أكد مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير، أن هناك ضرورة ملحة لإيجاد منهج جديد بشأن مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية بعد مرور 20 عاما على اتفاقية أوسلو وبعد أول زيارة قام بها لغزة منذ أكثر من خمسة أعوام. وكتب رئيس الوزراء البريطاني السابق في مقال نشره على موقعه على الإنترنت إن الحرب الأخيرة على قطاع غزة أشاعت فيه الخراب والدمار وتركت شعبه ممزقا وقد أضناه الفقر، مضيفا أن المشكلة ليست -كما يعتقد كثيرون– في حبس المفاوضين في غرفة لفترة تكفي للتوصل لاتفاق سلام، لافتا بقوله "في الوقت الحاضر، يمكن أن تحبسهم في مثل هذه الغرفة للأبد، ولكن سيظل السلام بعيد المنال". وأضاف أنه إذا كان الواقع على الأرض يفضي إلى سلام ، فحينئذ يمكن للمفاوضين إيجاد طريق لحل قضايا الحدود وتبادل الأراضي، وحتى القدس واللاجئين والضمانات الأمنية ، وكتب بلير أن المشكلة ليست فقط في أن الأرض ليست جاهزة للسلام ، بل إن العكس صحيح تماما. وغزة، " دليل حي" على ذلك ، وعلاوة على ذلك، فإن الاقتصاد في الضفة الغربية متعطل و في القدس نجد التوتر واضحا وخطيرا". وحدد بلير في مقاله، ثلاثة شروط مسبقة يمكن أن تقود إلى "عملية سلام ناجحة"؛ أولها تحقيق تحسن كبير وواسع في مستوى معيشة الفلسطينيين، وثانيها : وجود سياسة فلسطينية تؤيد صراحة السلام وحل الدولتين، وهو ما يعني دولة فلسطينية ذات سيادة ودولة إسرائيل آمنة ومقبولة. ولفت إلى الشرط الثالث بقوله : يجب أن يكون هناك "تعزيز لدور المنطقة، من خلال التحالف مع المجتمع الدولي، الذي يجب عليه الإسراع إلى تقاسم القيادة في هذه القضية"..مؤكدا أنه رغم الظلام الحالي الذي يكتنف العملية الدبلوماسية، فهناك شعاع محتمل من الأمل وهو التغيير الذي تشهده هذه المنطقة. وعلاوة على ذلك، قال بلير أن المجتمع الدولي يحتاج إلى "الوضوح" من حركة حماس. وتساءل قائلا: "هل هي حركة قومية فلسطينية مكرسة لإقامة دولة فلسطينية أم جزء من حركة إسلامية أوسع نطاقا بمخططات اقليمية تؤثر على الحكومات خارج غزة؟ وهل هم مستعدون لقبول دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 أم لا، على أن تكون مثل هذه الدولة تسوية نهائية للصراع؟ ". وبالإضافة إلى ذلك، قال أنه ينبغي إعطاء مصر"ضمانات ذات مصداقية حول أمنها" فيما يتعلق بقطاع غزة؛ ويجب فتح معابر غزة كي يتسني اعادة ربط هذه المنطقة بالعالم الخارجي؛" ويجب على إسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها للمساعدة في إعادة اعمار قطاع غزة؛ وينبغي أن تقود مصر المفاوضات حول مستقبل غزة على المدى الطويل. وقال بلير أن خطة غزة ينبغي أن تكون جزءا من اتفاق أوسع نطاقا بعد تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل ، التي ينبغي أن يكون في صميمه خططها تحسين معيشة الفلسطينيين في الضفة الغربية". وقال أن هذا، بدوره، يمكن أن يمهد الطريق للانتخابات الفلسطينية، واستئناف التفاوض السليم لتسوية عملية السلام."