كنت أتابع على أحر من الجمر استقبال الرئيس السيسى لرؤساء و ملوك الدول العربية المشاركين فى لقاء القمة العربية المنعقدة فى مدينة شرم الشيخ ، و سبب اهتمامى أن الوضع الراهن لا يحتمل اعتذار أى منهم لما تمر به المنطقة من أوقات بالغة الدقة فالأرهاب يطل برأسه القبيح على العديد من الدول العربية والتدخل الإيرانى فى منطقة الخليج العربى يزداد يوما بعد يوم ، و التى لن تستطيع الأمة العربية التغلب عليها إلا بتوحدها و نبذ خلافاتها. و سرنى بالغ السرور عندما رأيت الرئيس السيسى يستقبل رئيس دولة قطر الشقيقة بحفاوة و ترحاب و هو كله عزة و شموخ . حينها قلت لنفسى أين المتأمرون على مصلحة مصر سواء من الداخل أو الخارج أين الإعلاميين الغير مهنيين الذين صدعوا أدماغنا بالذم فى قطر و رئيسها ، كيف حال الدول المعادية للعرب حين يرون هذا المشهد وتذكرت قول الله عز و جل ﴿ إِنْ تَمسَسكُم حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾ أل عمران ( 120 ) ، و لكن هذا المشهد هو تأكيد أن مصر كانت و ما زالت و ستظل إن شاء الله تسطر للعالم معانى الأخوة و التسامح و لما لا و قد سماها العرب بأنفسهم الشقيقة الكبرى . و كأن التاريخ يعيد نفسه فما أشبه اليوم بالبارحة أتتذكرون عندما قاطعتنا العديد من الدول الشقيقة بسبب معاهدة السلام بيننا و بين اسرائيل . و لكن سرعان ما تدارك العرب الأمر و تذكروا قول الرسول عليه الصلاة و السلام ( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ) فما بالكم إذا كان هذا العضو هو العمود الفقرى للجسد ( إنها مصر ) . و أشكر الرئيس السيسى على مجهوداته فى لم الشمل العربى و أتمنى أن تكتمل المسيرة و أن تعود العلاقات بيننا و بين تركيا كسابق عهدها و كفى مشاحنات و عداءات و نركز فى التنمية و الإصلاح فمصر تحتاج إلى الإستقرار لإستكمال مسيرتها نحو البناء . و أخاطب بعض الإعلاميين فى الداخل و الخارج الذين يصعدون من الأمور و أقول لهم كفى تصعيداً للمواقف و إما أن تقولوا خيراً أو لتصمتوا . فالأمور لا تحتمل الفرقة و لكن نحن فى أشد الحاجة للم الشمل . و لا يسعنى إلا أن أختم كلامى بقول الأمام الجليل طيب الله ثراه فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فى كلمته الشهيرة ( انها مصر ) ( انها مصر وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مستغل أو مستَغلٍ أو مدفوع من خصوم الإسلامهنا أو خارج هنا )