة.. مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا.. يا ضمير العالم يا عزيزي.. دي لطفلة مصرية وسمرا.. كانت من أشطر تلاميذي.. للشاعر صلاح جاهين، ومتحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلاً تضمها جدران مدرسة “بحر البقر الابتدائية”، تعلو ها عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر".