أصبح "الإعلام" أداة لا يستهان بها في الحرب التي تواجهها المنطقة العربية من قبل الجماعات الإرهابية التي تستهدف تفتيتها مستخدمة كل الوسائل الممكنة. واستخدم الإرهابيون القنوات الفضائية لبث أفكارهم الشاذة وغسل عقول المشاهدين خاصة محددوي التعليم منهم الذين يعتبرون التليفزيون مصدر معلومتهم وأفكارهم الأول. ويمتلئ نطاق تردد "النايل سات" المصري الذي يدخل البيوت العربية بالعديد من القنوات الإرهابية التي يتم بثها من خلالها قمر فرنسى في الأغلب يدعي "يوتلسات"، حيث يقترب مداه من القمر المصري وتبث قنواته علي "النايل سات" رغما عن المسئولين. ويتم بث أغلب هذه القنوات من لندن التي تعطي لهم تصاريح عمل حيث يستأجرون استديوهات خاصة في ظل امتلاكهم لتمويل ضخم من أجل تشويه عقول المشاهدين. ويستغل الإخوان هذه الخدعة لبث العديد من القنوات عبر "نايل سات" أبرزها "العربي" التي تبث من لندن و"مكملين". أما قناتي "الشرق" و"مصر الآن" فهما مملكوتين لباسم خفاجي المرشح الرئاسي السابق الداعم لتنظيم الإخوان ويتم بثهما من تركيا. وتفتح تلك القنوات ساعات بثها للهجوم على النظام المصري، واستضافة شيوخ الإخوان الذين يحلون دماء ضباط الجيش والشرطة، ويهللون لأي حادث إرهابي يحدث بمصر، إلى جانب التشويه المتعمد لأي مشروع أو إنجاز للرئيس عبد الفتاح السيسي. ولا تهدد قنوات "بير السلم" الأمن المصري فقط ولكن العربي ككل حيث يمتلك الحوثيون قناة "المسيرة" الفضائية التي تبث من لندن، على "نايل سات". وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد طالب إدارة النايل سات المصرية بإيقاف القنوات الحكومية التي يسيطر عليها الحوثيون ويستخدمونها لخدمة أهدافهم فقط. وقامت مصر بالفعل بغلق 4 قنوات يمنية فور بدء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية" وهما "اليمن"،و"عدن القديمة" و"سبأ"، و"الإيمان". وتواجه مصر أزمة بث قنوات مشبوهة على قمرها الصناعي نايل سات منذ فترة طويلة دون اتخاذ أي خطوات جدية ففي عام 2008 أوقفت قناة الحوار الفضائية التي كان مقرها لندن بسبب هجومها المنظم على النظام المصري واتهمها له بأنه سبب أزمة الفلسطينيين بغزة. وتعتبر "لندن" الملجأ الأول لأي قناة مغضوب عليها مثلما فعلت قناة "الليبية" الفضائية عام 2009 حيث قررت نقل مقرها خارج ليبيا إلى لندن بعدما تم التحقيق مع مديرها عبد السلام المشرى من قبل السلطات، على خلفية بث القناة برنامج يهاجم السياسة الداخلية المصرية، وهو ما اعتبرت الجهات المعنية فى ليبيا أن من شأنه أن يعكر صفو العلاقات بين البلدين. وتتطلب هذه الحرب الإعلامية الطاحنة من الحكومة والنظام المصري بأكمله أن يتخذاين خطوات حاسمة لوقف تزييف عقول المشاهدين العرب من خلال القمر العربي الأشهر "نايل سات".