لن تمحى تفاصيل هذه الواقعة البشعة من أذهان كل من تابعها من سكان مدينة زفتى بالغربية، كما أنها ستظل عالقة فى العقل الباطن لكل من سيتابعها من خلال هذه السطور. فالجريمة حتى ولو كانت معتادة أصبحت نمطية وعادية من كثرة حدوثها وتكرارها بنفس التفاصيل البشعة فهى تنفرد بتفاصيل غريبة تنم عن نفوس مريضة وسادية لمرتكبيها الخمسة. هم خمسة شباب تجردوا - كما اعتدنا فى وصفنا لهذه الجريمة على النفس والعرض والشرف - من المشاعر الإنسانية وتحولوا إلى ذئاب بشرية نهشت عرض ربة منزل وسط الزراعات بإحدى قرى زفتى ولم يكتفوا بذلك بل قام كل منهم بتصوير بعضهم البعض بالهاتف المحمول أثناء قيام كل ذئب منهم بمواقعتها جنسياً من باب التسجيل والذكرى، وحتى تظل الضحية «خاضعة» لهم تأتى لهم طيعة وسهلة عند الطلب، ليعاودوا اغتصابها مرات ومرات، ومن باب أنها لن تجرؤ على إبلاغ أحد سواء من أسرتها التى تبدأ بزوجها ثم باقى أفراد عائلتها، وبالتالى فإنها لن تستطيع الاقتراب من قسم الشرطة للإبلاغ عن الجريمة ووقوعها فى براثن الذئاب المتوحشة الفاجرة، وأنها ستظل فى خدمة أغراضهم الدنيئة، تؤمر فتطاع وتطلب للمواقعة فتلبى دون اعتراض. الذئاب الخمسة لم يكتفوا بذلك بل قاموا بعد أن صور كل واحد منهم نفسه وهو يمارس الجنس مع الضحية، هى تلتمس الستر وهم يصرون على الفضيحة، هى تطلب تركها لحال سبيلها تعود لزوجها وأطفالها الصغار، وهم يواصلون افتراسها جسدياً ومعنوياً بكلماتهم البذيئة وتلميحاتهم القذرة، كانت تطلب أن يعفوا عنها وهم يسخرون منها. لم يكتفوا بكل ما سبق ولكنهم أيضاً قاموا بتصويرها وهى عارية بعد أن فلتت من تحت أجسادهم القذرة والمتسخة بأنفاسهم الكريهة والملطخة بالعار، طلبوا منها أن تقف وتتمايل وتبتسم لإيهام من سيطلع على صورها بأنها كانت فى رفقتهم بكامل رغبتها، وأنها تصاحبهم للمزاج والسعادة. وما لم يدركه الذئاب أنهم سجلوا لأنفسهم اعترافات كاملة ستؤدى بهم إلى حبل المشنقة، وأن ضحيتهم بعد أن ضاقت عليها السبل لم يعد لها مفر من أن تتوجه بعد أن نجت من قبضتهم لمركز الشرطة، فقد سجل لها المتهمون صوراً تكفى أن تغطى بعارها كل بنات قريتها ومدينتها ومحافظتها أيضاً. وأنها إذا لم تفعل ستكون أسيرة هؤلاء الذئاب إلى آخر يوم حياتها، وحتى بعد أن يمضى شبابها لزمنه ستكون مطمعاً لابتزازها بالمال، فكل قرش سيسقط فى حجرها على مدار عمرها، سيكون لهم بالتأكيد حتى لا تفضح نفسها أمام زوجها ثم أولادها. وهذا هو ما حدث بالفعل، فبعد لحظات من تركها لحال سبيلها بعد أن هددوها بالفضيحة والصور والأوضاع الساخنة والقبلات، إذا لم تأت لهم وقت الطلب.. توجهت إلى مركز شرطة زفتى، كانت ضعيفة، ممزقة الملابس ووجها تحول إلى شبح من هول ما حدث لها، وفور دخولها شعر ضابط التوبتجية بالكارثة التى ألمت بهذه السيدة، وبكلمات قصيرة ومعبرة قالت بصوت مخنوق: «خطفونى واغتصبونى وصورونى معهم وصورونى عارية وهددونى بالفضيحة إذا لم أستجب لمطالبهم فيما بعد ووقتما يشاءون». القبض على الذئاب الخمسة كان الشغل الشاغل للعميد عبداللطيف الحناوى، مدير مباحث الغربية والعقيد بهاء البطراوى رئيس مباحث المديرية، فور أن تلقى إخطار العقيد حسين غنيم مدير مباحث مركزى زفتى والسنطة. وكانت توجيهات اللواء أسامة بدير مدير أمن الغربية واضحة، بضرورة وسرعة القبض على الذئاب الخمسة وبحوزتهم الهواتف المحمولة، وما سجل عليها من صور للضحية. وكان العقيد حسين غنيم مدير مباحث زفتى قد تلقى بلاغاً من ربة منزل «ف. ك. م» بقيام 5 ملثمين بخطفها أثناء ذهابها إلى منزلها فى الأراضى الزراعية، وقاموا بالاعتداء الجنسى عليها وتصويرها عارية عقب ذلك، وعكف فريق البحث على كشف تفاصيل البلاغ وتحديد المشتبه فيهم حتى تمكن الرائد أحمد جعيصة رئيس مباحث زفتى من تحديد أسماء الذئاب الخمسة، وألقى القبض عليهم بمنزل أحدهم أثناء محاولتهم الهروب من القرية، وتم العثور على كارت الذاكرة وعليه عدة مقاطع فيديو لكل متهم وهو يقوم بالاعتداء الجنسى على الضحية، وصور أخرى لها وهى عارية!.. وأحيل المتهمون للنيابة التى قررت حبسهم وعرض الضحية على الطب الشرعى وتولت التحقيق.