هل يمكنك أن تتخيل للحظة أن أحد جيرانك أو أقاربك أو من أبناء وطنك يعيش هو وزوجته وثلاثة أولاد بمبلغ 41 جنيها شهريا؟، هل سمعت أن موظفا حاملا لمؤهل متوسط يعمل منذ 13 سنة فى وزارة الزراعة بمبلغ شهري قدره 41 جنيها؟، هل ينفق هذا المبلغ على المواصلات أم فاتورة الكهرباء أم المياه أم يشترى بها أسطوانة بوتاجاز؟، في رأيي أن هذا المواطن المصري لو حاول أن يشترى بهذا المبلغ بجنيه طعمية أو فول مدمس وبنصف المبلغ عيش بطاقة التموين، فسيحتاج لخمسة جنيهات لكي يكفى الشهر، ناهيك عن أنه سيشترى بها وجبة واحدة يوميا يأكلها هو وأولاده فى الصباح أو الظهيرة أو فى المساء، ويظل هو وزوجته وأولاده طوال اليوم بدون طعام. هذه المواطن ليس ضربا من الخيال أو أنه أحد الشخصيات فى فيلم مأسوى أو بطل رواية أو قصة كتبها أحد الأدباء، بل واقع وحقيقة، وهذا المواطن من حى القلعة بالقاهرة، ويدعى حسن خليفة أبوزيد فتح الباب، وقد تلقيت رسالته منذ يومين، مرفقا معها صورة عقد عمل بإدارة العقود بوزارة الزراعة، وصور شهادة ميلاد أولاده، وصورة بطاقة الرقم القومي، بدأ رسالته بتوجيه سؤاله إلى: «أستاذ علاء عريبى.. هل تتصور سيادتك أنني أحصل على راتب شهري وقدره 41 جنيها (واحد وأربعون جنيها)؟، أعمل بعقد عمل بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي منذ عام 2002، حيث حرر العقد فى 15 يناير 2002، بمديرية الزراعة بالملك الصالح، ولك أن تعرف أنني أعول أسرة مكونة من زوجة وثلاثة أولاد، مرفق صور شهادات الميلاد، وقد وفيت حتى كتابة هذه الرسالة 13 عاما فى العمل بعقد، وبمؤهل دراسى دبلوم زراعة، وقد عانيت كثير العناء أنا وأسرتى ومازلنا نتألم وكل رجائي وأملى هو صدور قرار إنسانى من السيد رئيس الجمهورية المشير عبدالفتاح السيسى، الذى جاء من أجل الفقراء والغلابة، والسيد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، والسيد وزير الزراعة، بالموافقة على تثبيتي بالوظيفة وجزاكم الله خير الجزاء، مقدمه: حسن خليفة أبوزيد فتح الباب، المقيم 59 ش القلعة، مساكن قيسون، بلوك 2، مدخل 2، شقة 9، محمول رقم: 01285073504». هذا نص رسالة المواطن حسن خليفة الذي يعمل بعقد متدرب نظير بدل انتقال وقدره 41 جنيها (واحد وأربعون جنيها لا غير)، والعقد أو الطلب برقم 3038 بإدارة العقود والشئون المالية، وقد حرر بتاريخ 2 يناير 2002، وقد استلم العمل في 15 يناير 2002. نرفع الرسالة إلى المهندس محلب وإلى وزير الزراعة وإلى وزيرة التضامن، فليس من المعقول ولا المقبول ولا الإنساني يعيش مصري هو وأولاده ب 41 جنيها طوال الشهر.