أخيراً تم الإفراج عنى من هذا السجن بضمان أن يرى الناس كلماتى من خلال جريدة «الوفد» فليست الإعاقة هى السجن كما يعتقد البعض ولكن عدم تحقيق ذاتى والتنفيس عن أفكارى هذه هى الإعاقة الحقيقية، فالحمد لله كلنا مؤمنون ولا نعترض على الإعاقة لكن على المعوقات التى تواجهنا فى حياتنا، كنت أعتقد أن كل معاق يعانى من نفس المشكلات التى أعانى منها، وكانت تتلخص فى مخيلتى بعدم الاهتمام بقدرات المعاق والمضايقات التى يتعرض لها فى المجتمع ومن كل من حوله بالإضافة إلى المشكلات الصحية كل حسب ظروف إعاقتهن، فالبعض يراها فى تراخى الحكومات عن المراقبة وتطبيق القانون بتعيين نسبة ال5٪ للمعاقين والبعض يرى المشكلة فى الشوارع غير الممهدة والأرصفة التى تتيح لعجلات المعاقين الصعود عليها وأعمدة الإنارة التى تعمل بكفاءة «فى عز النهار» بينما نعانى من انقطاعها صيفاً لنسير فى شوارع يسودها ظلام دامس، مما يعوق حركة ضعيف البصر فى شوارع المحروسة، لا المشكلة فى ثقافة مجتمع فى التعامل مع المعاق نفسه فى الشارع، الأتوبيس، المدرسة، النادى، فى العمل، حتى فى الجمعيات المهتمة بشئون ذوى الإعاقة، هناك من ينهر المعاق ويهينه، هناك من يظن أنه يدافع عن المعاق وهو فى حقيقة الأمر يجرح مشاعره ويدمره نفسياً والبعض يظن أن مشاكل المعاقين فى الإعلام الذى لا يتبنى مشكلاتهم والحقيقة أن هناك من يخجل من استضافة معاق على الشاشة، وهناك من يهتم فقط بما إذا كان الضيف من ذوى الاحتياجات أم من ذوى القدرات الخاصة، قد تكون المشكلة لدى المعاق مشكلة «فراغ عاطفى» ففى الغالب من الصعب أن يجد المعاق سواء رجلاً أو امرأة شريكاً لحياته يقاسمه همومه ويخفف عنه آلامه، ولا يجب أن يتزوج معاق من معاقة حتى لا تزداد مشكلات كل منهما، وكيف سيتم ذلك أصلاً.. إذا كان البعض يتعامل مع المعاق على أنه مرفوض من المجتمع وأحياناً من الأهل أنفسهم الذين يعمدون إخفاءه عن الأعين. هذه الكلمات جاءتنى من خلال رسالة لشاب شاء القدر أن يصبح من ذوى الاحتياجات الخاصة اسمه محمد عبدالحميد عمره 31 عاماً أكثر من 30 مقالة يشرح فيها آلامه وخواطره وآراءه وكان نشر رسالته أمنية أردت أن أحققها له لنشاركه محاولاته الطموحة للخروج مما أسماه «سجن الإعاقة».