إذا كان وزير النقل يعلم بعمليات الابتزاز التى يتعرض لها المسافرون بالقطارات فتلك مصيبة وإذا كان لا يعلم فالمصيبة أعظم، فلم تكتشف السكة بأنها تحولت إلى أسرع وسيلة مواصلات إلى الآخرة بسبب الكوارث الكثيرة التى تقع من القطارات ويذهب ضحيتها الأبرياء، ودائمًا يكون المتهم مزلقانًا عشوائيًا ويتم حبس عامل المزلقان بعد تحويله إلى كبش فداء، وتتكرر الكوارث لأن المتهم الرئيسى خارج دائرة الاتهام، الجريمة الجديدة التى ترتكبها الهيئة رغم أن المسئول عنها هم بعض الموظفين المسئولين عن بيع التذاكر فى الشبابيك، وهى ابتزاز المواطنين الراغبين فى الحصول على تذكرة سفر بالقطار. وإذا كان موظفو التذاكر يستغلون المناسبات كالأعياد فى بيع التذاكر بالسوق السوداء، ويختلقون الحيل لسحبها من مكاتب التذاكر لتصل إلى يد بلطجية يضاعفون أسعارها، فإنهم طبقوا أسلوبًا أخطر هذه الأيام، وقاموا بفرضه على الركاب القادمين من الصعيد والذاهبين إليه أى خطوط الصعيد فقط فإذا كان الراكب يرغب فى استغلال القطار أى درجة من قنا مثلاً إلى القاهرة يجبره موظف الشباك على حجز تذكرة من أسوان إلى القاهرة ويدفع مبالغ ضعف التذكرة، وهو لا علاقة له بأسوان، وإذا كان فى القاهرة ويريد حجز تذكرة إلى قنا، يجبره موظف التذاكر على حجز تذكرة إلى أسوان أو الأقصر، وإذا احتج الراكب يرفض الموظف بيع تذكرة له، ويرغمه على استقلال وسيلة مواصلات أخرى، وغالبًا ما تكون أتوبيسا أو ميكروباصا يتعرض فيهما لابتزاز آخر وكأن هناك اتفاق بين السكة الحديد ومافيا الشركات الخاصة للنقل الجماعى بالاتوبيسات والميكروباصات على ابتزاز الركاب، بعض الركاب اضطروا إلى حجز تذاكر من الأقصر إلى الإسكندرية وهم يستقلون القطارات من قنا إلى القاهرة فقط، هذا الأسلوب جعل بعض المسافرين يزوغون من دفع ثمن التذكرة وبعضهم يركب القطار بعد أن يخبره الموظف بعدم وجود تذاكر ويكتشف أن معظم المقاعد خالية. المصيبة الأخرى يا سيادة وزير النقل أن موظفى التذاكر يجبرون الركاب الراغبين فى السفر بالدرجة الأولى على حجز وجبة عشاء مع التذكرة من الشباك ليحصلوا عليها من كافتريا القطار اثناء الرحلة، وإذا رفض الراكب الوجبة المحملة على التذكرة يرفض الموظف طلبه فى الحصول على تذكرة سفر، وبالبحث تبين أن موظفى الشبابيك يحصلون على مقابل مادى من مؤجر الكافتيريا نظير إجبار الراكب علي حجز الوجبة فوق التذكرة وإذا رفض يتحجج الموظف بعدم وجود تذاكر. يا سيادة وزير النقل هذا الابتزاز الذى يتعرض له المواطنون فى السكة الحديد يجب أن يتوقف فورًا، وتصدر تعليماتك بأن يحصل الراكب على التذكرة من المكان الذى يطلبها منه إلى المكان الذى يقصده، ولا داعى لتحميله أعباء اضافية فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار تذاكر القطارات خاصة على خطوط الصعيد مع استمرار تدنى مستوى القطارات وانهيار الخدمة، والتأخر المبالغ فيه فى وصول القطارات إلى محطة الوصول، عندما يقطع القطار المكيف المسافة من قنا إلى القاهرة فى أكثر من 15 ساعة فهذه وسيلة تعذيب وليست وسيلة مواصلات بخلاف ما يتعرض له الركاب من مضايقات الباعة الجائلين الذين حولوا القطارات إلى أسواق عشوائية، تجد فيها كل شىء للبيع حتى التسول انتشر فى القطارات ولا منقذ للركاب منهم، لم أوجه كلامى إلى رئيس هيئة السكة الحديد رغم أنه المسئول المباشر عن هذه الفوضى، لأنه مش فاضى يبحث عن حل لهذه المشاكل، هو ينظر متى يخرج لأنه يعرف كيف جاء إلى المنصب. الرحمة يا وزير النقل بركاب القطارات وخذ قرارك بوقف هذا الابتزاز فإن زيادة موارد السكة الحديد لا تكون على حساب تحميل الركاب ضعف ثمن التذكرة من مناطق لم يقصدوها أو يستقلوا القطارات منها.