أشاد عدد من الخبراء ببدء حملات الكشف على السائقين داخل المدارس، تنفيذاً لاتفاق وزارات "الصحة والتربية والتعليم والداخلية"، باعتبار أن هذه الحملات تحد من تعاطي السائقين للعقاقير الطبية المخدرة، الأمر الذي سينعكس على الحد من حوادث الطرق، التي ارتفعت وتيرتها في الأيام الماضية، وأدت إلى وقوع كوارث إنسانية، راح ضحيتها عشرات الأطفال من جراء حوادث حافلات طلاب المدارس. وفى هذا الصدد استطلعت "بوابة الوفد" آراء عدد من المتخصصين في مجال مكافحة الإدمان، ومن جانبه قال محمود صالح عضو المكتب الفني بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، إن الحملة بدأت عملها فى 3 محافظات واستهدفت 315 سائقاً، مُضيفًا أنه سيتم انتشار الحملة على الطرق السريعة وتزويدها ب60 ألف جهاز كاشف للمخدرات، وذلك خلال الشهور الأربعة المقبلة. ألمح صالح، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى تخصيص الصندوق الخط الساخن رقم 0800220022 للإبلاغ عن هذه الحالات، مُشيرًا إلى أن اللجنة تم تشكيلها من رئيس مجلس الوزراء خلال الشهور الماضية، لافتًا إلى أنه سيتم عمل قاعدة بيانات بالمدارس التي يوجد بها سائقون لتحقيق كشف المخدرات عليهم، وكذا نشر حملات التوعية من الصندوق، معلنًا ان هذه الإجراءات استطاعت تقليل نسبة القيادة تحت تأثير المخدرات من 24% الى 11%، وذلك منذ بدء عمل اللجنة. أشار عضو المكتب الفني إلى أن تصعيد الإجراءات القانونية وتكثيف الحملات للكشف عن السائقين تحت تأثير المخدر يعمل على الحد من ظاهرة الإدمان وحوادث الطرق. وأكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، أن الكشف الطبي على سائقي حافلات المداس أمر مهم للغاية لتقليل حوادث الطرق، مشيرا الى أن العقارات المخدرة هي السبب في وقوع تلك الحوادث، ففي الفترة الأخيرة انتشرت أمراض الصرع بنسبة 9-12 نظرا لتناول العقارات المخدرة. أكد فرويز تفعيل قوانين المرور وضمان استمرار مثل هذه الحملات من خلال استمرارها يوميا على جميع الطرق، خصوصاً السريعة على أن تكون غير معلنة، لافتا الى أن الإفصاح عن تلك الحملات أدى إلى نتائج سلبية وعدم جدواها. وطالب استشاري الطب النفسي بعمل حملات تطوعية من وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع إدارات المرور للتوعية بمخاطر الإدمان وتأثير المخدرات على السائقين وطبيعة عمل القيادة استكمالا لخطة الأمانة العامة لمواجهة التعاطي والإدمان وأيضا التكثيف المستمر من أجل القضاء على ظاهرة إدمان السائقين للمخدرات. واتفق معه في الرأي الدكتور شادي أحمد، أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان ، مؤكداً على ضرورة وجود حملات رقابية وتحليلية على السائقين من إدارات المرور، مضيفا أن إدمان العقاقير الطبية من اخطر أنواع الإدمان، حيث ان الإدمان يجعل المدمن منفصلا عن حياته الاجتماعية وأيضا عن عمله ويهدد كيان الأسرة، مشيرا الى أن المخدرات تعمل على تدمير جميع أجهزة الجسم، متسائلا: "كيف يتولى السائق القيادة والأطفال وجميع الأجهزة في غياب تام عن الواقع؟". وأشار إلى ان حملات الكشف على السائقين أدت لزيادة الإقبال على العيادات والمستشفيات للعلاج من الإدمان، وهذا هو الأثر الإيجابي الذي نبحث عنه من وقت طويل، موضحا أنه واجب على الدولة زيادة توجيه هذه الحملات لمدارس السائقين للمنع من حوادث الطرق.