كل عام وجميع الناس الحلوة بخير، والناس السيئة ربنا يهديهم، يمر عام 2014 بما لديه وعليه، نأخذ منه مؤشرات ايجابية للمستقبل، فقد كان لحديث المؤسسات الدولية جرعة تفاؤل، ورفع التصنيف الائتماني أعطي قدراً كبيراً من الثقة، والتحرك علي المستوي الدولي يؤكد استقلالية القرار السياسي والاقتصادي، وإن مصر لن تلقي بنفسها في حضن دولة معينة، وإنما ستسعي نحو العالم الخارجي بما يحقق مصالحها الاقتصادية والسياسية. والدول التي ترعي الإرهاب قررت فتح صفحة جديدة مع مصر، بعد فشل مخططها في تفتيت مصر، وأصبحت أمام امر واقع لابد أن تقبل به، وبعد رؤيتها لمدي وعي الشعب بما يحيط به من مؤمرات. وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين وما نتج عنها من اتفاقيات وليس في حاجة إلي أن أذكر الرقم بقدر ما أنا في حاجة إلي تنفيذ هذه الاتفاقيات علي أرض الواقع، والبنوك كانت محل ثقة وقدرة علي مساندة الاقتصاد، والرقيب البنك المركزي المصري لم يغفل عينيه علي متابعة البنوك سواء من حيث الرقابة المكتبية، أو الميدانية، وبدأنا نسمع عن حماية حقوق العملاء، من الإعلانات الوهمية لبعض البنوك، وعقوبات رادعة لهم، ومشاركة البنوك في وضع القواعد الرقابية التي تطبق عليهم، حتى يكون علي وعي تام بهذه القواعد. وخلال هذا العام كانت ملحمة شهادات قناة السويس، وحصل هشام رامز محافظ البنك المركزي علي جائزة «الرؤية القيادية» ولكن كان هناك مشاهد سلبية منها ارتفاع سعر الدولار في الأيام الأخيرة من العام، وتقديم بعض الاستقالات من قيادات البنوك بسبب الحد الاقصي. ونأخذ من عام 2014 لنرسم جرعة من التفاؤل بعام 2015 فمن المؤكد أن هذا العام سيكون عام الاستثمار في مصر بعد مؤتمر مارس، واطلاق المشروعات الكبير مثل محور قناة السويس وشبكة الطرق واستصلاح الاراضي ومحطات الكهرباء والطاقة وغيرها، وسوف يشهد افتتاح المجري الثاني لقناة السويس في مشهد تاريخي سوف تنقله كل فضائيات العالم. هذا بالإضافة إلي الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، وسوف نجد وجه مصر يتغير بسبب وضوح رؤية القيادة، ووضع خريطة للاستثمار ويبقي أن نختار قيادات شابة قادرة علي بناء المستقبل، ونبتعد عن الوزراء الذين يتحدثون أكثر مما يفعلون. وفي النهاية كل عام ومصر والعرب بخير، وسنة ميلادية سعيدة علي الجميع.