بعد العمليات الإرهابية التي حدثت في فرنسا وبلجيكا مؤخرا، استفاق الغرب والعالم على حقيقة الحرب التي تقوم بها مصر ضد الإرهاب، بعدما كانوا يعقدون أن هذه المشكلة تشكل تهديدا داخليا على مصر وحدها، لكنهم استيقظوا جميعا على الحقيقة المفزعة وهي الإرهاب، وأدركوا أنه لامناص إلا بمحاربة هذا الطاغوت، الذي أصبح يهدد أمن العالم أجمع . واستفاقت أمريكا مؤخرا، وأعلنت عن تنظيم مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب وهو طالما نادت به مصر، منذ ثورة 30 يونيو ولكن هيهات قبل أن تحترق يدها ويد أوربا بنار الإرهاب . وهنا يثور التساؤل، :هل مثل هذه المؤتمرات كفيلة بالقضاء علي الإرهاب وتجفيف منابعه؟ ، أم أن الأمر يحتاج لآليات وإجراءات أبعد من ذلك . بوابه الوفد استطلعت آراء الخبراء العسكريين في هذا المجال، حيث أكد اللواء رأفت الحجيري الخبير الاستراتيجي أن الإرهاب لا دين له ، وأن القول الذي يصدق على ما يمر به العالم الآن هو مقولة "اللي حضر العفريت يصرفه". وأوضح أن أمريكا هي السبب في الإرهاب العالمي فهي من دعمت تنظيم القاعدة وهي من أنشأت مايسمى بداعش ومولتهم ودربتهم والآن تريد محاربة الإرهاب . وأوضح الحجيري أن أمريكا من مصلحتها وجود الإرهاب العالمي، حتى تكون الملجأ الوحيد لكل الدول وخاصة دول الخليج، حيث إنها تستخدم فزاعه الإرهاب في قبض الأموال من الإخوه في الخليج بدعوى حمايتهم من خطر الإرهاب، فإذا زال هذا الخطر، فماذا تكون فائدة أمريكا ودورها في المنطقة. وشدد الحجيري على أن هناك اتجاها غفل عنه الكثير من المصريين، حيث أن الأسلحة والذخائر لدى أمريكا لديها صلاحية معينة، وأنها معرضة لأن تفسد بعد مرور مدة الصلاحية، وبالتالي فإنه يكون من المحتم على الولاياتالمتحدة استخدام هذه الأسلحة والذخائر ولن تجد إلا الدول العربية لتفرغ فيها ذخائرها وأسلحتها، بالإضافة إلى مصانع الأسلحة لابد أن تعمل، وبها عمال وفنيون وبدون الاستخدام والشراء من قبل العرب تكسد هذه التجارة . وأشار الحجيري إلى أن مكافحة الارهاب لاتحتاج إلي مؤتمرات، وإنما تحتاج إلى العدل في النظام العالمي والمساواة لجميع البشر ليس من المعقول أن يعيش المواطنون مرفهين ويعيش غيرهم في الخيام يواجه الصقيع ويموت من البرد والجوع، فالحرب علي الإرهاب تحتاج للعدد وليس المؤتمرات . من جانبه، أكد اللواء محمد الغباري عميد كلية الدفاع الوطني السابق، أنه لابد من قراءة المشهد جيدا، والمشهد يقول أن أمريكا فشلت في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، وانكشفت أمام العالم، وكذلك تراجعها أمام روسيا في حربها في القرم، كل هذا الفشل كان لا بد أن يغطى بأحداث وإجراءات معينة وهي ماقامت به من خلال استخدام هذه الآليات والأدوات التي في أيديها من الجماعات الإرهابية . وأضاف الغباري أنه يوجد رأي آخر يقول بأن عملية فرنسا هي استعراض للقوى من جانب بعض الجماعات الإرهابية ومحاولة إظهار نفسها بأنها موجودة على الأرض وقادرة على تنفيذ عمليات في عقر دار أوربا وهي باريس . وشدد الغباري بأن الحرب على الإرهاب تحتاج إلى مؤتمرات، ينكشف الجميع فيه، ويكون فيه تأكيد على تجفيف منابع الإرهاب ووقف عمليات الدعم المادي من السلاح والأموال والتدريب . وكذلك التعاون المخابراتي بين أجهزة المعلومات في السيطرة علي الإرهابيين العائدين بعد انتهاء هذه الحروب ومحاولة رصد تحركاتهم والسيطرة عليهم . وأكد اللواء ممدوح عطية خبير الأمن القومي أن الإرهاب كما قال الرئيس السيسي لا دين له، وأن مواجهته لابد أن تكون شاملة أمنية واقتصادية وسياسية وموروثات الشعوب وحقوقهم . وأضاف عطية أنه لابد من إرجاع حقوق الشعب الفلسطيني وتعريف صحيح للإرهاب والتفرقة بينه وبين الكفاح المسلح للشعوب من أجل التحرر . وأوضح عطية أن العالم كله اعترف بأن الشعب المصري هو المعلم وهو القائد هو من علم العالم وهو من يحارب الإرهاب ولم يتحرك العالم إلا بعد أن انكوي بناره . واختتم عطية بأن الولاياتالمتحدة والصهيونية العالمية هما الأساس الداعم للإرهاب .