"إذا أغمضت عيناك ووضعت إصبعك على خريطة الشرق الأوسط ثم فتحتها، من المؤكد أنه سيشير إلى منطقة ما مضطربة سياسيا أفسدها تخبط إدارة أوباما ولكن ذلك لن يمنع إشادتنا بالرئيس أوباما فى محاولته لإصلاح العلاقات مجددا مع مصر"، هكذا استهلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مقالها حول قرار فرض حظر الأسلحة ضد مصر الذى أنهاه أوباما بفك تجميد المعونة الأمريكية المقدرة ب 1.3 مليار دولار وإرسال أسلحة قتالية منها طائرات إف 16 وصواريخ هاربون ودبابات إم 1 إي 1. قالت الصحيفة إن إنهاء الحظر سيساعد فى تحسين العلاقات مع الحليف المصرى الذى بدوره يسهم فى استقرار المنطقة التى عكر صفوها تطرف السنة والشيعة وذكرت الصحيفة أن قرار حظر السلاح الأمريكي عن مصر دفعها للاستعانة بالصين وروسيا، الذي من المؤكد سيكون من دواعٍ سرور السيسي وقادة الجيش باستبدال أسلحة الحلفاء الآخرين بالأسلحة الأمريكية مرة أخرى. ورأت الصحيفة أن نفس الليبراليين الذين نادوا بعزل السيسي عن العلاقات الأمريكية بسبب كونه جنرال سابق فى الجيش ولا يدين بالليبرالية، هم نفسهم من يتوقعون إصلاحات "مدهشة" من الشيعة فى إيران. رأت الصحيفة أنه بالرغم من الإطاحة بنظام الإخوان فى مصر إلا أن السيسى وفر على مصر انقلابًا إسلاميًا كان يحاول مرسى فرضه، حيث أوقف الرئيس السيسى الهجمات على الأقباط ورحب بالاستثمار الأجنبي وتفهم جيدا حاجة مصر للنمو الاقتصادى وتوفير فرص عمل وساعد فى وقف تدفق الأسلحة من إيران على غزة عن طريق سيناء ومكافحة داعش فى ليبيا وكان واحدًا من القادة المسلمين "النادرين" الذين نادوا بالإصلاح الدينى. اختتمت الصحيفة بأن أمريكا تتمنى أن يكون السيسي أكثر حكمة من سلفه مبارك ويشجع على التحرر الاقتصادى ويفتح أفاقا لمنظمات المجتمع المدني التى ستضمن انتقالا للديمقراطية فيما بعد.