عانت مصر خلال الفترة الأخيرة من وجود قنوات غير مصرية، تقوم ببث المعلومات المغلوطة وتزييف الحقائق، والمحاولة المستمرة لتشويه صورة مصر أمام دول العالم. وفي ظل مخاوف من تأثير هذه القنوات على مواقف الناخبين رصد «الوفد» اراء بعض خبراء الإعلام والسياسة حيث أكدوا عدم أهمية هذه القنوات وانعدام تأثيرها على الشعب المصري بسبب فقدانها مصداقيتها ومعرفة أهدافها وانتماءاتها. ففي تعليقه على تأثير هذه القنوات أشار يحيى قلاش الخبير الإعلامي، إلى أن القنوات التي تبث من خارج مصر ولها مصالح سياسية خاصة كقناة الجزيرة، والقنوات الأخرى مثل قناة مكملين ورابعة التي تبث من تركيا، ليس لها أي تأثير على اراء وتوجهات الناس في الانتخابات البرلمانية القادمة، موضحًا أن هذه القنوات ليس لها جمهور سوى بعض من لديه عقيدة سياسية واتجاه سياسي معين، أما أغلبية الشعب فلا يتابع هذه القنوات. وأفاد قلاش، أن شعبية قناة الجزيرة لدى المصريين تراجعت بنسبة كبيرة بعد ثورة 25 يناير، بسبب سياستها العدائية لمصر التي أفقدتها الكثير من المصداقية لدى الشعب المصري. وأوضح «قلاش»، أن الشعب المصري واع بدرجة كبيرة جدًا، ويستطيع أن يفرق بين من ينحاز لطرف من الأطراف ويوجهه لأهداف ومصالح خاصة، وبين من يعمل لصالح مصر ولصالح استقرار الوضع فيها. وأضاف «قلاش»، أن القنوات الغربية العالمية ستكون أكثر حيادية في متابعة الانتخابات، ولن تتحيز لطرف من الأطراف، بالإضافة إلى أن هذه القنوات يتابعها النخبة والمثقفون، ولا تلقى متابعة كبيرة من قبل المصريين بوجه عام، موضحًا أنه متصور أن هذه القنوات لن يكون لها تأثير. ومن جانبه، أشار صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن الإعلام مؤثر جدًا ويستطيع أن يوجه ويحفز الناس نحو شيء معين، ولكن في مصر ينطبق هذا الكلام على الإعلام المحلي فقط، مؤكدًا أن أغلبية المصريين لا يهتمون بالإعلام الخارجي ولا يتابعون ما يدور فيه بخصوص مصر. وأكد العالم، أن الشعب المصري يعاني كثيرًا من ضغوط الحياة اليومية التي يقابلها ومن الأحداث الكثيرة التي تحدث، لذلك ليس لديه وقت للاطلاع على ما ينشر ويذاع في قنوات الإعلام الغربي. ولفت العالم إلى أنه بالنسبة للقنوات التي تبث السموم باتجاه مصر فإن الشعب من تلقاء نفسه لم يعد لديه رغبة في متابعتها وذلك بسبب تزييفها للحقائق التي يراها ويعاصرها كل يوم. وبين العالم، أن الإعلام المحلي عليه دور قوي في الانتخابات البرلمانية القادمة بعرض الحقائق للناس والتعامل بحيادية ونزاهة مع أغلب المرشحين، حتى لا يضطر المواطنون أن يلجأوا إلى متابعة قنوات غير مصرية لا تريد الخير لمصر. وقال فاروق أبوزيد، أستاذ الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن قنوات الإعلام المصري هي الأكثر تأثيرًا من غيرها، لأن أغلبية الشعب يشاهدونها ويتابعون ما يأتي بها. أضاف «أبوزيد»، أنه لا شك أن الإعلام الخارجي هام جدًا، ويعكس اتجاهات الرأي العام في هذه الدول، خصوصًا القنوات الكبرى التي لها نسبة مشاهدة عالمية، ولكن برغم من ذلك فنسبة مشاهدة هذه القنوات في مصر ضعيفة جدًا، وتقتصر على النخبة فقط موضحًا أن اغلبية الشعب لا يتابعونها. وأفاد «أبوزيد»، أن الإعلام العربي في أغلبه مساند وداعم لمصر باستثناء قناة الجزيرة التي لم يعد لها شعبية وجمهور مثل ذي قبل، وذلك بسبب بثها معلومات مغلوطة وفبركة العديد من المشاهد، موضحًا أن الشعب المصري أصبح يتعامل معها الان على أنها القناة العدو. أوضح أبو زيد، أن الشعب المصري أصبح شعبا سياسيا بامتياز برغم وجود نسبة أمية قد تصل إلى أكثر 40 %، إلا أن الشعب أصبح لديه وعي سياسي كبير بسبب الأحداث التي عاصرها وعاشها، لذلك لن يستطيع أحد التأثير عليه أو توجيهه، إلا قلة قليلة لديها أفكار معينة مقتنعة بها وسواء كان هناك توجيه أولا فلن تغير رأيها. وأعلن أبو زيد، أن القنوات الاخرى مثل التي تبث من تركيا ليس لها أي جمهور وذلك لأن القمر الصناعي عليه أكثر من 600 قناة. وفي سياق متصل، أضاف طارق سباق، البرلماني السابق، أن الإعلام الخارجي لم يعد له تأثير كبير مثل الأيام السابقة، وذلك بسبب وجود قنوات وصحف كثيرة وطنية، تستطيع أن ترد على كل الشائعات والأقوال المغرضة التي لا تريد الصالح لمصر وأن تبين وتوضح الحقائق. وأشار سباق، إلى أن المصريين يدركون أهمية البرلمان القادم ومدى امتلاكه لصلاحيات كثيرة، ومدى انتظاره للعديد من التشريعات والقوانين المطلوب البت بها لذلك لن يستطيع أحد أن يؤثر عليه أو يوجهه نحو اتجاه معين. وأكد سباق، أن قناة الجزيرة لم يعد لها أي تأثير خصوصًا بعد إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، أما القنوات الأخرى فالشعب لا يتابعها وقد يكون لا يعرف اسمها. ولفت سباق، إلى أن الشعب المصري يعتمد بشكل كبير على الإعلام المحلي ويثق فيه ويطلع على الأخبار والأحداث، منه داعيًا الشعب أن يثق في إعلامه الوطني وألا يستمع لكل من يريد إفساد الحياة السياسية في مصر. وقالت سكينة فؤاد الكاتبة الصحفية، إن الشعب المصري لديه وعي كبير يفوق محاولات التضليل الإعلامي، وذلك لأنه مساير الأحداث على أرض الواقع، ويعرف مدى أهمية وجود برلمان منتخب يكون رقيبا على السلطات التنفيذية، ويقوم بعمل ثورة تشريعية وقانونية تصب في صالح مصر. وأوضحت فؤاد، أن قناة الجزيرة والقنوات الأخرى المضللة ليس لها أي تأثير، لأن الشعب اكتوى بنار جماعة الاخوان المسلمين، وساير الأحداث على أرض الواقع من تخريب وحرق وقتل الجنود الأبرياء في سيناء وأفراد الشرطة. وأفادت فؤاد، أن الإعلام المصري عليه دور كبير في صناعة الوعي، وفي توثيق هذه الجرائم وتذكير الناس بها دائمًا، حتى لا ينسوا من هم أعداء الوطن الذين لا يريدون الخير لمصر.