رحلة عذاب إجبارية يضطر إليها المرضى المحتاجون للعلاج، داخل المستشفيات الحكومية بكل أنواعها وتكشف النقاب عن إهدار حقوق المرضى وانتشار بزنس «السبوبة» وغياب الضمير، صورة معبرة للمرضى نجدهم واقفين وجالسين على الأرض، وبعضهم منبطحاً مغشياً عليهم من شدة التعب فى انتظار دورهم بالكشف بالعيادات الخارجية مرسوماً على وجوههم ملامح الشقاء والذل، هؤلاء مرضى بسطاء لم يحالفهم الحظ ولم يجدوا الأموال الأزمة للعلاج الاقتصادى، بل قادتهم الحاجة لانتظار دورهم بالقسم المجانى. فى البداية وعند باب الدخول لأى مستشفى بعيداً عن العيادات الخارجية بخطوات تجد الأطباء يعالجون المرضى بالعشرات، وكذلك يجرون الاستشارة ويحددون الحالة بالسماعة الطبية وبعدها يقررون بالأوراق المصير والأشعات تجدها بالصدفة، فالباب فى أغلب الأحيان مغلق فى وجه المرضى. ولإجراء جراحة القسطرة القلبية مخيلاً مصير أصحاب القلوب المريضة محتوم بالانتظار بالشهور. ويشتكى معظم المرضى من قسوة المعاملة من قبل طاقم الأطباء والتمريض، بالاضافة الى التفرقة فى المعاملة ونقل المرضى الى الرعاية بالوساطة دون شفافية. وهناك حكايات عن ألاعيب الأطباء فى استغلال المرضى وعمل ما يسمونه «بالسبوبة»، وإجبارهم على استكمال العلاج فى عياداتهم الخاصة، وغرف المرضى تحتاج لإصلاحات فالحنفيات والأحواض غير آدمية وتحتاج الى صيانة، وأزمة نقص الأدوية المخصصة للمرضى خاصة المضادات الحيوية واسعة المفعول، فكثيراً ما يطلب الأطباء من المرضى شراء هذه الأدوية بتكلفة باهظة من الصيدليات الخاصة ومعظمها مستورد ومكلف، لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل زاد من هذه المأساة تعطل تكييفات المستشفيات خاصة فى غرف المرضى ووصول الأمر الى غرف الجراحة، فالجراحة تجرى تحت أى ظروف حتى لو كان التكييف معطلاً فى غرفة العمليات والعرق يتصبب من الأطباء. هذه هى المستشفيات الحكومية لا تسر حبيباً ولا عدواً، وتعيس الحظ من تدفعه الظروف إلى العلاج بها، وهناك من المآسى الكثير بسببها، والأمر يحتاج الى إعادة نظر فى الخدمة الصحية المقدمة للمرضى بالمستشفيات الحكومية. «وللحديث بقية» سكرتير عام حزب الوفد