تمر مصرنا الحبيبة بعيدين المولد النبوي الشريف يعقبه عيد الميلاد المجيد فعلى مدى قرون من الزمان استطاع المصريون خلالها أن يحافظوا على حقيقتين: الأولى: الإيمان المتعدد مسيحياً واسلاميا. الثانية: العيش الواحد مصريا. فثنائية الدين في مصر بين المسيحية والاسلام ساعدت على مدى اربعة عشر قرنا في صياغة الموقف الواقعي والوعي المشترك الذي يفرز الفكر الموحد، فالمحبة فوق الكل وإن كنت لا تحب أخاك الذي تراه كيف تحب الله الذي لا تراه، فالمحبة قوية وشامخة بين أبناء الوطن الواحد - فوطننا خارج أي حسابات خارجية فمسلموه ومسيحيوه دم واحد. فالدين ثورة على الفساد والشر والانحراف والكراهية والحقد فالدين قوامه في الله الواحد واليوم الآخر والعمل لخير الناس والدين يجمع ولا يشتت. وكم غنت الملائكة وقت ميلاد المسيح «على الأرض السلام» وما أعظم كلمة السلام فمصر الأزهر الشريف والكاتدرائية المرقسية، وإذا كانت هناك هزة بسيطة طفت على السطح من نفوس ضعيفة حاولت أن تفرق بين أبناء الوطن الواحد تريد أن تشعل نار الفتنة بينهم ولكن والحمد لله سرعان ما انطفأت بكل حب وسلام. فهل يعلم الجميع انه جاء بالقرآن الكريم «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» فهذه الآية الكريمة بلسم لكل من يقرأها ويعرف معانيها. ووصف القرآن الكريم المسيحيين بأنهم ذوو رأفة ورحمة «وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في الذين اتبعوه رأفة ورحمة» واعتبرهم القرآن أيضاً أقرب الناس مودة للمسلمين «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون». والسيد المسيح نفسه يوضح هذه العقيدة الإيمانية بفمه الطاهر عندما سأله أحد اليهود عن أعظم الوصايا هى «اسمع يا اسرائيل» الرب إلهنا رب واحد. وأذكر هنا كلمة المتنيح قداسة البابا شنودة حين قال: إن مصر ليست وطناً نعيش فيه إنما وطن يعيش فينا وذكر اسم مصر في الكتاب المقدس 600 مرة كما وردت كلمة المصريين بالكتاب المقدس 100 مرة». ولا تخافوا على مصر - مصر تغيرت بعد الثورة ستبقى مصر كياناً واحداً ويجمعنا إله واحد وتجمعنا مصر فشاء الله أن يبعث رسالة اخري للعالم «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» «مبارك شعبي مصر». وليعلم الجميع أن قانون الايمان مطلعه «بالحقيقة نؤمن بإله واحد». لقد طالب الرئيس السيسي بالوقوف ضد الارهاب والتطرف وما أجمل هذه الأيام التي نعيشها في سلام ومحبة وندعو للرئيس السيسي باستكمال مسيرة السلام «سلام الأرض وسلام النفس» في مسيرته القوية وليرفرف السلام ربوع الدنيا ومصر فوق الكل. مصر حبيبة كل حبيب/ مصر هلال وف حضنه صليب مصر الأم هلال وصليب/ وبتتصدى لأي غريب تعمل إيه الفتنة في شعب / أهل وعيلة وعشرة وحب مصر يا وحدة/ وشعبك عمره ما كان شعبين بين أحضانك شفت هلال وصليب عايشين فاعلموا جميعاً أن المسلمين والمسيحيين توأمان منذ قديم الزمان لا ينفصلان ولا ينقسمان فاعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا - عيشوا بالسلام. عضو المجلس الملي