فى الآونة الأخيرة قام عدد من المتهمين التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية بإقرار وثيقة توبة يتبرأون فيها من انتمائهم للجماعة فضلا عن اعترفهم بشرعية الرئيس السيسى للبلاد وثورة 30 يونيو التى وصفوها بالثورة المجيدة التى أخرجت البلاد من نفق الظلام، متعهدين أن يكونوا أعضاء إيجابيين بالمجتمع . فى هذا الصدد استطلعت بوابة الوفد آراء بعض الخبراء أكد المستشار محمود العطار نائب رئيس مجلس الدولة أن القضاء المصرى مستقل لا يدخل فى أى أمور سياسية لافتا أن الحكم يكون بناءً على الوقائع الجنائية التى ارتكبت والأدلة المقدمة أمامه مضيفا أن القاضى ليس له علاقة بكون المتهم إخوانيا أو شيوعيا أو غير ذلك وأضاف العطار فى تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن أى شخص حرق أو دمر سيحاسب وفقا للقانون ،مؤكدا أنه حال توبة المتهم فإن الأحكام تخفف وفقا للمادة 17 من القانون الجنائى ،مشيرا إلى أن إقرارات التوبة التى أقرها بعض عناصر الإخوان لا تعنى أنه سيتم العفو عنهم فيما قال المستشار محمد حامد الجمل الفقية الدستورى أن القضاء المصرى ملتزم بالشرعية الدستورية وعدم اللجوء إلى أى أحكام أو قرارات لصالح جهة أو سلطة ما ،مؤكدا أن القضاء بعيد عن السياسة . وأوضح الجمل أن توبة المتهمين التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية واعترافه بشرعية الرئيس السيسى تدخل فى باب السياسة وليس باب القضاء، مضيفا أن القضاء يحكم وفقا للقانون والأدلة الجنائية . ولفت الفقية الدستورى أن هؤلاء المتهمين ارتكبوا جرائم فى حق الشعب المصرى والشرطة والقوات المسلحة لن تغفر لهم، موضحا أن ليس هناك فرق بين من قبض عليه قبل وضع الجماعة على القائمة المحظورة وبعدها. وفى سياق مختلف كشف إسلام الكتاتنى ،منشق عن جماعة الإخوان، أن المحبوسين على قضايا الإخوان نوعان الأول هو القيادات التى تقوم بإعطاء الأوامر للشباب عن طريق إقناعهم بأن هذا جهاد للدين، أما النوع الثانى هو الشباب غير المدرك مدى خطورة ما يفعله، قائلا: "على السلطة فتح الباب لهؤلاء الشباب الراغبين فى التوبة ". وأضاف الكتاتنى أن المواجهة الفكرية هى السبيل الوحيد للقضاء على جذور الإرهاب، مؤكدا أن الفكر التكفيرى نشأ فى السجون إبان حكم الراحل جمال عبدالناصر من خلال المواجهة الأمنية قائلا: "الإخوان أعدادهم كثيرة والقبض عليهم ليس حلا"، مشيرا إلى أن هناك شبابا كثيرين داخل السجون، مطالبا بفتح باب التوبة لهم بعد التأكد منها وحذر الكتاتنى من نشأة الفكر التكفيرى مرة أخرى بالسجون، مستبعدا أن تكون توبة بعض المتهمين التابعين لجماعة الإخوان بداية مصالحة حقيقية مع الدولة قائلا:" لا مصالحة على الدم". فيما رأى أحمد بان القيادى المنشق عن جماعة الإخوان أن المحسوبين على الحالة الحزبية أدركوا جيدا أن الارتباط على قوائم الجماعة أمر سوف يؤدى إلى المجهول وأن ذلك يحملهم الكثير وبالتالى رغبوا فى التوبة والاعتراف بشرعية الرئيس السيسيى، مضيفا أن القيادات مصرة على النهج الصفرى . وأشار إلى أن فكرة التوبة ليست المسار الطبيعى للمصالحة ،مؤكدا أن المسار الطبيعى للمصالحة هو مراجعة الجماعة لأفكارها وإعادة قراءة المشهد الحالى جيدا .