عرفت ما أضاف لي وأفادني بالمعلومات عن «شق الثعبان» وما ذهب إليه زميلي الموهوب مجدي سلامة من أن الشق حالياً قد أصبح «شق الصينيين»!، فيما نشره الزميل في جريدة «الوفد» الثلاثاء الماضي 12 يناير، فقد عاين الزميل المنطقة في شقها الممتد بطول 6 كيلو مترات وعرض كيلو مترين ورآها قد أصبحت حالياً إحدي مناطق صناعة الرخام، بل هي أصبحت موطناً للصينيين في مصر، والأعداد الغفيرة من الصينيين بعضهم يسير علي الأقدام، والبعض الآخر ينتقل بسيارات «ملاكي»، وفريق ثالث يعمل بهمة داخل المصانع وورش الرخام، لكن كثرة الأعداد من البشر وسحابات غبار الرخام المتطاير بلونه الأبيض.. كل ذلك ستشعر معه وكأنك «في ولاية صينية ولست فوق أرض مصرية». فما الذي تواطأ من الظروف والبشر علي هذه الأرض المصرية لكي تتحول إلي خلية بشرية صينية تعمل بلا كلل ولا هوادة لكي يذهب الرخام المصري من «شق الثعبان»- شق الصينيين- إلي حيث يريد له أصحاب الخلية أن يذهب إلي العالم وينتشر فيه!، أو يعود إلي مصر بعد إعادة تصنيعه، بعد أن أهمله «أهل مصر» وتخلصوا من «العمل الشاق» الذي اختاره عمال الصين ليقنع أهل مصر بالدولارات التي تدفع لهم مقدماً والثمن الكامل المتفق عليه قبل تهجير الرخام «من شق الصينيين» في قلب القاهرة إلي العالم! والحقيقة الأكيدة التي يقدمها «مجدي سلامة» انه قد شهد بعينيه وعقله ما يجعله صاحب «شهادة حق» علي إدانة لنا ما كان يود أن يقع عليها دامغة!، فالرخام رخامنا، ونحن نفضل «ألا نعمل» رغم اننا أصحاب تاريخ عريق في استخراج حجر الرخام وتهذيبه، فلماذا «نشغل أنفسنا» ببذل جهد يمرض أجسامنا ويعرضنا لأخطار وهموم، ونحن نملك ما يرضينا من أموال تجعلنا في غني واستغناء!، وليكن الشعار «ويل الشجي من الخلي، فلا تبيتن إلا خالي البال»!، ومادام «النواب الصينيون قد تولوا عنا» شرف العمل وكدحه، فلم يكن هناك ما يمنعنا من الترحيب بهم مهما تزايدت أعدادهم، في «شق الصينيين» يقومون بكل العمل المطلوب منا أصلاً! وهذا كلام واضح صريح يلخص مواقف الذين يكسبون من التجارة في الرخام المصري!، فلم تعد «الصناعة الرخامية» تعنيهم بقدر ما جعل همهم الأول والوحيد استثمار وجود الرخام كثروة مصرية طبيعية!، مادام الذي يستطيع «الدفع» فوراً يتولي كل شيء!، وأصبحنا نحن «نقلة» للخام إلي حيث ينتظره الصينيون في «شق الصينيين»!، ويبدو انه لابد لكل «شهادة حق» من ملحق يتيح لبعض من يكتبون التعليق علي هذه الشهادة «العادلة المنصفة» لقوم مهرة يعرفون قيمة العمل، فاختاروا «شق الثعبان» «ميداناً» لأعمالهم التي هجرها أصحابها وانشغلوا بجمع المال فقط!، وربما يكون ما جاء في «التعليق» علي تحقيق مجدي سلامة إضافة لشهادته التي حملت الحقيقة!