لابد أن يشتمل تطوير الخطاب التجديدى على وسائل العمل الارشادى وتجنب الوسائل النمطية والعمل على احياء الدور المنوط بالعلماء والمؤسسات الإرشادية والعلمية والإعلامية لتحقيق فعالية وتأثير الخطاب الدينى ومواكبته لخطط وبرامج التنمية وتعميق خصائصه من حيث الشمول والثبات والتوازن والواقعية والبساطة والوضوح. هذه الآليات ضرورة مهمة لتجديد الخطاب الدينى ويندرج تحتها تطوير المهارات والقدرات الخطابية والإرشادية للقائم بهذه المهمة. كما ينبغى الاستفادة من الإنجازات فى مجال العلوم والتكنولوجيا. وتوسيع نطاق العمل الارشادى وتأمين السبل لتحقيق التواصل المستمر والمؤثر للخطاب التجديدى فى عقل ووجدان المجتمع بمختلف بيئاته وثقافته. ومن هذه الآليات تحديث أدوات الخطاب وأساليبه وصياغته وتطويره فى إطار المواكبة المستمرة لمستجدات العصر وتقنياته. كما ان التوظيف الأمثل لدور وسائل الاعلام الدعوى وكافة وسائل النشر لتوصيل مضامين الخطاب الدينى ضرورة مهمة لتوصيل المعنى المقصود وفقًا لخاصية كل وسيلة وتأثيرها ودورها. كما يجب انتهاج السبل والأساليب المتطورة لتأمين سهولة ويسر استيعابها والتأثير على الرأى العام، ولذا لابد لهذا الخطاب التجديدى الذى يتخذه الاعلام وسيلة له للتأثير فى الجماهير ان ينطوى على عنصر مهم وهو ضرورة الاقناع. ولا يتحقق ذلك إلا إذا عبر الاعلام عن عقلية الجماهير وميولهم واتجاهاتهم. ثم ان الأوصاف التى يتصف بها الدين الاسلامى تحتم على الاعلام المقروء أو المسموع أو المرئى مجموعة من القوانين والالتزامات الاخلاقية التى لا يجوز الاخلال بها. إذن لابد من توحيد الجهود لتقديم الخطاب الاعلامى فى أفضل صورة للخروج به إلى العالمية، وملاحظة الفروق بين ما هو مشترك فى الانسانية وبين ما هو خاص بحضارتنا مع الحرص على اعلاء وابراز ثوابت الدين والقيم الانسانية السامية. لذلك يفترض فى صانع الخطاب التجديدى العلم والدراية بما يقدمه للجمهور وضرورة التسلّح بالفقه والإحاطة الواسعة بالعلوم والتقنيات الحديثة. وهذا يتطلب كسر النمطية والتقليدية الموجودة فى معظم البرامج الاجتماعية والجماهيرية والاتجاه إلى العمل التخصصى مع مراعاة تنوع الثقافة للمتلقين وتجنب السلبية والارتجالية والحماس... لا بد من تجديد البرامج الثقافية التى تتضمن ثقافة من حيث المستوى والشكل بدلا من القوالب الكلاسيكية القديمة. من الأهمية أيضًا تقديم الوجه الحقيقى الحضارى للخطاب التجديدى وإيجاد خطاب عام وخاص طبقًا لتنوع المتلقين، وضرورة إحاطة صاحب الخطاب بالظروف المحيطة حوله وتوفير المعرفة الكافية بثوابت الدين والفكر التنويرى الذى يقوم به واستخدام المنهج الوسطى المعتدل لطرح أفكاره. وهذا يقتضى ضرورة استحداث ساعات بث كثيرة باللغات الأجنبية لمخاطبة الآخر ومراعاة زمان ومكان المخاطبين وهذا يعكس تجديدًا للخطاب عندما يخرج من أقطار المحلية إلى العالمية .. هذه اجزاء من آليات ومقترحات رآها الباحث حيدر السلامى للنهوض بالخطاب التجديدى. وللحديث بقية سكرتير عام حزب الوفد