قال الدكتور حسين منصور، رئيس وحدة إنشاء هيئة سلامة الغذاء فى مصر، إن التدهور الغذائى فى مصر يشير إلى وجود حالة فشل عنيفة، نظرا لغياب الدور الرقابى على الغذاء، للتأكد ما إذا تم إنتاج هذا الغذاء بطريقة سليمة أم لا، فضلًا عن تجميد العمل بالتشريعات الغذائية التى وصفها ب"البالية"، والتى لم يتم إدخال أى تعديل عليها منذ الستينيات، معتبرًا أن الوضع سيزداد سوءًا فى حال طُبقت هذه التشريعات. وأكد منصور خلال كلمته التى ألقاها بالجلسة الختامية من احتفالية اليوم العالمى لحقوق المستهلك 2015، تحت شعار "الطاقة والغذاء..ترشيد وأمان"، تحت رعاية المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء اليوم، أن هذه التشريعات لا تُواكب التغيرات العالمية وتتضارب مع بعضها بسبب تعدد الجهات التى تقوم بإصدارها، كما أن منها ما يتعارض مع اتفاقيات والتزامات دولية، ومنها قانون رقم 10 لسنة 1966، الخاص بمراقبة الأغذية وتنظيم تداولها، والذى لا يوجد به لائحة تنفيذية تضبط مسألة تطبيقه. ودعا رئيس وحدة إنشاء هيئة سلامة الغذاء فى مصر الجهات المعنية لأن تحذوا حذو الاتحاد الأوروبى فيما يتعلق بالتشريعات المتعلقة بالغذاء، حيث أصدر الاتحاد الأوروبى آخر القوانين المتعلقة بهذا الأمر فى عام 2002، وتم إدخال العديد من التعديلات عليه منذ ذلك الوقت. وأكد أن الوضع الحالى يحد من جذب المستثمرين لضخ أمولهم فى صناعة الغذاء فى مصر، فى ظل غياب القوانين الضابطة وتعدد الجهات الرقابية التى تصل إلى 17 جهة. وقال منصور، إن الدولة ملتزمة بتوفير غذاء سليم مع ضمانة ألا يتسبب فى مشكلة مرضية للمواطن، وأن يكون متكامل من جميع النواحى للمتطلبات الغذائية للإنسان، مُطالبًا بأن يكون هذا الغذاء آمن ولا يتسبب فى أى مشاكل صحية للمواطن. وأشار إلى وجود دراستين أعدهما مجلس الوزراء، أوضحت الأولى أن 65% من متوسط الإنفاق الشهرى للمواطن المصرى يذهب للغذاء، كما أشارت الثانية إلى إنفاق 70% من المواطنين فى مصر أكثر من 50% من دخلهم للغذاء. وأوضح أن المسح السكانى الأخير الذى قامت به وزارة الصحة لسنة 2014، أكد إصابة 27% من الأطفال بالأنيميا، مٌعتبرًا إياه رقمًا كبيرًا، مُضيفًا أن المسح كشف أيضًا إصابة 14% منهم بالإسهال خلال فترة إجراء المسح وهى أسبوعين، وهو ما يعنى أن نسبة الإسهال فى مصر تتعدى 300% فى العام الواحد. وأكد رئيس وحدة إنشاء هيئة سلامة الغذاء، أن تلوث الغذاء من أهم الأسباب المسببة للإصابة بالإسهال ضمن أسباب أخرى كثيرة، لافتًا إلى أن تلوث الغذاء لعب دورًا رئيسيًا فى احتلال مصر للمرتبة الأولى عالميًا فى المعدل السنوى للإصابة بمرض أنفلونزا الطيور، حيث تركزت نسبة الإصابة بين السيدات الحوامل.