سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
آخر المخرجين الذين تعاونوا مع سيدة الشاشة عادل الأعصر: اكتشفت سر بقاء الجيل القديم فى "وجه القمر"
كنت محظوظاً بأن يكون عملى مع فاتن حمامة الأول فى مشوارى
«النجومية ليست جدعنة ولا مظهرة إنما هي التزام وعطاء وأخلاق وإنسانيات واحترام، وهذا ما تعلمته من خلال عملي مع النجمة الراحلة فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية». كلمات المخرج الكبير عادل الأعصر الذي قدم أول عمل له في الفيديو وآخر عمل للنجمة الراحلة في الدراما «وجه القمر». وعن هذا التعاون يصفه «الأعصر» قائلاً: إنه محطة مهمة في تاريخي وبداية لم تتوافر لآخرين من جيلي، لذلك كنت سأظل من المحظوظين بهذه التجربة المهمة مع نجمة جيلها، وكل الأجيال، وكان لي الحظ والشرف بأن أعمل مع سيدة الشاشة.. ويضيف «الأعصر»، عندما جاءني هذا العمل وأنا في مرحلة القراءة كنت أجد دائماً صورة النجمة الكبيرة فاتن حمامة في كل مشهد وعندما أعلنت عن رغبتي في أن يتشرف هذا العمل بها استهجن البعض تفكيري، وقالوا لي: من الصعب جداً أن توافق فاتن حمامة علي العمل ولن تضحي بتاريخها في تجربة مع مخرج في سنة أولي دراما، لكن هذا التخويف زادني إصراراً وتمسكت بوجودها وبدأنا نتحدث معها لمدة 6 شهور وأعطيتها الورق حتي وافقت وقمنا بوضع كل تصوراتها ووجهة نظرها في السيناريو والأبطال المشاركين، خاصة من يقومون بدور أولادها وكانوا وجوه اًجديدة وهم: نيللي كريم وغادة عادل وأحمد الفيشاوي، وطلبت رؤيتهم قبل الموافقة عليهم وعند مشاهدتهم سعدت بهم ورحبت بضمهم للعمل، وبالفعل حدث انسجام وكيمياء بينهم وظهر ذلك في العمل وأصبحت فعلاً أماً حقيقية لهم جميعاً واحتوتهم وكانت تصر علي عمل بروفة في كل مشهد يجمعهم قبل تصويره وتعاملت مع الجميع ببساطة وسهولة وتواضع كبير واحتضنتهم واحتضنت جميع فريق العمل بخبرتها وإنسانيتها الكبيرة. ويوضح «الأعصر» لست أنا الذي يتحدث عن تاريخ فاتن حمامة الكبير ولكن أتحدث عن محطة وتجربة إنسانية مهمة في حياتي من خلال مسلسل «وجه القمر» للسيناريست ماجدة خير الله، حيث تجسدت هذه الخبرة الكبيرة والنجومية العريضة للراحلة فاتن حمامة مع الالتزام والتواضع والخبرة مع الجميع.. أضاف: تعاملت مع معظم نجوم السينما تقريباً لكن لم أر «أسهل» وأرق من التعامل مع فاتن حمامة وتجسد ذلك عندما عرضت عليها ترشيح الفنان العظيم الراحل أحمد رمزي في دور أمامها، فلمست مدي السعادة والترحيب بذلك وأصرت أن تطلبه بنفسها، ولمست من خلال هذه التجربة كيف هم كانوا ومازالوا جيلاً عظيماً ومثالاً للالتزام والحب والتعاون والاحترام والتواصل ومازال رد فعلها عندما اقترحت اسم الراحل أحمد رمزي أمامها وهي تضحك وتبتسم من قلبها وتقول بصوت عال: «هايل يا عادل فعلاً دوره». وعن كواليس العمل قال «الأعصر»: كانت تحضر مبكراً وأحياناً تطلب أن تجلس مع فريق العمل وتعزمهم علي شاي وحلويات وكانت تأكل مع بعضهم، خاصة أولادها في العمل مرات عديدة، وتسأل عن الجميع إذا تأخر وإذا تغيب وكان الجميع ينادونها ب «أبلة حكمت» و«سيدة الشاشة» و«ماما فاتن» وكانت دائمة السؤال عن أحمد رمزي، وتطلب منا أن نصبر عليه ونهدئ الأجواء من عمله حتي يصور مشاهده لأنه لا يحب الازعاج كما تقول. وأضاف: استمتعت بهذه التجربة لما أضفته الراحلة من جو رائع وكواليس حميمية وراقية بشياكتها ووقارها وخبرتها وتاريخها، ولذلك خرج العمل تحفة فنية وكنت فعلاً من المحظوظين الذين قدموا هذه التجربة مع سيدة الشاشة. وأوضح «الأعصر» بعد هذا العمل ظللت متواصلاً مع هذه النجمة العظيمة، واكتشفت إنسانيات راقية، للأسف لم تتواجد إلا في هذا الجيل وكنت أشاهد مواقفها المحترمة والراقية مع صديقها الراحل أحمد رمزي، كانا يأتيان الاستوديو قبل الجميع «مذاكرين أدوارهما»، والحقيقة اكتشفت سر بقاء هذا الجيل العظيم بكل هذه النجومية والحضور. وأضاف: كان آخر اتصال لي بها منذ شهرين عندما دخلت المستشفي في أزمة صحية وخرجت وداعبتها في المكالمة وقلت لها أرجوك يا وجه القمر لا تغيبي عنا وتعافي لأن العالم كله يعشقك ويدعو الله لك.. فقالت بهدوء إن شاء الله يا عادل، يا أستاذ وجه القمر. ويختتم كلامه قائلاً: «وجه القمر» بكل هذا السحر والعطاء والتواضع لن يغيب من وجدان جمهوره.