تكية وسبيل "السلطان محمود خان" من الآثار الإسلامية التي ترجع للعصر العثماني، ويقعان بشارع "بورسعيد"، أو شارع الخليج المصرى سابقًا، وأنشأه السلطان محمود بن مصطفى خان، أحد سلاطين الدولة العثمانية. ويرجع تاريخ الأثر لعام 1164 ه، و1750 م، بحيث يضم تكية للدراويش والصوفية، والسبيل للمياه، وكتاب لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم، ومن المفترض أنه يستخدم في الوقت الحالي كمقر تفتيش آثار منطقة جنوبالقاهرة. لايعرف الكثير من الأهالي بمنطقة الدرب الأحمر، أو بالشارع الموجود به الأثر، أوحتى سكان البيوت المواجهة له، أو أصحاب المخازن والورش داخل الأثر نفسه، تاريخ هذه الآثار، أو الزمن التي يرجع إليه، أو حتى اسم هذه التكية والسبيل، ولايعرفون حتى أن اسمها سبيل أو تكية، وكأنك تشاهد فيلم "زكي شان" للفنان أحمد حلمي، عندما سأله سائح بلغة أجنبية، وأجابه حلمي بجملة "أنا مش من شرم" لأنه لا يفهم ما يقوله السائح. فأهالي المنطقة يتعاملون مع هذا السبيل على أنه مجرد أثر، فقط لأن بنايته تبدو أقدم من البنايات المجاورة، ولايعرفون أي شيء عنه، عندما ظللت أسأل عنه الأهالي، وأصحاب الورش والمخازن الكامنه داخل الأثر دون أي إجابة. يشهد السبيل والتكية حالة من الإهمال الشديد، مثل جميع آثار الدرب الأحمر بالمنطقة، وينتشر حول المبنى الأثرى عدد من أكوام القمامة القريبة من الأرض، أطراف السبيل والتكية، ويستخدم عدد من المارة التكية والسبيل لقضاء حاجتهم طرف ووسط السبيل. ونظرًا لاستخدام غرف التكية كمخازن لمحلات البقالة القريبة من السبيل والتكية، وورش للسيارات، فتجد أن المكان يمتلئ بكمية شحم سيارات، وعدد من إطارات السيارات، و"صنايعية" يعملون في سياراتهم أمام الورش جانب ووسط السبيل والتكية. كما يشهد المكان كمية ضخمة من الأتربة تغطي السبيل والتكية، تجعلك تقول أن المكان لم يقترب منه أي شخص أو مسؤول منذ الآف السنوات.