ملف الإسكان ببورسعيد قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار في أي وقت فالمشاكل متراكمة ولا تجد حلولا، ومن تلك الملفات الشائكة عمارات الأمين وناصر والسلام السريع المعرضة للسقوط في أي وقت على رؤوس قاطنيها، والتي تجسد مأساة 1170 أسرة لا يجدون حلول أو طريقا للحفاظ على أرواحهم وحياتهم من الموت تحت الأنقاض . ففي 14 يناير 2015 أعلنت محافظة بورسعيد عن موافقة رئيس مجلس الوزراء على منح سكان العمارات المهددة بالانهيار المفاجئ بالأمين وناصر والسلام السريع، إيجارات لشقق مفروشة بديلة لمدة عام لحين الانتهاء من العمارات الجديدة المخصصة لهم على أن تعقد جلسات سريعة مع السكان للتنسيق معهم في أسلوب وتوقيتات إخلاء العمارات، وذلك حرصا على سلامة أرواح السكان من الخطورة التي وصلت إليها تلك العمارات المهددة بالانهيار المفاجئ في أي لحظة، وحتى يمكن إخلاء الأرض المقام عليها العمارات لتسليمها للهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان للبدء في إنشاء مشروع الإسكان التعاوني، وبلغ الغضب من قرار المحافظة ذروته بين الأهالي حيث تجمعوا أمام عماراتهم الآيلة للسقوط أكثر من مرة رافضين تصريحات محافظ بورسعيد المتعلقة بتنفيذ المقترح الذي وافق عليه المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بتسكين أهالي تلك المنطقة بشقق إيجار وإخلاء مساكنهم بالقوة الجبرية، للبدء في تنفيذ مشروع إسكان المحافظة رافضين ترك منازلهم قبل حل جذري لتلك المشكلة وتوفير مساكن بديلة لهم، وخاصة مع ارتفاع أسعار الإيجارات في المحافظة بشكل غير طبيعي مما يعرضهم للتشرد ويهدد مستقبل أسرهم . وتلقى المستشار مصطفى عبادة، المحامى العام لنقابات بورسعيد، بلاغًا ضد محافظ بورسعيد السابق يتهمه بالشروع في إهدار المال العام بقيمة ثلاثة عشر مليون وتسعمائة ثلاثة وعشرون ألف جنيه في ظل تهديد سكان شارع الأمين وعددهم 53 عمارة ، وسكان ناصر بعدد 6 عمارات بجانب 13 عمارة بمنطقة السلام سريع بالطرد من منازلهم بالقوة الجبرية فى خلال ثلاثون يوما دون تدبير مساكن بديلة لإيوائهم مع عرض بمنح كل أسرة مبلغ يوازى إيجار عام لحين تدبير مساكن بديلة لهم من مساكن المحافظة المزعم إنشائها بواقع 850 جنيه شهريا لمدة عام بجانب شهر تأمين وشهر سمسرة ليصل بذلك إجمالي المبلغ إلى 13923000 مليون جنيه فى سابقة لم تحدث في تاريخ الإدارات المحلية من قبل مما يعد إهدار للمال العام ولا يوفر الضمانة التي يحق للمواطن أن يتمتع بها وهى الحق في السكن، ويعرض الأسر المستهدفة للتشرد، وطالب المحامى من النيابة العامة التحقيق فى الواقعة وحماية للمال العام من الإعداد والأرواح والممتلكات في ظل مشكلة تهدد بوقوع كارثة ل 1170 أسرة بمساكن الأمين وناصر والسريع السريع الآيلة للسقوط والتي يمكن أن تنهار على رؤوس قاطنيها في أي لحظة في ظل عدم وجود حل جذري . ولم تحظى مساكن الأمين وناصر ببورسعيد بأي عمليات صيانة أو ترميم منذ أن بنيت في أوائل الستينات من القرن الماضي إلا مرة واحدة عقب العودة من التهجير، ولعدم وجود صيانة تحولت إلى مساكن متهالكة تماماً رغم أهميتها الكبيرة حيث تقع فى وسط المدينة بالقرب من جميع خطوط المواصلات، وبمرور الوقت أصبحت تلك المساكن تشكل خطورة على حياة قاطنيها وتحتاج لإزالة فورية حيث بدأت قرارات الإزالة تباعا منذ عام 2006 ثم فى عام 2011 شكلت لجنة من مديرية الإسكان لمعاينة العمارات بناء على طلب إدارة التسكين لتقر اللجنة وقتها بخطورة تلك العمارات على السكان وتوصى بالإزالة إلى سطح الأرض. وتكرر سيناريو التباطؤ والتخاذل في تنفيذ قرارات الإزالة مجددا في شهر أبريل 2013 في ظل الامتناع عن منح المساكن للمستحقين مما دفعهم للجوء للإعلام للشكوى وتصعيد الموقف أملا في التوصل إلى أي حل، وفى 28 يونيو 2014 أفاد محافظ بورسعيد السابق في مداخلة على قناة " أون تى فى " بأنه سيتم حل المشكلة خلال 3 أسابيع ، ومرة أخرى في شهر أغسطس بقناة القنال وعد المحافظ بحل المشكلة خلال 3 أسابيع لتبقى مجرد وعود فقط بينما في الواقع لم يسفر الأمر عن أي جديد حتى بعد قرارات المحافظة الأخيرة بمنح السكان إيجارات لسكن بديل لمدة عام وإخلاء المنازل والتي رفضها الأهالي ليظل الوضع كما هو عليه. وحتى الآن نجد إدارة التسكين ما زالت تتهرب من مسئوليتها بحجة عدم وجود مساكن شاغرة ضاربين بتوصيات اللجان التي قامت بمعاينة العمارات عرض الحائط في ظل استهانة واضحة بأرواح هؤلاء السكان قاطني عمارات الموت المهددة بالانهيار مما ينذر بكارثة قد تحدث في أي وقت، ورغم الوقفات الاحتجاجية التى نظمها عدد من أهالي تلك العمارات ومنها وقفة " إسماعيل مناع " وأبنه " محمود " - سكان عمارة 14 شقة 1 بمساكن الأمين - أمام مبنى محافظة بورسعيد احتجاجا على عدم تفنيد قرار الإزالة والوقفات التالية التى شارك بها باقى السكان حاملين لافتات بمطالبهم وأحقيتهم فى المساكن، إلا أن الأمر لم يتحرك وذلك ساكنا فى ظل حالة من الرعب والخوف التى يعيشها السكان كل يوم على أنفسهم وأولادهم . وتضع " بوابة الوفد " هذا الملف الهام أمام اللواء مجدى نصر الدين، محافظ بورسعيد، آملين منه سرعة التحرك وإيجاد حل سريع لتلك المشكلة التى تهدد حياة 1170 أسرة من سكان الأمين وناصر والسلام السريع قبل فوات الأوان وحدوث كارثة لا يعلم مداها إلا الله.