قالت صحيفة "المونييتور" الأمريكية أن مصر والسودان وأثيوبيا يسعون لحل مشكلة سد النهضة، مشيرةً إلي أن الخلاف والنزاعات بدأت بين مصر وأثيوبيا في أبريل عام 2011 عقب ثورة 25 يناير عندما وضع رئيس الوزراء الأثيوبي حجر الأساس لسد النهضة. وأوضحت الصحيفة أن النزاعات بين القاهرة وأديس أبابا بدأت تعود لطاولة المفاوضات في 2014، للتغلب علي اختلافاتهم والجدل الدائر بخصوص المخاطر الناجمة عن بناء سد النهضة الأثويبي وتأثيره علي الأمن المائي المصري. وأشارت الصحيفة إلي أن وزراء الخارجية والمياه لدول مصر والسودان وأثيوبيا، عقدوا ثلاثة أيام من المفاوضات المغلقة في العاصمة السودانية "الخرطوم"، مشيرةً إلي أن الثلاث دول وصلوا إلي توافق أولي علي اتفاق سياسي وفني بشأن استخدام المياه في شرق النيل وتلافي المخاطر الناجمة عن سد النهضة . ورأت الصحيفة أن الاتفاقات والخطط التي تم وضعها للمساهمة في إنهاء الصراع علي مياه نهر النيل قد لاتحقق الهدف المرجو، لأن الكثير من القضايا مازالت عالقة كالمفاوضات التي تجري بخصوص تأثير سد النهضة علي مصر. ونقلت الصحيفة ما قاله وزير الموارد المائية والري "حسام المغازي" أن الوثيقة التي وقعت بين مصر والسودان بشأن سد النهضة الأثيوبي تعتبر خطوة إيجابية إلي الأمام وسيعقبها خطوات أخري من قبل رؤساء مصر والسودان وأثيوبيا. ونوهت الصحيفة إلي أن مصر غيرت سياستها تجاه مشكلة سد النهضة الأثيوبي، واتجهت إلي الحوار والمصالحة مع الجانب الأثيوبي، مشيرةً إلي أن مصر تسعي من خلال جهودها إلي إزالة المخاوف المتعلقة بالتأثير السلبي لسد النهضة علي حصة مصر السنوية من مياة النيل والتي تقدر بحوالي 55 مليار متر معكب بموجب اتفاق عام 1959 للاتستفادة من مياه النيل. وأكدت الصحيفة أن القلق المصري سيظل مستمر بشأن التوصل إلي حل دبلوماسي لمنع أي مخاطر ناجمة عن السد دون أن يتعارض ذلك مع خطط إثيوبيا لإكمال بنائه. وذكرت الصحيفة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقي مع رئيس الوزراء الاثيوبي "ميلس زيناوي" لأول مرة في 26 يونيو الماضى، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في غينيا الاستوائية. ونوهت الصحيفة إلي صدور إعلان "مالابو" والذي شمل سبعة بنود تنص على إدارة المياه في حوض النيل الشرقي بين القاهرة وأديس أبابا، وتحديد العلاقات بين البلدين( مصر والسودان) في ما يتعلق الاستفادة من مياه النيل. وأشارت الصحيفة إلي أنه خلال اجتماع عام 2014، تم الاتفاق علي حل سياسي ونهج تقني لحل المشاكل الناجمة عن سد النهضة الأثيوبي وتأثيره السلبي على البيئة والطاقة المتولدة من تدفق المياه إلى السد العالي في أسوان. وقال مصدر دبوماسي للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته: "كان من الضروري دفع المفاوضات على المستوى السياسي إلى الأمام، كما لم يتم بعد تنفيذ نتائج اجتماعات فنية"، مضيفاً على الرغم من أن المفاوضات كانت مثمرة حتى الآن، الإ أننا ما زلنا ننتظر لنرى ما هي النتائج المستند الذي تم الاتفاق عليه في الخرطوم. ونقلت الصحيفة ما قاله "مسؤولون مصريون":" نولي أهمية كبيرة للقضايا التي تتعلق "ببحيرة التخزين" والآليات التنفيذية السد، مشيرين إلي أنه تم تشكيل لجنة فنية ثلاثية بعد مفاوضات الخرطوم التي عقدت في شهر أغسطس عام 2014 لتسوية القضايا الفنية المعلقة بشأن المخاطر الناجمة من سد النهضة على مصر والسودان. وقال عادل نبهان، باحث في ملف حوض النيل للصحيفة: "لقد أظهرت المفاوضات مرة أخرى فشل مصر في إدارة هذه المسألة، لأن الحكومة المصرية تقاعست عن التوصل إلى حل سريع".